خبر وتعليق تناسق تام بين مواقف معاذ الخطيب والخارجية الأمريكية حول تنحية الأسد
الخبر :
في خبر أورده موقع الجزيرة نت بتاريخ 3-1- 2013 جددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند موقف بلادها المؤكد على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، مشيرة إلى أنه “لا مكان له في العملية الانتقالية”.
وأعربت نولاند عن صدمتها من وحشية نظام الأسد، وذلك في تعليق منها على إعلان الأمم المتحدة عن ارتفاع عدد القتلى جراء الصراع المستمر في سوريا إلى ما لا يقل عن 60 ألف شخص، وقالت إن واشنطن تواصل تحميل النظام السوري مسؤولية العنف والقتل والمجازر التي تشهدها سوريا.
وفي خبر آخر، فقد صرح معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة خلال لقائه مع قناة الجزيرة الفضائية في برنامج بلا حدود بتاريخ 2-1-2013 ، أنه لا يرغب أن تنتهي الأمور بالحل العسكري، ويعني بذلك الأعمال العسكرية ضد النظام وذلك حفاظا على دماء السوريين بحسب وصفه، وأنه يأمل بنجاح الحل السياسي عبر تنحية بشار أسد عن الحكم مع رموز حكمه والحفاظ على مؤسسات الدولة الأمنية والسياسية بإداراتها الحالية كما هي خوفا من انهيار تام للنظام والدولة السورية، ما عدا عصابة الأسد الحاكمة وضرورة رحيلها مع الأسد.
التعليق :
إن ثورة الشام المباركة قد حباها الله سبحانه وتعالى بالحفظ والرعاية لتكون وبحق أمّ الثورات وتاجها وفسطاطها.
فالوعي السياسي والثبات والصمود والتضحية هي أبرز ما اشتملت عليه ثورة الشام، وعلى صخرتها الشامخة الصامدة تتحطم أعظم المؤامرات وأخبثها.
فهي الثورة الكاشفة، التي تميز الخبيث من الطيب في أرض الشام، كونها تتخذ من الإسلام العظيم قاعدة فكرية تنطلق منها، وجعلت كفاحها نحو هدف عظيم لتكون ثورة أمة يتغير بنجاحها وجه العالم أجمع، فكانت حقا ثورة الإسلام في أرض الشام.
فبالنسبة لتصريحات نولاند حول ضرورة تنحي الأسد وصدمتها مما وصلت إليه الأمور، فهي تصريحات مبتذلة مكررة تفتقد لأية مصداقية، فقد أدرك القاصي والداني الدور الأمريكي الخبيث في دعم نظام بشار أسد ومدَّهُ بالمهل تلو المهل، وما تصريحات نولاند إلا استمرارا لهذه المهل ودليلا آخر على فشل أمريكا إلى الآن في تسويق البديل ليسد مكان بشار في الحكم، وهذا بالطبع لا يعني توقفها عن المحاولة لتطويع الثوار سواء أكان عبر الأنظمة العميلة في المنطقة واستخدام سلاح المال السياسي العفن، أم من خلال المعارضة السورية الموبوءة متمثلة بالائتلاف السوري، الذي تتناسق مواقفه مع المواقف الأمريكية بامتياز.
أما تصريحات معاذ الخطيب وكشفه عن عدم رغبته بالحل العسكري وكأن ما يجري في الشام أزمة عابرة تبحث عن حل، وليست ثورة عارمة لإسقاط معقل العلمانية الأسدي، فهذه التصريحات تدلل على مسعاه وتصميمه لتفريغ الثورة الشامية من إسلاميتها وجر الثوار والكتائب المقاتلة إلى مستنقع الخيانة لا سيما وأنهم أصبحوا قوة على الأرض ويحققون الانتصارات العسكرية، وأصبح قصر بشار في مرمى نيرانهم، والأهم من ذلك أنهم أعلنوا عن رغبتهم والتفافهم حول هدف إقامة الدولة الإسلامية على أنقاض نظام البعث المجرم، مما يقطع الطريق أمام خونة الائتلاف السوري ودورهم المشبوه في حرف الثورة وتسلقها، لذلك فإن الخطيب لا يرغب بحل عسكري لا سيما وأن الفشل ما زال حليفه في ضم الكتائب المقاتلة للمجالس العسكرية وهيئة أركان أنطاليا بقيادة سليم إدريس التي تشكلت بقرار من روبرت فورد -السفير الأمريكي في دمشق- وفشله أيضا في مطالبة الكتائب الجهادية بالانضمام للائتلاف السوري والعمل تحت جناحه، ليكون سقف أهدافهم عملية سياسية تؤدي لتنحية بشار وعصابته المقربة منه في الحكم وضمانة الخروج الآمن لهم دونما محاسبة أو عقاب، والإبقاء على مؤسسات الدولة الفاسدة بطرفيها السياسي والأمني لتكون اليد الطولى للائتلاف لضمان سيطرته على سوريا المستقبل، تحت وصاية أمريكا كما هو حالها الآن مع الأسد.
أما القول بأنه يريد الحفاظ على دماء السوريين من خلال تأييده لحل سياسي وحكومة انتقالية، فهذا أشبه بما قاله الإبراهيمي الذي يحذر السوريين من الجحيم إن لم يسيروا في الحل السياسي -الأمريكي- فمعاذ الخطيب وبطريقة مبطنة خبيثة يكرر قول الإبراهيمي، وكلاهما يخرجان من المشكاة الأمريكية نفسها، فهو يقول إما الحل السياسي أو سيقتل منكم الكثير مع دوام العمل العسكري لاجتثاث النظام.
إن الثورة السلمية المباركة في الشام قد وصلت بفضل الله مرحلة الانتصار والتمكين، وقد حباها الله سبحانه بأهل القوة من أبنائها للدفاع عن أعراضهم وعقيدتهم وبلادهم من ظلم نظام الأسد الاستبدادي عميل أمريكا وحامي حمى يهود، ولذلك فإن أمريكا وعملاءها يعملون على مدار الساعة لحرفها وتضليلها، وما معاذ الخطيب وائتلافه إلا أداة تستخدمها الخارجية الأمريكية من أجل حصار الثورة، ولكن أنى لهم هذا وقد تكفل الله بالشام وأهله.
فالثبات يا ثوار الشام الأبطال ولا تقبلوا بأقل من الخلافة تتويجا لثورتكم.
أبو باسل