مقابلات مع اهالى المعتقلين من حزب التحرير في اوزبكستان المقابلة السادسة
“إلى متى يستمر هذا العذاب؟!”
سلسلة من المقابلات التي أجريت مع أهالي شباب حزب التحرير
الذين ما زالوا يعذبون في سجون أوزبكستان بأمر من الطاغية إسلام كريموف
القصة ترويها لنا زوجة الشهيد مخريديللو، فتقول :
ولد زوجي الفقيد أورينوف مخريديللو في الثلاثين من شهر كانون الأول عام 1972 م في منطقة أنديجان. وعقب أحداث السادس عشر من فبراير لسنة 1999 م تم اعتقاله من قبل عناصر وزارة الداخلية يوم السادس والعشرين من شهر مارس من العام نفسه 1999.
لقد كانوا قرابة العشرة من عناصر وزارة الداخلية الذين جاؤوا إلى بيتنا وكان زوجي في البيت. لقد تم التخطيط لهذا الأمر في اليوم الذي سبق مجيئهم إلينا، ثم بعد أن جاؤوا إلى بيتنا استدعوا الجيران ليكونوا شهداء على التفتيش، وبعد التفتيش لم يجدوا أسلحة عندنا، فقاموا بوضع ست عشرة طلقة في إحدى الغرف ومجلّة وعي وبعدها أعلنوا أنهم قد وجدوا عندنا هذه الأشياء!
ثم قاموا بأخذ الطلقات والمجلة إلى مركز كشف البصمات والآثار وادعوا أنه يوجد فيها آثار حشيش وآثار ادعوا أنها ترجع لزوجي الفقيد، فوجهت الاتهامات لزوجي على الفور وبناء على هذه الأدلة الملفقة حكم زوجي بالسجن لمدة خمس سنوات وستة أشهر، وخلال فترة دامت لستة أشهر لم يتم إبلاغنا عن موقع تواجد زوجي وفقط في شهر ديسمبر من العام نفسه، أي بعد ستة أشهر أخبرنا بأنه يقبع في سجن جاسليك. لقد بقي في هذا السجن لمدة سنة ونصف، وهنا في هذا السجن تم نقل عدوى السل لزوج،. ومن هذا السجن تم نقل زوجي لطشقند ومن هناك لمعتقل جديد رقم 64/36.
عندما سافرت لزيارته وجدته في حال مزرية وكان الإحباط قد نال منه والسبب لدينا معروف طبعا لأن الكل يعلم مدى سوء وبشاعة الظروف الموجودة داخل هذا السجن.
فمثلا عندما كان يسمح لهم بالذهاب للاستحمام، كان السجانون يسوقونهم لغرف الاستحمام وكانوا ينزعون عنهم ثيابهم ويعرّونهم تماما ويضربونهم بهراوات، لقد كانت علامات الضرب تلك العلامات الزُّرق تغطي معظم ظهره لدرجة أنه لم يكن هناك مكان قد سلِم من ضربات هراويهم. حتى إنهم ضربوا بالهراوي في الطريق من وإلى الحمام. لقد منحوا فقط خمس عشرة دقيقة للاستحمام، وقد قال لي زوجي أنه لا يبالغ إذا قال لي أنه لم تلمس الصابون جسده لمدة عام ونصف.
إن هذه القصص عن الإهانات والاحتقارات هي بسيطة جدا ولا تقارن بشيء مع تلك الإهانات التي تحدث حقيقة داخل السجن، لقد كان جسدي تنتابه القشعريرة من فظاعة الأمور التي كان زوجي يحكيها لي عن فظاعة ودنائة الأساليب غير الإنسانية وأنواع التعذيب في الداخل.
في بادئ الأمر كنا نزور زوجي مرة كل ثلاثة أشهر، وبسبب عدم توفر الإمكانات المادية عندي صرنا نزوره مرة كل ستة أشهر.
بسبب المرض والتعذيب والتجويع نحل جسد زوجي الفقيد بصورة كبيرة في سجن نوفوي، وبسبب مرضه تم نقله إلى سنغروود في طشقند، وهناك تم إلصاق تهمة مخالفة القوانين له فتم نقله إلى سجن كولون في مدينة بخارى. هناك بقي لمدة شهر ونصف ثم تم إعادته إلى سنغاروود من جديد.
في الثامن والعشرين من أيلول لعام 2004 م أنهى زوجي مدة حكمه وتم إطلاق سراحه، لكن زوجي لم يعش بعدها كثيرا لأن مرضه قد اشتد، لقد تعذب كثيرا بسبب مرضه ولم يتمكن من تحمل مرض السل أكثر من ذلك. وفي السادس عشر من أغسطس لعام 2006 م فارق زوجي الحياة.
أعده : عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير والمتحدث عن المناطق الناطقة بالروسية