من أروقة الصحافة مليار نسمة تقريبا يتضورون جوعا
قالت منظمة خيرية بريطانية إن واحدا من كل ثمانية أشخاص من سكان العالم لا يجد ما يسد رمقه كل يوم، أي ما يعادل 868 مليون نسمة، وهو رقم يزيد على تعداد سكان الولايات المتحدة وكندا وأوروبا مجتمعة.
ونقلت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي عن منظمة أوكسفام الخيرية أن الطريقة التي تُزرع وتُوزع بها المحاصيل الغذائية لا تُراعي مبدأ العدالة، فأفقر سكان العالم ينفقون 50-90% من مداخيلهم على الطعام، مقارنة بنحو 10-15% في الدول المتقدمة.
ووفقاً لتقديرات البنك الدولي فإن 44 مليون نسمة تدنت أحوالهم المعيشية إلى ما دون خط الفقر في النصف الثاني من عام 2010 نظرا لارتفاع أسعار الغذاء.
——————–
هذه هي ثمرة الرأسمالية العفنة، أن يجوع الناس بسبب سوء رعايتها لهم وسوء نظامها الاقتصادي القائم على الإجحاف في توزيع الثروات بين الناس، وبسبب جشع أباطرة المال ونهبهم لثروات الشعوب وتجويعهم وملاحقتهم في أرزاقهم من خلال أنظمة ظالمة مجحفة بحق الفقراء ليزدادوا فقرا، وتسمين الأغنياء أصحاب المليارات ليزدادوا فحشا فوق فحشهم، ليكون المال دولة بينهم.
أين دولة الإسلام التي أعطت البشرية خير مثال على العدل في توزيع الثروات، فحتى البهائم والطيور لم تجع يوما في بلاد المسلمين، فالنظام الاقتصادي الإسلامي هو الوحيد المخول لحل مشاكل البشرية الاقتصادية جمعاء، فهو نظام رباني يرعى شؤون العباد خير رعاية في كل زمان ومكان.
فالأرقام الواردة في الخبر تظهر بعضا من الظلم الاقتصادي وليس كله، والفرق بين الإنفاق على الطعام كبير جدا بين الدول الغنية الغربية والدول الفقيرة المعدومة، كون الفقراء يعملون ليل نهار من أجل قوت يومهم، بينما الدول الغربية الرأسمالية الناهبة لثروات الشعوب جعلت من مستوى الرفاهية فيها تفوق أضعاف أضعاف ما ينفقه الفقراء على طعامهم وشرابهم، لدرجة أن بعض التقارير ذكرت أن مليار طن من الطعام سنويا يرمى في مكب النفايات لا سيما في الدول الغنية.
رحم الله عمر بن عبد العزيز القائل: انثروا القمح على رؤوس الجبال، لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.
إن النظام الاقتصادي الإسلامي لا بد أن يطبق متزامنا مع كافة الأنظمة الإسلامية في الحكم والإدارة والسياسة الخارجية والتعليم والنظام الاجتماعي والقوانين والدستور الإسلامي، في ظل دولة ربانية تنشر العدل والطمأنينة بين البشرية جمعاء.
وها هي بشاراتها تلوح في أرض الشام، فاللهم عجل بنصرك لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضنك الرأسمالية وجورها إلى سعة الإسلام وعدله.
أبو باسل