Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في ” باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان”.

عن أنس عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، من كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا لله، وأن يكرهَ أن يعودَ في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكرهُ أن يُقذفَ في النار”.

إن الحب في الله أصل عظيم من أصول هذا الدين العظيم، إذ كيف للمسلم أن يطيع ربه دون أن يحبه؟ كيف للمسلم أن يصلي ويتواصل معه دون أن يحبه؟ إلا أن هذه المحبة لها علامات وأمارات يجب أن تظهر على أفعال العباد، فمن محبة الله العملُ على تطبيق شرعه في أرضه، ومن محبة الله العملُ على إيجاد من يطبق على الناس أحكامَه التي أنزلها من فوق سبع سماوات. ومن محبة الله أن يبتعدَ المسلمُ عن حكام السوء الذين ملؤوا الأرض بكفرهم وظلمهم وفسقهم، فلا يدعو لهم بالبقاء على المنابر، ولا يقتربُ من قصورهم، ولا يأكلُ من أموالهم، ولا يحادثُهم إلا من باب المعذرة إلى ربه، فلا يعتبرُهم من جلدتِه، فهم أسُّ الداء وأصلُ البلاء. ومن محبة الله أن يُشْهِرَ المسلمُ سيفَه أمام كل من لا يُقيمُ وزناً لحدود الله، فالذين وافقوا على الدستور المصري الجديد، الذي تقومُ موادُّهُ على أساس أن السيادةَ للشعب، وعلى أساس النظام الديمقراطي، وقالوا: إن مصرَ لم ترَ مثله لا من قبل ولا من بعد، ليس في قولهم ما يُظهرُ أيَّ محبةٍ لله؛ بل هي المعصيةُ والتكبرُ على طاعته، فإلى المحبة لله وفي الله وبالله ندعوكم أيها المسلمون، وذلك من خلال العمل مع العاملين لإعادة دولة ومجد الإسلام من جديد، على أنقاض هؤلاء الحكام الضالين المضلين، نبنيْ معا هذا الصرحَ العظيم، ليُعبَدَ اللهُ في الأرض كما يُريدُ لا كما نُريدُ، ويبزُغَ فجرٌ جديدٌ، فجر وشمس وضحى ينير الأرضَ بنور الله، فلا يبقى بيتٌ إلا أعزه الله بهذا الدين، فالأمةُ تحبُّ إسلامَها، وترنو عيونُها لتراهُ مطبقاً في واقع حياتها ، فاللهَ اللهَ فيمن يُكرمُهُ الله بهذا العمل العظيم. اللهم إنا نحبك فأحْبِبْنا، وهيئْ لنا عملا يقربنا إلى حبك، اللهم آمين آمين.

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: الأستاذُ أبو مريم