Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تهنئة السادة وتهنئة العبيد

 

 

الخبر:

 

ما أن أعلن عن فوز الرئيس أوباما بالانتخابات الأمريكية للمرة الثانية حتى توالت عليه رسائل التهنئة من كل حدب وصوب.

التعليق:

لقد تجاوزت رسائل التهنئة تلك، ما يسمّى بالبروتوكول بين الدول في مثل هكذا أوضاع، لتكشف في أسلوب صياغتها ومحتواها الفرق بين السادة والعبيد في تعاملهم مع أمريكا ورئيسها.

 

فرسائل روسيا والصين كانت حذرة ورصينة، ورغم واقع الدولتين الضعيف نسبياً، إلا أنهما حاولتا الظهور بمظهر النديّة، أما دول أوروبا الغربية ومجلس الاتحاد الأوروبي ورئيس مفوضية المجلس ورئيس البرلمان الأوروبي، فقد أشارت رسائلهم تلك إلى الشراكة الإستراتيجية مع أمريكا لمواجهة التحديات العالمية في مجال الأمن والاقتصاد والسياسة الخارجية، وكذلك إلى المصالح المشتركة والتعاون لضمان استمرار فاعلية الناتو في عالمٍ سريع التغيّر، وضد أي تهديدات جديدة. ولم تنسَ رسائلهم الحديث عن نشر القيم المشتركة.

أما رسائل العبيد، فبينما خلت رسائل السادة من أية إشارة قريبة أو بعيدة لأية مشكلة أو قضية داخلية لدولهم، فإنك تجد رسائل العبيد ترجو وتتمنى على السيّد أن ينظر بعين العطف إلى قضايا وشعوب بلادهم، وأن يوليها الاهتمام، لا بل أن يتولى هو مباشرة حلّها لهم!

فزعماء فلسطين بشقّيهم منهم من يأمل أن يباشر السيد حل الدولتين بينما يأمل الآخر أن يعيد السيّد النظر في انحيازه إلى كيان يهود ، ودمى المجلس الوطني السوري يأملون أن تكون سوريا ضمن أولويات السيّد ، أما إردوغان تركيا فهو يأمل أن تتعامل أمريكا من الآن بطريقة مختلفة حيال أزمة سوريا.

 

ولم يغب شيخ الأزهر عن المشهد، فقد أعرب في رسالة مثيرة عن أمله في أن تنال قضية فلسطين اهتمام السيّد، ولم يتورع الشيخ عن أن يثقل كاهل السيد برجاء آخر، وهو أن يتولى حل مشكلة مسلمي ميانمار ، أما مرسي مصر فيأمل بتعزيز الصداقة!!! مع السيّد، لتحقيق الأهداف المشتركة في العدالة والحرية والسلام!!! وتطول القائمة ويصيبك الغثيان والقرف وأنت تقرأ رسائل العبيد.

لكن الملاحظ أن العبيد لم يكونوا فقط بدرجة ملك أو رئيس أو أمير، بل رأينا عبيداً بصفتهم الفردية أو بوصفهم رؤساء أحزاب أو جماعات، أرسلت الرسائل إلى السيّد أو زارت بلاط سفاراته، لعلّ السيّد يمنّ عليهم بدوام الرضا والقبول، أو بترقية رتبهم.

ويزداد اشمئزازك وقرفك حتى الغضب، عندما يكون من بين العبيد من ترى على وجوههم أثر السجود، بينما تخلو رسائلهم وأفعالهم من أثر العزّة.

وصدق الله العظيم: “ومن يهن الله فما له من مكرم”

 

أبو أنس