مقابلات مع اهالي معتقلين شباب حزب التحرير في اوزبكستان المقابلة الاولى
“إلى متى يستمر هذا العذاب؟!”
سلسلة من المقابلات التي أجريت مع أهالي شباب حزب التحرير الذين ما زالوا يعذبون في سجون أوزبكستان بأمر من الطاغية إسلام كريموف
– المقابلة الأولى –
زوجة الأخ عبد الغني تروي لنا معاناتها فتقول :
ولد زوجها عبد الغني تيشابايف في 14/09/1971 في مدينة مارغيلان، حاصل على شهادة متوسطة وأب لثلاثة أولاد. في بداية عام 1997 بدأ نشاطه في حزب إسلامي سياسي يدعى حزب التحرير، وفي الشهر الثاني لسنة 2000 تم اعتقاله من قبل عناصر وزارة الداخلية الأوزبكية، حكم لمدة تسع سنوات وتم نقله ضمن مجموعة لمعتقل يدعى “توبوكسوي” في مدينة طشقند.
وأثناء زياراتي لزوجي في هذه المناطق كنا والأهالي شهوداً على تلك الظروف القاسية والأوضاع اللاإنسانية التي يتواجد فيها زوجي، حتى إن غرف الانتظار التي يجلس فيها الأهالي للانتظار في البرد والحر لا يوجد فيها شيء يناسب الأطفال ولا حتى الكبار. لقد واجهنا معاملة سيئة للغاية وصدّاً فظّاً من قبل السجانين في حال طلب توصيل بعض الأطعمة والأدوية اللازمة لصحة زوجي. وبعد كل هذه الصعوبات فعند الدخول لزيارة زوجي في المعتقل رأينا درجة لا تتصور من المآسي والظروف الصعبة في داخل المعتقل. لقد لاحظت أن لون جلد وجه زوجي قد تغير وسألته ما الذي جرى؟ ماذا حدث لك؟ وبعد إلحاح شديد مني علمت أنه فقط بالأمس قد خرج من منطقة عزل خاصة هناك وحدثني عن درجة الشقاء والعناء التي كان فيها.
لقد قال لي رغم أننا في شهر مارس فقد وضعوني في مكان بارد دون إعطائه ملابس دافئة وتركوه في اللباس المعتاد للسجناء الذي لا يكفي في المناطق المعزولة في السجون. هناك قد تجمدت أنابيب المياه وفي مناطق التجمد سالت المياه منها ما جعل الصدأ يظهر واهترى الكرسي الموجود أسفل منها. وقد سألناه كيف تمكن من قضاء تلك الليالي هناك؟ عندها أجابنا: بأنه كل ساعتين إلى ثلاث ساعات عندما يصبح البرد لا يطاق يبدأ بقراءة القرآن بصوت عالٍ الأمر الذي يجعل السجانين يأتون بغضب شديد ويلقون عليه الحجارة ليغلقوا فمه، وهكذا وبهذه الطريقة فقط استطاع أن يدفئ نفسه. لقد بقي خمس عشرة ليلة في تلك الغرفة الباردة.
رغم هذا العذاب الشديد فقد أمضى زوجي9 سنوات في السجن، ولما لم يبق من مدته إلا شهر واحد، فقد لفقوا له تهمة من أجل تمديد مدة عقوبته، وبهذا أضافوا إلى مدته ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وتم نقله إلى معتقل جديد رقم6433 في مدينة نرشي، هذا السجن كان مصنع طوب في السابق.
عندما قمنا بزيارة زوجي هناك وجدناه يعيش ظروفا قاسية من جديد؛ يجبرونه على العمل24 ساعة إلى درجة أن كليتيه توقفتا عن العمل وحرارته مرتفعة وتقيأ طوال الليل. عندما سألناه لماذا لا تطلب منهم أن يأخذوك للعلاج في السجن، قال بأنه كان هناك وأعطوه إبرتين ولكن بلا فائدة. عندما كانوا يعطونه الإبر حاولوا أن يساوموه ويضغطوا عليه حتى يترك الحزب ويتبرأ منه إلا أنه رفض، وعندها قام المعالج بتغيير الإبرة واستخدم إبرة أخرى قد تم استعمالها من قبل، وبعد ذلك رفض زوجي الذهاب وأخذ أي مساعدة طبية منهم بسبب الاحتمال الكبير بأن يُعدى بالإيدز..
رغم الاحتقار الشديد والمعاملة اللإانسانية تمكن زوجي من قضاء الثلاث سنوات، وبعد أن لم يبق له سوى شهرين لنهاية المدة عاقبوه مرة أخرى بزيادة مدة اعتقاله مرة أخرى بتهمة ملفقة أخرى لمدة خمس سنوات وستة أشهر وتم نقله إلى معتقل آخر رقم6448 اسمه نافوي، وحتى هذا اليوم يقضي زوجي مدة اعتقاله في هذا السجن. مقارنة بالسجون الماضية فإن هذا السجن يعتبر أسوأها لأن الاحتقار والإهانات والعذاب أكثر وأسوأ وأشرس.
آخر مرة ذهبنا لزيارته لم نستطع التعرف عليه لأنه قد نحل كثيرا لدرجة أنه لم يبق منه إلا الجلد على العظم. لدرجة أنك لو صببت الماء على ترقوته فإن الماء سيبقى هناك في الحفرة ما بين الترقوة والكتف. لقد نحل لدرجة أنّا لم نعد نعرفه وأصبح هزيلا لدرجة أنه لا يستطيع بلع الطعام، بغض النظر عن الطعام الذي يأكله فإنه يتقيأه مباشرة طول وقت زيارتنا له، لمدة3 أيام متواصلة كان يتقيأ باستمرار ولم يهضم أي طعام.
عند مغادرتنا قال زوجي إنه لا يريد أن نزوره مرة أخرى لأنه لا فائدة من ذلك، فقد أخبره السجانون وبكل وقاحة وتصميم أنه لا مخرج له من هنا فقد جاءت أوامر من الأعلى تقضي بأن نحطمك وننهيك في هذا السجن، ولذلك قال زوجي لا تأتوا مرة أخرى فليس هناك فائدة، وإن شاء الله أَمَلي أن نلتقي بكم في الحياة الآخرة.
إلى متى سيستمر هذا العذاب؟؟؟ ألم يتم اعتقالهم؟؟؟ أم إنهم يريدون أن يحرموهم إنسانيتهم كما حرموهم حريتهم؟؟؟
أعده: عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير والمتحدث عن المناطق الناطقة بالروسية