Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الجيوش ليست دروعاً للملوك والطغاة، بل إنّ دورها حماية البلاد وأهلها

 

الخبر:

بتاريخ 15/1/2013 عقدت حكومة بنغلادش مع روسيا صفقة سلاح بمليار دولار، ووفقا لما قاله الرئيس الروسي بوتين، فإنّ روسيا ستعطي بنغلادش رصيداً ائتمانياً بمليار دولار، لتنفق على شراء أسلحة وتكنولوجيا عسكرية روسية. وذكرت الصحف في دكا أنّ الاتفاق يتضمن طلبات لشراء عربات مدرعة وأسلحة مشاة ومنظومات دفاع جوي وطائرات هليكوبتر للنقل طراز “Mi-17”. وقد ولّدت هذه الصفقة نقاشات ضخمة في الساحة السياسية في بنغلادش.

التعليق:

بغض النظر عن هدف شراء السلاح، قالت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة في مؤتمر صحفي لها بتاريخ 23/1/2013، “إنّه من غير المجدي أن تصبح ملكاً من غير سيوف ولا حماية”. وأضافت بأنّ القوات المسلحة البنغالية ستصبح قوية وقادرة على الدفاع عن استقلال البلاد وسيادتها، وقالت أيضاً أنّ بنغلادش بحاجة إلى المعدات العسكرية بسبب مشاركتها في مهمات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وسؤالنا لرئيسة الوزراء، ما هي الفائدة من هذه الأسلحة إذا كانت لا تمنع قوات حرس الحدود الهندية من قتل شعبنا في المناطق الحدودية يومياً؟. فقبل حوالي أسبوعين من توقيع صفقة الأسلحة، قتلت قوات حرس الحدود الهندية اثنيْن من المسلمين بتاريخ 1/1، واختطفوا اثنيْن من المسلمين في اليوم الذي تلاه. وفي سنة 2012، أفادت التقارير بقتل ما لا يقل عن 48 شخصا من قبل قوات حرس الحدود الهندية، واختطاف 140 شخصاً وجرح 106 أشخاص. ولم تفعل كل سيوف ودروع الشيخة حسينة شيئاً لوقف هذه الفظائع. علاوة على ذلك، صرحت وزيرة الداخلية على إثر الحادثيْن -القتل والاختطاف- من قبل القوات الهندية، بأنّ الحكومة ستحقق فيما إذا خرق حرس الحدود الهندي اتفاقه مع حرس الحدود البنغالي، الذي يقضي بمنع إطلاق النار بين الجانبين إلا إذا كان دفاعا عن النفس. وكما كان متوقعاً، ادّعى حرس الحدود الهندي على الفور أنّه أطلق النار في الحادثتيْن للحفاظ على حياة عناصره. إنّ القادة أمثال الشيخة حسينة هم أكبر حامٍ للهند وهم أكبر مانع من الحفاظ على مسلمي بنغلادش.

أيضاً، عندما تعرض مسلمو ميانمار للاضطهاد والقتل والاغتصاب والتعذيب، أمرت الشيخة حسينة القوات المسلحة بإغلاق الحدود، وإعادة المسلمين الذين أتوا إلينا مستغيثين بالقوة. وسواء كان القمع والفظائع في كشمير أم غوجرات أو ميانمار أو حتى على حدودنا، فإنّ الشيخة حسينة ونظيرتها خالدة ضياء عندما كانت في الحكم، فشلتا في حماية المسلمين. فلم تسمحا أبداً للقوات المسلحة المسلمة بإنقاذ المسلمين من القتل والتعذيب والنهب. بل سمحتا بلا خجل للولايات المتحدة تحت غطاء الأمم المتحدة باستخدام قواتنا المسلحة لتأمين المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة، في الوقت الذي ينزف فيه المسلمون.

يجب أن نتذكر أنّ روسيا نفسها دولة مستبدة، وهي تضطّهد المسلمين خصوصاً في الشيشان. وروسيا تمدّ الحكومات التي تعذب وتقتل المسلمين بالسلاح. ففي ديسمبر من العام الماضي زار بوتين الهند وعقد معها صفقة سلاح بثلاثة مليارات دولار. كما تلعب روسيا أيضاً دورها مع أمريكا بدعمها سفاح سوريا وتأخير حل الأزمة السورية، في الوقت الذي قتل فيه أكثر من 60000 خلال العامين الماضيين. إنّ روسيا دولة محاربة، والإسلام لا يسمح بعقد صفقات سلاح مع الدول التي لديها أهداف ضد الإسلام والمسلمين.

((عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا)) ابن ماجه، وفي الدولة الإسلامية القادمة قريبا بإذن الله، ستقوم القوات المسلحة بواجبها بحسب القرآن والسنة. إنّ نظرة دولة الخلافة هي حمل وإقامة الإسلام في جميع أنحاء العالم. والجيش سيحمي المسلمين من اعتداء الكفار وفقا للطريقة التي علمنا إياها نبينا صلى الله عليه وسلم، من مثل أمره الجيش المسلم بالزحف استجابة لنداء امرأة مسلمة أسيء إليها من قبل يهود بني قريظة. ستقوم الدولة الإسلامية أيضاً بإخضاع الجيش لأفضل أنواع التدريب وتسليحه ليقوم بواجبه. بهذه الطريقة فقط سيعيد المسلمون والجيش كرامتهم وشرفهم.


محمد ريان حسن
عضو حزب التحرير في ولاية بنغلادش