خبر وتعليق قيصر روسيا الجديد يخشى من أن تطيح بعرشه دولة الخلافة
الخبر :
جاء في أول خطاب لقيصر روسيا الجديد، فلاديمير بوتين عن “حالة الاتحاد” الأربعاء 12/12/2012 ” أنّ العالم سيشهد انعطافا كبيرا قد يهزه في الأعوام القليلة المقبلة، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على وحدة روسيا وسلامة أراضيها، وعدم قبول أي تدخل خارجي مباشر أو غير مباشر بالعمليات السياسية الداخلية لبلاده “، وقال أيضا أنّ ” الأعوام القريبة ستكون حاسمة، وربما حتى أعوام انعطاف ليس بالنسبة لنا فقط، بل وعمليا بالنسبة للعالم بأسره والذي يلج عصر التغيرات الجذرية، وربما حتى عصر الهزات “، وأضاف ” طبعا إنّ هذا يمس بالدرجة الأولى بقدرتنا العسكرية التي تعتبر ضمانة أمن روسيا واستقلالها “.
التعليق :
1- إنّ محاولة فهم مقاصد التصريحات السياسية وقراءة ما بين سطورها يكون بدراستها ضمن الظرف السياسي الذي جاءت فيها هذه التصريحات، لذلك فإنّ ” الانعطاف الكبير الذي سيشهده العالم وسيهزه في الأعوام القليلة المقبلة ” ليس إلا تغير في الموقف الدولي الحالي، والدول العظمى الحالية ليست في ظرف يمكنها من إيجاد موقف دولي جديد، خصوصا وأنها تعاني من جراح بليغة جراء الأزمات الاقتصادية التي أصابتها خلال السنوات القلية الماضية، ومازالت تداعياتها تتفاقم، وفشلها في حل العديد من القضايا الدولية من مثل قضية فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها، لذلك فإنّ المرشح الوحيد لإيجاد موقف دولي جديد هو ما سيزهر عنه الربيع الإسلامي، الذي بدأ في البلدان العربية، ولن ينتهي هذا الربيع إلا بعد إحقاق الحق وإبطال الباطل، وإعادة الأمور إلى نصابها في خير أمة أخرجت للناس، وهذا لن يكون إلا بتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى في ظل دولة عظمى، دولة الخلافة، التي تحق الحق وتبطل الباطل وتشفي صدور قوم مؤمنين، وبغير قيام دولة الخلافة فإنّ هذه الثورات لن تخمد أو يقر لها قرار.
2- إنّ تحسس بوتين كرجل مخابرات سابق من قرب قيام دولة الخلافة في محله، وتصريحاته عنها يدل بكل وضوح عن فهمه العميق لواقع دولة الخلافة، فهو خائف على “الحفاظ على وحدة روسيا وسلامة أراضيها وسيادتها” كما قال، فهو يعلم بأنّ الخلافة ليست دولة قطرية أو إقليمية، بل هي دولة عالمية، فهي التي ستعمل على ضم البلدان الإسلامية فيما يسميه “روسيا الاتحادية” مثل الشيشان، وضم البلدان الإسلامية التي تدور في فلكها مثل بلدان وادي فرغانة، ولا يرد هنا التفكير في أنّ بوتين متخوف من وحدة بلاده من أمريكا أو أوروبا مثلا، فهذه الدول ليست لها أطماع إستراتيجية أو أيديولوجية في تفكيك روسيا الاتحادية، ولكن أطماعها تقتصر على النهش من جنباتها كلما سنحت لها الفرصة.
3- تخوف بوتين من قيام دولة الخلافة تُرجم عمليا من خلال وقوفه إلى جانب الطاغية بشار، فهو يعلم كرجل مخابرات سابق أنّ وريث فرعون هو موسى عليه السلام، وكذلك الأمر فإنّ وريث بشار هو دولة الخلافة، لذلك دعم بشار وما زال يدعمه بكل قوة، ومن ناحية ثانية راح يعتقل سفراء دولة الخلافة القادمة من حملة الدعوة الإسلامية، شباب حزب التحرير، فهو يعلم بأنّ هؤلاء الرجال سيكونون رأس الحربة التي ستفضح وتطيح بحضارة المافيا الجائرة التي يتزعمها هو ومن تبقى من ملحدي الاتحاد السوفيتي بعد سقوطه.
4- إنّ الدول السياسية التي تقوم على حضارة باطلة أو مخلفات حضارة لا يمكنها حماية نفسها والحفاظ على وحدتها بقوة الجندي وصرامة القانون، والاتحاد السوفيتي خير مثال على ذلك، ومع أنّ هذا المثال شاخص أمام بوتين إلا أنّه يصر على أنّ قدرته العسكرية هي “الضمانة لأمن روسيا واستقلالها” ونسي أنّ دولة الخلافة القائمة قريبة بإذن الله ستكون الدولة المثالية التي ترعى شئون العباد بالعدل والإنصاف، وهي الدولة التي تتوق شعوب الأرض إلى العيش فيها أو الانضمام لها، وأنّ شعوب الأرض المقهورة ومنهم الشعب الروسي فضلا عن المسلمين منهم يتلمسون البديل الحضاري الذي سيجدونه في دولة الخلافة، وحال قيامها سيكون مضطرا، إن أصر على سياسته الستالينية، سيكون مضطرا إلى مواجهة شعبه وليس مواجهة دولة الخلافة، فدولة الخلافة لن تلجأ إلى السلاح، في كثير من الأحيان، ولكنها ستكون في معاونة الشعوب على حكامها الطغاة أمثاله، أي أنّ دور دولة الخلافة سيكون عكس دور روسيا الآن تجاه الربيع الإسلامي، وهو الوقوف مع الربيع العالمي الذي سيندلع في أمريكا وأوروبا وروسيا، فتطيح هذه الشعوب بالحضارة الغربية الجشعة وتستبدل بها الحضارة الإسلامية من دون إراقة دماء جيوش دولة الخلافة.
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3))
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير الأستاذُ: أبو عمرو