Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق المجلس الوطني السوري يحافظ على حزب البعث

 

 

الخبر :

أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا قبل عدة أيام أنه لا توجد نية لاجتثاث حزب البعث الحاكم على غرار ما حصل بالعراق، وفق تعبيره.

وقال بمؤتمر صحفي نظمته جمعية سويدية إن الذين سيحالون إلى القضاء هم المقربون من الأسد وليس أعضاء ومناصري حزب البعث باستثناء ” الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري “.

وأضاف ” أعتقد أن بإمكاننا استخلاص العبر من الأخطاء التي ارتكبت في العراق، فنحن لا نقول بأن هذا الحزب يجب أن يزال “.

——————-

التعليق :

خنجر آخر يغرزه قياديو المجلس الوطني السوري في قلب الثورة الشامية المباركة، فبعد تصريحاتهم السابقة بالقبول بالحوار مع النظام الحاكم بكافة مكوناته ما عدا شخصية الأسد، وبعد القبول بالمبادرات الغربية الإجرامية، كمبادرة كوفي أنان وهدنة الإبراهيمي واستنساخ التجربة اليمنية الخبيثة وغيرها من الدعوات الهدامة لمستقبل سوريا ما بعد الأسد، كالدعوة للدولة المدنية والدولة العلمانية، بعد كل ذلك، ها هي قيادة المجلس الوطني السوري تصرح بملء فيها باستعدادها للحفاظ على حزب البعث الحاكم، ليكون ركنا أساسيا من أركان النظام القادم بعد رحيل الأسد!!

وقد تفتقت أذهان المجلس الوطني السوري لتبرير تواطؤهم المذل هذا بالادعاء بأنهم سيستثنون الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري!!

وبالطبع فإن إدانة الجرائم تحتاج إلى قرائن ومحاكم وأدلة دامغة تقوم الأجهزة الأمنية بإتلافها والقضاء عليها، وتقوم الأجهزة القضائية بالتواطؤ مع النظام الجديد بالالتفاف على القوانين وتضييع الحقوق وتغييب العدل، حتى تتناثر الحقائق في غياهب القضاء، تماما كما حصل في مصر، حيث تم تبرئة جلاوزة النظام البائد إلا قليلا منهم لا يتعدون أصابع اليدين، وبهذا تختزل الجرائم بمجموعة من الأشخاص تحاكم في محاكم ( الثورة) ويبقى الحال كما هو، نظام فاسد مستشرٍ في المجتمع انتقل من حقبة الأسد لحقبة ما بعد الأسد!

أمن أجل هذا ثار أهل الشام أيها المارقون المقتاتون على تضحيات الشعب المسلم الثائر!

إن تصريحات سيدا هذه تتناغم تناغما كليا مع المطلب الأمريكي بالحفاظ على أركان النظام ومقومات الدولة، فقد صرحت كلينتون وبانيتا وغيرهم بالحاجة إلى بقاء النظام وأركانه كما هي في حال انتقال سلمي للسلطة، وبالطبع فإن هذا يضمن بقاء الفساد مستشريا في سوريا ليكون رأس حربة لأمريكا في قيادته وتوجيهه لخدمة مصالحها، ويقطع الطريق أمام المطالبة بالتغيير الحقيقي الجذري المطلوب شعبيا.

إن الأعمال التي يقوم بها المجلس الوطني السوري تبرهن بما لا يدع مجالا للشك حقيقة الدور المنوط به غربيا، فالدعم السياسي والمالي لهذا المجلس، ومحاولة فرضه على الشعب السوري كممثل شرعي لهم، لم يكن حبا في الثورة والثوار ولا لسواد أعينهم، بل هو المكر بهم وبثورتهم من أجل حرفها وتضليلها ووأدها.

فالمجلس المذكور يساهم في محاولة تمرير خطة أمريكية خبيثة تتعلق بعملية انتقال شكلية للسلطة تحفظ للغرب وعلى رأسه أمريكا هيمنتهم السياسية المستشرية في سوريا، وتضمن بقاء النظام السوري القادم مكبلا بقيود التبعية لأمريكا، عبر الحفاظ على أركان الحكم وحمايتها من الثوار مستقبلا، ويتجلى ذلك بالحفاظ على حزب البعث الحاكم، وهو الحزب الوحيد المسموح به في سوريا ما قبل الثورة، وهو من يتحكم في مفاصل السياسة الداخلية، ومن رموزه بالطبع فاروق الشرع ومناف طلاس وغيرهم من دهاقنة الحكم البعثي.

إن ادعاء سيدا باستخلاص العبر من التجربة العراقية وأنها سبب لمواقفه هذه من حزب البعث، هو الكذب بعينه، فأمريكا هي من دعم تشكيل المجلس الوطني السوري من خلال عملائها في تركيا، وهي من يخطط له سياساته ومواقفه الباهتة، وهو يسير وفق هذه السياسيات أداة طيعة تستخدمها أمريكا لإعطاء صبغة (وطنية) لمشاريعها الإجرامية لوأد الثورة.

فما قامت به أمريكا في العراق من حل لحزب البعث والجيش العراقي، كان سببه الرئيسي إدراكها لحقيقة الوسط السياسي في العراق وأنه وسط مصاب بداء التبعية لأوروبا وبريطانيا، فأرادت بذلك أن تقتلع كل نفوذ بريطاني من العراق وتستبدل به من حملتهم على ظهور الدبابات الأمريكية ليشكلوا وسطا سياسيا مستحدثا يسير ضمن الإناء السياسي الأمريكي، بدعم إيراني مفضوح.

أما سوريا، فتبعية النظام الأسدي لأمريكا أصبحت مكشوفة، لذلك فإن استغناءها عن بشار في حال توفر البديل أو الانتهاء من صناعة البديل، لن تكون عصية على أمريكا، شريطة أن تبقى أركان الدولة كما هي، فبهم تضمن أمريكا استمرار النظام بدوره الخياني بحماية كيان يهود وتحقيق مصالح أمريكا في ملفات إقليمية عدة أُنيطت بسوريا، أي أنها تستطيع السيطرة على أركان الفساد من خلال المجالس المستحدثة أمريكيا، كالمجالس المدنية والعسكرية والمجلس الوطني، وبهذا يبقي الأمر كما هو وتستمر حلقات التبعية كما هي بأقل الخسائر بالنسبة لأمريكا.

لقد آن الأوان لثوار الشام أن يعلنوا تبرُّؤهم من المجلس الوطني، فقد أثبت حقيقة دوره المشبوه في وأد الثورة الإسلامية في الشام.

إن ثورة الشام تنفي خبثها، ولن يكون مصير المجلس المذكور سوى الخزي والعار.

“وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”

 

كتبه: أبو باسل