Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق جميع الفصائل الفلسطينية سقطت في اختبار الأمم المتحدة

 

إنّ خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أثناء تقديمه طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية (غير العضو المراقب) من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة كان مشروطاً بالتنازل عن فلسطين المحتلة عام 1948 لليهود واعتبارها أرضاً (إسرائيلية) وإلى الأبد.

لقد ابتدأ عباس خطابه بالقول إنه لم يأت إلى الأمم المتحدة لنزع الاعتراف من الدولة (الإسرائيلية) القائمة والموجودة وإنما جاء من أجل نيل الاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب دولة (إسرائيل) وبحدود عام 1967.

فواضح إذاً من خطاب عباس أنّه يُثبت وضع دولة يهود على معظم أرض فلسطين المسماة بالتاريخية والتي تبلغ نسبتها حوالي 78 % من مساحة فلسطين الإجمالية فيما تبلغ أراضي الدولة الفلسطينية (العتيدة) ما نسبتها 22 % فقط منها.

وهذا معناه أنّ عباس -وبتفويض من جميع الفصائل الفلسطينية- قد تخلى رسمياً عن معظم أراضي فلسطين لليهود كما تخلى بالتبع عن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وبلداتهم.

فالذين احتفلوا وطبّلوا وزمّروا بالدولة الفلسطينية التي وافقت الجمعية العمومية عليها، نسوا أو تناسوا، وجهلوا أو تجاهلوا، وائتمروا أو تآمروا، على كون فلسطين لم تعد لأهلها، وأنهم قد خسروا معظم أراضيها لصالح اليهود شُذّاذ الآفاق، كما خسروا في الوقت نفسه حق عودة اللاجئين إلى أوطانهم وديارهم.

فأي جهل هذا؟! وأيّة مؤامرة هذه؟!

فكيف تمر عليهم هذه الجريمة الفظيعة مرور الكرام؟!

لكنّ مصيبتنا لا تقتصر على جهل بعض العامة ولا على تآمر ما يُسمى بالمجتمع الدولي وإنّما مصيبتنا تكمن في مواقف جميع الفصائل الفلسطينية لا فرق بين فتح وحماس ولا بين الجبهة الشعبية والديمقراطية ولا بين حزب الشعب والمبادرة الفلسطينية ولا بين سائر الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الأخرى، فكلها مخطئة وآثمة وإن كان يحلو لها -أن تُسمي نفسها بالمناضلة والمقاومة- فهذه الفصائل هي التي باركت خطوة عباس الخيانية تلك، ولم تعترض على مشروطية الدولة الفسطينية الهزيلة التي تفترض الاعتراف بحدودها على أساس حدود عام 1967.

فهل قادة هذه الفصائل لا يُدركون أنّ الأمم المتحدة اشترطت على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير أن يكون التصويت على الدولة الفلسطينية بحدود عام 1967 المعلومة والواضحة التي لا تشمل إلا مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة؟!

وهل قادة هذه الفصائل يجهلون حقائق الجغرافيا الفلسطينية وتاريخ القضية الفلسطينية ونكبات أهل فلسطين؟!

فإن كانوا يجهلون ذلك كله فتلك مصيبة وإن كانوا لا يجهلون فالمصيبة أعظم؟!

لقد سقطت جميع هذه الفصائل الفلسطينية في اختبار الأمم المتحدة هذا سقوطاً ذريعاً وبالتالي فإنّ هذه الفصائل لا تستحق أن تمثل أهل فلسطين ولا أن تتحدث باسمهم.

على أنّ توافق هذه الفصائل على فكرة الدولة الفلسطينية بوصفها غير عضو مراقب في الأمم المتحدة وعلى حدود عام 1967 يُعتبر بحد ذاته توافقاً على الخيانة وتواطؤاً على الجريمة بحق فلسطين وأهلها وبحق الأمة الإسلامية.

 

أبو حمزة الخطواني