Take a fresh look at your lifestyle.

-بيـان صحفي- لو كان أردوغان صادقا في انزعاجه من بيريز لاتخذ حالة الحرب الفعلية مع دولة يهود وقطع العلاقات الدبلوماسية

يوم الخميس الموافق 29 كانون ثاني/يناير 2009 قام رجب أردوغان بمغادرة الجلسة التي انعقدت بعنوان “نموذج السلام في الشرق الأوسط وغزة” خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس قائلاً: “لن أشارك في دافوس بعد اليوم ودافوس انتهت بالنسبة لي” محتجاً على تدخل منسق الجلسة الذي حاول منعه من مواصلة رده على كلمة شمعون بيريز رئيس كيان يهود، وكان قد ذكر خلال تصريحاته للصحفيين أن منسق الجلسة تعامل بمعايير مزدوجة. وكان موضع المشادة المزعومة؛ قيام أردوغان باتهام كيان يهود الذي يعترف به باستخدام “قوة غير متكافئة”، ما دفع بيريز إلى إعلاء صوته على أردوغان مبرراً أنهم على “حق”.

لقد لعب رجب أردوغان بردة فعله المزعومة هذه الدور الذي أسند إليه على عتبة المسرح الذي كانت أنظار العالم بأسره متوجهة صوبه باحتراف، إلا أن أردوغان هو لاعب فاشل في نظر الذين يدركون حقيقة أمره، فهذه المسرحية قد تنطلي على المدى القصير لإشغال الرأي العام بها، ولتحقيق مكاسب في الانتخابات المحلية المقبلة، ولإظهار أردوغان من خلال وسائل الإعلام التي تناولت عناوين دارت حول “جرأة أردوغان الكبيرة” بمظهر “القائد القوي” الذي يتوق شعبنا لرؤيته منذ سنوات طوال، وقد تُستخدم في إبراز مهمة “الراعي (المزعوم) لبلاد المسلمين” أمام العالم بصورة أنصع والتي أسندتها الولايات المتحدة الأميركية لأردوغان.

إن الحاكم الذي يتحلى بالعزة والشرف، يرفض ابتداءً الجلوس في مثل هذه الجلسة التي ما نظمت إلا من أجل مصلحة كيان يهود، وحتى لو افترضنا جدلاً أن أردوغان قد اشتط غضباً حقيقة من تصرف بيريز، وأنه أدرك في تلك اللحظة حقيقة القوم فندم على خياناته للأمة الإسلامية وجرائمه التي اقترفها بحق المسلمين، وأراد أن يكِّفر عن آثامه تلك بالمدافعة عن شرفه وكرامته! أفما كان من الواجب عليه بدلاً من صب جام غضبه على منسق الجلسة أن يخاطب رئيس كيان يهود بالقول “دولة يهود كيان غير مشروع، لقد انتهت كافة علاقاتنا بذلك الكيان غير المشروع، القضية الفلسطينية لا تحل هنا، لقد آن أوان الجهاد لاستئصال هذا الكيان غير المشروع من الوجود، هذا هو القول الفصل” ومن ثم، وبمجرد مغادرته الجلسة أفما كان الواجب عليه أن يصدر تعليماته للقوات المسلحة التركية!

ناهيك عن إنهاء العلاقات كاملة مع كيان يهود! فإن أردوغان رد على الأصوات الشعبية المطالبة بتجميد العلاقات مع كيان يهود بالقول “من السهل للأعزب أن يطلق زوجة” في إشارة منه إلى عدم إمكانية ذلك! فما قيمة وما وزن هذه التصريحات والأفعال التي شَغَل مسئولو حكومة حزب العدالة والتنمية المسلمين بها على المستويين المحلي والعالمي ما لم تؤدِّ إلى قطع العلاقات كاملة مع كيان يهود ومع كل الدول الكافرة المستعمرة التي تقف خلفه؟ أما كان الواجب هو تحريك الجيوش لتحرير أرض فلسطين والمسجد الأقصى المباركين من براثن يهود؟! ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ، هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)).

 

مساعد الناطق الرسمي لـحزب التحرير

في ولاية تركيـا