الرد على مذابح يهود لا يكون بالسعي للتهدئة ولكن بإلغاء الاعتراف بكيانهم وإعلان الجهاد لقلعه
تتأجج المشاعر وتلتهب القلوب حزناً وكمداً وغيظاً من مذابح يهود ضد أهلنا في غزة، وانتظرنا من حكام ما بعد الثورة أن تكون المواقف مختلفة عن سابقاتها، خاصةً وأن الأمة الآن، وفي مصر الكنانة، تتوق لعودة الإسلام وشريعته، وتنادي بها في كل مكان، وتنتظر من حكامها تطبيق شرع الله، فحريٌ بحكامها الاستجابة لهذا النداء، وحريٌ بهم تطبيق شرع الله على هذه المعاهدات الخيانية، معاهدة كامب دايفيد وأمثالها، التي تكبل الأمة الإسلامية بسبب إقرارها بشرعية اغتصاب يهود لفلسطين وحقهم في إبقاء كيانهم البغيض على هذه الأرض المباركة الطاهرة.
أيها المسلمون، يا أهل مصر الكنانة!
إن فلسطين أرض إسلامية فتحها الصحابة، ورواها المسلمون بدمائهم الذكية، رقبتها ملك لهذه الأمة إلى قيام الساعة، ولا يجوز شرعاً، ولا بحال من الأحوال، الاعتراف بكيان يهود الغاصب لها، ولا يجوز عقد معاهدات سلام معه وإقامة علاقات دبلوماسية، وفتح سفارات، وتبادل سفراء، بل الواجب شرعاً أن تكون الحالة الأصلية بيننا وبينه هى حالة الحرب إلى أن نقتلعه من بلدنا ونستأصله من أرضنا فلسطين. أما أن يكون الرد “رسالة احتجاج” تُسَلَّم لسفيرهم، أو استدعاء لسفيرنا من عندهم “للتشاور”، مع الإبقاء على هذه المعاهدات الخيانية، والوقوف موقف المتفرج من هذه المذابح الشنيعة التي يرتكبها الصهاينة ضد أهلنا هناك، فإن هذا والله لهو الخزي المبين، والخروج عن طاعة الله سبحانه الذي أمر المسلمين بنصرة إخوانهم وتحرير بلادهم: ( وَاقْتُلُوهُم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم وأَخْرِجُوهُم مِن حَيْثُ أَخْرَجُوكُم ).
أما إذا اقتصر الأمر على المساعدات وجمع التبرعات وتنظيم المسيرات والمظاهرات الشعبية دونما تحريك للجيوش لتحرير فلسطين، فهذا تنفيس للمشاعر وذر للرماد في العيون، وصرف للناس عن الواجب الشرعي، فكأننا نقول ليهود: اقتلوا ونحن ندفع دية قتلاكم، واسفكوا الدماء لا عليكم ونحن نداوي.
لقد كان المخلوع حين يرتكب اليهود مجازرهم يرسل مدير مخابراته “للتوسط والتهدئة”، فهل هذا هو حالنا بعد الثورة؟! لقد أعلنت أجهزة الإعلام المصرية بتوجه وفد برئاسة رئيس الوزراء هشام قنديل إلى غزة، وأُعلن أنه سيكون برفقته وزير الصحة وبعض المساعدين، وأذيعت أخبار بأن مدير المخابرات العامة الذي قطع زيارته لتركيا سيرافقهم هو الآخر!! فهل نحن على درب المخلوع سائرون؟!
إن التضامن مع أهلنا في غزة لا يكون “بالتباحث والتهدئة”، بل بالانصياع لأمر الله سبحانه وإلغاء معاهدة السلام الخيانية والعودة إلى حالة الحرب مع هذا الكيان الغاصب لأرضنا، ورفض الحصار المفروض على أهلنا في غزة وفتح المعابر والحدود، وتجهيزهم ليكونوا في مقدمة الجهاد وطليعة الفتح لتحرير كل شبر من فلسطين وإعادتها كاملة إلى كنف الإسلام.
أيها المسلمون، يا أهل مصر الكنانة!
إننا في حزب التحرير إذ ندعوكم للعمل معنا كي تكون مصر الكنانة حاضرةَ الخلافة وركيزَتها، تنطلق منها الجيوش لتحرير البلاد والعباد، نضع بين أيديكم مشروع دستور لدولة الخلافة هذه، مستنبطاً استنباطاً كاملاً من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس شرعي، دستور مبدؤه ومصدره الوحيد الإسلام، ونذكركم بأن كيان يهود هو دولةٌ لها آلة عسكرية، فلا بد من دولة تواجهها، وتعمل على قلع هذا الكيان نهائياً من بلادنا نصرة لديننا وتطبيقاً لفرض ربنا، وهذه الدولة القادرة على قلعه هي دولة الخلافة لا غير، فإقامتها فرض، والعمل على إقامتها بأقصى سرعة وأقصى طاقة من أوجب الفروض، وهى السبيل الوحيد لنهضة المسلمين واستعادة عزتهم وهيبتهم، وتحقيق العدل والأمن والأمان لجميع أهل مصر الكنانة، مسلمين وغير مسلمين، وهي السبيل الوحيد لتطهير كل بلاد المسلمين من دنس المستعمر وأذنابه.
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ”