بيان صحفي مراوغة حكومة الاحتلال بزعامة المالكي!
لا تزال حكومة الاحتلال بزعامة المالكي تراوغ وتماطل في الاستجابة لمطالب الشعب رغم وضوحها ومشروعيتها، بل راحت تُطلق العنان لأزلامها في كيل التهم الباطلة للمتظاهرين ووصفهم ببقايا النظام السابق والقاعدة، ومن يعمل وفق أجندات خارجية! ولا غرابة في ذلك من حكومة ما جاءت أصلاً لخدمة الناس ورفع الحيف عنهم، بل لتنفذ قانون المحتل عليهم، ولو على حساب كرامتهم وآلامهم، آخرها، وليس أخيرها، ما وقع يوم الجمعة الفائتة من سقوط قتلى وجرحى في الفلوجة، في سلوك إذا ما استمر فإنَّه سيجر البلاد حتماً إلى فتنة أعظم لا تبقي ولا تذر، ولكن حُسن الظنّ بأهل العراق أنَّهم أوعى من هذه المؤامرات، وأنَّهم مع ذلك لن يبقوا صامتين إلى الأبد، وعندها لن يسعف الظالمين أسيادُهم، وما تخليهم عن “بن علي ومبارك والقذافي” ببعيد، فالعاقل مَنْ اتعظ بغيره، ولا ينسى فإنَّ ثمن النسيان باهظ جداً! قال تعالى: ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ).
أيها الأهل في العراق:
إن وقفتكم الشجاعة هذه لتستحق الثناء والإعجاب، وعسى أن تكون فاتحة خير لكم وللمسلمين جميعاً، فإنكار الظلم والأخذ على أيدي الظالمين من شيم النفوس الكبيرة، ومن أوجب الواجبات الشرعية، ولكن حتى يكون سعيكم كلُّه في مرضاة ربكم فإننا نكرر النصح بأن لا تُغفلوا أمرين في منتهى الخطورة لتحصدوا ثمار جهودكم:
1- إنَّ ما يرتفع من أصوات تنادي بالفدرالية هو الموت بعينه، وهو جُلُّ ما يتمناه عدوكم؛ لأنَّ فيه ضياع بلدكم، وتفرق كلمتكم، وبقاء سلطان الكافرين فوق رؤوسكم، الأمر الذي حرمه الله تعالى في كتابه الكريم: ( وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً )، ولقد علمتم حرمة تعدد الحكام وتفرق البلاد، فنظام الحكم في الإسلام نظام وحدة، وليس نظاماً اتحادياً.
2- لا تقفوا عند حد طلباتكم ولو كانت مشروعة، وليرتفع سقف ذلك إلى المطالبة بتحكيم شرع الله تعالى، فتقلبوا صفحة الباطل وحكم الجاهلية، وتستبدلوا به حكم الله عزَّ وجلَّ، فهو مقتضى أمره المعظم: ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )، وهكذا تنعمون بالعدل والأمان، وتستأصلون عَفَنَ الديمقراطية، وتُطَهِّرون الأرض من دنس الكفار وأذنابهم المأجورين، ( وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) .
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق