خبر وتعليق تركيا تقبل بنصب صواريخ البتريوت لأغراض تخدم أمريكا والغرب في سوريا “مترجم من التركية”
الخبر:
وافق وزراء خارجية حلف الأطلسي في الاجتماع الذي عُقد مؤخراً في العاصمة البلجيكية بروكسل على الطلب القاضي بنصب نظام باتريوت الدفاعي للصواريخ تابع للحلف على الحدود التركية السورية، حيث تم الإعلان بالإجماع عن تقديم مثل هذا النظام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وهولندا التي تمتلكها. أما وزارة الخارجية التركية فقد أعربت عن امتنانها لقبول الحلف طلبها في نشر صواريخ باتريوت مصرحة أن ” الإجراءات التي تم اتخاذها لن تكون لأغراض هجومية “. المصدر : Tüm Haber Ajansları ve TV Kanalları.
التعليق :
يمكن تقييم موضوع موافقة حلف الأطلسي بنشر نظام باتريوت الدفاعي للصواريخ على الحدود التركية السورية على النحو التالي :
إن إنشاء الائتلاف الوطني السوري في العاصمة القطرية الدوحة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والإتيان بمعاذ الخطيب على رأسه زاد من سرعة الأعمال العسكرية والسياسية التي تقوم بها حيال الشأن السوري. ففي الوقت الذي تقدم فيه كلٌّ من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب على هذه الخطوات في الشأن السوري فتقوم وتتخذ قرارا يقضي بنشر هذا النظام الدفاعي من الصواريخ على الحدود التركية تحت مظلة حلف الاطلسي.
إن دور تركيا في مسألة تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا مهم وكبير، إذ لا يمكن لأي عمل عسكري أن ينجح وتركيا مستبعدة عنه، إلا أنه لا بد من تهيئة الرأي العام التركي من الناحية القانونية حتى تستطيع تركيا القيام بعمل عسكري في سوريا. وما موافقة مجلس الشعب مؤخرا على التدخل العسكري وإعادة صياغة قواعد الاشتباك من جديد إلا خطوات سياسية وقانونية في هذا الموضوع. علاوة على ذلك فإن أمريكا تعد الخطط والسيناريوهات الخبيثة لكي ينال الائتلاف الوطني السوري رضى الشعب أي لكي تحمله على القبول به كممثل شرعي وحيد له، وذلك على النحو التالي: أن يقوم الجيش السوري بشكل متعمد بإطلاق أعداد رمزية من الصواريخ التي تحمل رؤوسا كيمياوية على الأراضي التركية في مقابل ذلك يقوم الجيش التركي بدخول الأراضي السورية من خلال إعلان الحكومة التركية حالة الحرب مع سوريا. فبدأ الحديث عن الأسلحة الكيمياوية تزامنا مع موضوع نصب قواعد باتريوت الدفاعية للصواريخ وتحذير الولايات المتحدة الأمريكية لبشار الأسد أمر في غاية الأهمية. وكأن أمريكا ترسل رسالة إليه مفادها أن “أطلق الأسلحة الكيمياوية”.
إذ إن دخول تركيا عسكريا في سوريا يعني سقوط بشار الأسد وتصفية المجموعات المسلحة المجاهدة، بعد ذلك يقوم ائتلاف وطني جديد بتشكيل حكومة انتقالية ثم تشكيل حكومة وجيش جديدين وتوجيه الدعوة إلى المعارضين في حالة تدخلهم لقيام دولة إسلامية بترك أسلحتهم جانبا والاتفاق مع المنظومة القائمة أو الاتحاد معها وإعلان الجماعات المعارضة التي ترفض ذلك بأنها إرهابية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على الرأي العام العالمي.
فقيام الولايات المتحدة الأمريكية بالإعلان عن بعض الجماعات المجاهدة بأنها إرهابية وإلحاقها في قائمة الإرهاب يقوي هذا الرأي، كما أن إعلان الائتلاف الجديد للرأي العام العالمي والمحلي عن تعيينه سفيرا جديدا معتمدا لدى فرنسا يشير إلى تشكيل حكومة انتقالية لما بعد بشار الأسد وأنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري.
لهذا السبب فإن الولايات المتحدة الأمريكية في الغالب ستقوم بتنفيذ مخططاتها الخبيثة هذه وذلك بالسماح لتركيا لكي تقوم بإعداد هجوم على سوريا قبيل قيام أية دولة إسلامية متوقعة، ويكون ذلك أثناء سقوط نظام بشار الأسد. وبعبارة أخرى فإن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب باتت تشعر بقرب ولادة دولة الخلافة وهي طريقة الإسلام في التطبيق وهي ترى في ذلك خطرا عليها. لهذا السبب فإنها تسرّع من أعمالها العسكرية والسياسية.
يلماز تشليك