Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق إن كان الملك فطنا فَلْيَتَنَحَّ قبل فوات الأوان

 

الخبر :

 

في 23/10/2012 خطب ملك الأردن عبد الله الثاني قائلا : إن الذين يرفعون شعار إسقاط النظام عددهم قليل جدا من المشاركين في الحراك. وقال: إن النظام هو المؤسسات والمواطنون وكل فرد في هذا المجتمع هو جزء من النظام.. وقال : ” إذا كان هدف تلك الشعارات التشكيك بالرعاية الهاشمية للدولة فإن الحكم بالنسبة للهاشميين لم يكن مغنما يسعون إليه وإنما مسؤولية وتضحية لخدمة الأمة والدفاع عن قضاياها “. وقال : ” لم يكن الحكم بالنسبة لنا أيضا وفي أي يوم من الأيام قائما على احتكار السلطة ولا على القوة وأدواتها “. وأكد على الحفاظ على النظام الملكي الدستوري. وأكد على اعتزازه أولا بشرف النسب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم”. واعتبر الأردن يسير في الاتجاه الصحيح وهاجم المنتفضين قائلا: ” أما الحراك السلبي والشعارات الفارغة ومحاولة إثارة الفتنة والفوضى فهذه مرفوضة “. ورأى أن التغيير يكون في ظل الانتخابات داعيا الناس للمشاركة فيها.

التعليق :

نرد على أقوال ملك الأردن قائلين له :

1. تقول أن الذين يرفعون شعار إسقاط النظام قليلون جدا، ولكن ألم تفهم الشعارات الأخرى فإنها كلها تصب في خانة هذا الشعار أم إنك تريد أن تسد أذنيك وتمر كأنك لا تفهم ما تعنيه تلك الشعارات؟! مع العلم أن الكثير منها تمسُّك وتجرحك وتستهزئ بك وتهددك، وهذا أسلوب من أساليب التعبير من قبل الشعب المقهور وهو يتململ للثورة العارمة لإسقاط النظام الجائر، ليدلل عن نزع ثقته من حكامه وانتفاضه على جلاديه. ولماذا قمت بتغيير أربع حكومات في فترة أقل من سنتين؟ ألم يكن ذلك محاولة منك لتوجيه الأنظار عنك وعن نظامك الملكي نحو الحكومة التي لا تحل ولا تربط إلا بأمرك وأمر مخابراتك وبذلك توهم الناس أنك قمت بالتغيير؟ ولكن خداعك مكشوف ولم ينطل على الناس ولذلك قمت بتغيير حكوماتك كلما انتفض الناس في وجه نظامك.

2. تدعي أن كل فرد هو جزء من النظام! كيف يكون ذلك وكل فرد يجلد يوميا من قبل النظام وتهان كرامته ويحارب في لقمة عيشه؟ والقائمون على النظام وهو أنت ومن معك في أجهزة نظامك تسرقون أموال الناس وتعيشون في بذخ وترف وتفرضون نظامكم على الناس بالحديد والنار! والحراك القائم في البلد منذ سنتين بل منذ سنين طويلة لسان حاله يقول لسنا من النظام ولا النظام منا فنريد إسقاطه ونريد أن نقيم نظاما نابعا من ديننا!

3. إنك تدرك أن الناس يريدون إسقاط النظام عندما تكلمت عن الشعارات التي تشكك في رعاية الهاشميين! وتدعي أن الهاشميين لم يكن لهم الحكم مغنما وإنما مسؤولية وتضحية لخدمة الأمة والدفاع عن قضاياها! فلماذا الأردن أشد البلاد فقرا وهي متأخرة لم تتقدم وهي حكر على الشركات الأجنبية واليهودية! كيف خدم الهاشميون الأمة وكان جدك الأول الحسين بن علي أول من أطلق الرصاصة في صدر الأمة ليسقط خلافتها ويفتتها ويجعلها لقمة سائغة للإنجليز ولغيرهم من المستعمرين؟ لماذا جدك عبدالله الأول سلم فلسطين عام 1948 ليهود؟ ولماذا والدك الحسين سلم الجزء الباقي من فلسطين عام 1967؟ وبعد ذلك وقع معهم عام 1994 اتفاقية وادي عربة التي أمنت كيان يهود على الجبهة الشرقية ومكنت يهود من أن يصولوا ويجولوا في الأردن؟! فهل كل ذلك مسؤولية وتضحية للأمة ودفاع عن قضاياها؟

4. إنك تدعي أن الحكم بالنسبة لكم لم يكن قائما على احتكار السلطة ولا على القوة وأدواتها! فإذن لماذا تصرون على النظام الملكي وتحتكرونه على عائلتكم فتتوارثونه؟ أليس ذلك احتكارا للحكم وللسلطة والعض عليه بكل ما أوتيتم من قوة ومن أدواتها العسكرية والبوليسية والاستخباراتية، ومن يقترب من حكمكم تضربونه بيد من حديد وتبطشون به؟ فإذا لم تكونوا محتكرين للسلطة تنحّوا جانبا واتركوا الشعب يختار حكامه ونظامه!

5. تتدعي النسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم! فمن يدعي هذا النسب الشريف يسير على خطى الرسول فيطبق الإسلام ويلغي النظام الملكي ويسلم الحكم للأمة لتنصب خليفتها ويجاهد الكفار ويجلي اليهود عن البلاد وينفذ أمره بقتال يهود في فلسطين ويسقط اتفاقية وادي عربة. فالانتساب للرسول الكريم ليس بالقرابة فقط بل بالسير على نهجه. فمن انتسب للرسول وخالف أمره فليس منه ويتبرأ منه كما تبرأ من عمه أبي لهب الرجل الملعون في القرآن.

6. تهاجم الداعين لإسقاط النظام بأنهم يرفعون شعارات فارغة ويحاولون إثارة الفتنة والفوضى! فإنك تردد أقوال قرنائك الذين سقطوا في تونس وفي مصر وفي اليمن أو هلكوا في ليبيا! ألم تتعظ مما حصل لهم؟ ألم تتعظ مما يحصل لقرينك بشار أسد الذي قلت عنه لو كنت مكانه لتنحيت؟ فهلا تنحيت قبل أن يبلغ الأمر ما بلغ هناك أم إنك تهدد باستخدام القوة لتبقى محتكرا للسلطة؟ فعليك أن تفهم الشعارات وتتنحى خير لك في الدنيا! لأن ابن علي قال أفهمكم وقال حسني مبارك أعي أي أفهم ما تقولون فهربا ونجيا ببدنيهما، ولكن القذافي قال افهموني ولم يرد أن يفهم ما يريد الشعب واغتر بقوته متوعدا الناس قائلا لهم من أنتم واصفا إياهم بالجراذين، فعرّفه الناس من هم ونال جزاءه! وعلي صالح راوغ حتى لم تعد تنفعه المراوغة ولكنه تنحى فنجى ببدنه بحماية أمريكا وبريطانيا وعملائهم. والأسد يقول إما أنا أو أحرق البلد وهو على وشك أن يلقى مصير القذافي بإذن الله. فإن كنت فطنا أيها الملك فتنحَّ قبل فوات الأوان وسلم الحكم للمخلصين من الأمة الذين يعملون في البلد قبل أن تولد وذاقوا الأمرين على يد والدك الهالك حتى يتمكنوا من إعلانها خلافة راشدة على منهاج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي نتشرف بالانتساب لدينه وبالسير على خطاه.

 

أسعد منصور