Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في ” باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال”.

حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا، فيلقون في نهر الحيا أو الحياة – شك مالك – فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية، قال وهيب: حدثنا عمرو الحياة وقال: خردل من خير.

قوله: (باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال) في: ظرفية ويحتمل أن تكون سببية، أي التفاضل الحاصل بسبب الأعمال.

قوله: (مثقال حبة) بفتح الحاء هو إشارة إلى ما لا أقل منه، قال الخطابي: هو مثل ليكون عيارا في المعرفة لا في الوزن; لأن ما يشكل في المعقول يرد إلى المحسوس ليفهم.

قوله: (في نهر الحياء) كذا في هذه الرواية بالمد، ولكريمة وغيرها بالقصر، وبه جزم الخطابي وعليه المعنى ; لأن المراد كل ما به تحصل الحياة، والحيا بالقصر هو المطر، وبه تحصل حياة النبات، فهو أليق بمعنى الحياة من الحياء الممدود الذي هو بمعنى الخجل.

 

لا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مستلزمات الإيمان، حيث يُبدأ به باليد وإن لم تحصل الاستطاعة فباللسان، ثم بعد ذلك بالقلب، وهذا أضعف الإيمان. وها هي الأمة تخرج عن صمتها لتنكر بيدها وبلسانها جرائم الإساءة إلى رسولها الكريم – صلوات الله وسلامه عليه -، وها هم حكامها وبعض علماء قصورهم يخرجون على الفضائيات، لا لينكروا ما أنكرته، ولا ليسكتوا عن الحق فيكونون مع الشياطين سواء، بل دفعهم غرورهم ليتفوقوا عليهم، تحقيقا لقول الشاعر:

ولقد كنت امرأ من جنود إبليس فارتقى بي الحال حتى أصبح إبليس من جندي.

فقد أجمعوا أمرهم على رفض الهجوم على أوكار المخابرات الأمريكية التي أطلقوا عليها اسم سفارات، وادّعوا أن لها حرمة، وتعاموا عن الحقائق التي أدركتها الأمة، وأول هذه الحقائق أن أمريكا هي العدو الأول للإسلام وللمسلمين، فهذا القرضاوي يُبرّئ أمريكا من هذه الجريمة البشعة قائلا: “ان الدولة الأمريكية ليست مسؤولة عن موضوع الفيلم المسيئ للرسول عليه الصلاة والسلام” وقد أفتى عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين وعميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع المنصورة، بتجريم الاعتداء على السفارات الأجنبية في البلدان العربية والإسلامية، ووصف مثل تلك الاعتداءات “بالـجريمة المنكرة” التي يتعين على جميع عقلاء الأمة رفضها والتصدي لها، كما وأعرب الشاطر عن تعازيه للشعب الأمريكي في مقتل السفير الأمريكي.

هكذا يصرون على أن لا تبقى في قلوبهم ذرة من إيمان، فقد تركوا الجريمة وفاعلها، ووقفوا مع مؤيدها.

“أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان” أي إيمان بعد الوقوف في صف من يُحاد الله ورسوله”، ألم تقتل أمريكا مليون مسلم عراقي؟! ألم تحتل أمريكا العراق وأفغانستان بحجة أنها تحارب الإرهاب أو بحجة البحث عن ابن لادن؟! أم أن “السفير الأمريكي” أقصد رأس المخابرات الأمريكي دمه ليس كدماء المسلمين؟! ما لكم كيف تحكمون؟!

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.