Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق محاكمة إمرأة تثير ضجة عالمية


الخبر :

ذكرت جريدة لوس أنجلوس تايمز في موقعها على الإنترنت يوم 8 فبراير 2013 تحت عنوان “هجمة على النساء” تداعيات خبر الحكم الذي أصدرته محكمة في مقديشو الثلاثاء بالسجن لمدة سنة واحدة على امرأة صومالية اتهمت خمسة من قوات الأمن باغتصابها وعلى صحافي صومالي أجرى مقابلة معها (بالرغم من أن المقابلة لم تنشر). وقال القاضي حين النطق بالحكم على الصحفي: ” المحكمة وجدت أنه أهان مؤسسات الدولة من خلال إجراء مقابلة زائفة والدخول إلى منزل امرأة في غياب زوجها ” وأمرت المحكمة بتنفيذ الحكم على الصحفي على الفور وتأجيله للمرأة إلى أن تفطم طفلها.

————-


التعليق :

لقد حظي هذا الخبر بتغطية إعلامية واسعة جداً فقد تحدثت عنه وكالات الأنباء المحلية والصحف العربية والأجنبية بشكل لافت للنظر، بل إن سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ علقا على الأمر كما أبدت وزارة الخارجية الأمريكية قلقها وتحفظها من خلال بيان صحفي. هذا بالإضافة لاستنكار الهيئات الحقوقية والإنسانية لما وصفوه بالحكم المجحف في حق المرأة وانتهاك لحرية الصحافة وتقييد للحريات. وإزاء تعرضه لموجة من الانتقادات تعهد الرئيس الصومالي الجديد بتكوين لجنة لرصد كل الأخطاء.

اللافت أيضاً في هذا الأمر أن تعرض النازحات الصوماليات للاغتصاب في مخيمات اللجوء داخل وخارج الصومال ليس بالأمر الجديد فقد نشرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تقريرا صادرا في كينيا في 5-10-2011 تحت عنوان “الاغتصاب هو الجانب الخفي من أزمة المجاعة” ذكرت فيه تفاقم المشكلة وتعرض النساء للأذى قبل وبعد وصولهن لمخيمات المفوضية على السواء، إذ إن هذه المخيمات لا تتوفر فيها شروط الأمن والأمان ولا تحقق للنساء أدنى مقومات الشعور بالحماية خاصة في عتمة الليل. ومن أهل هذه المخيمات من ولد فيها ولم يغادرها منذ 1991 ولم يشعر بهذا الأمان قط، نسأل الله أن يبدلهن من بعد خوفهن أمناً. كما شهدت الصومال دخول قوات أجنبية عاثت في الأرض الفساد مما جعل الصومال عرضة لانتشار المزيد من العنف والانتهاكات فلم تعد للإنسان حرمة ولا للمرأة من يصون عرضها بل على النقيض كانت الحكومات المتعاقبة تمهد الطريق لدخول القوات الأجنبية لبسط سيطرتها أمام الفصائل المتنازعة. وفي ظل مثل هذه الأوضاع لا ترى الحكومة الصومالية سوى خطر الإساءة لهيبة مؤسسات الدولة المزعومة!! وكيف تكون لدولة أهلها مشردون في مخيمات اللاجئين في دول الجوار وتذوق نساؤها الهوان أصنافاً وأشكالاً هيبة أو شأن. هذه الحكومة التي تنوي التحكم في البلاد والعباد بمباركة أمريكية تدعي أنها ستحفظ كرامة المرأة الصومالية ولكنها غير مؤهلة فكرياً ومادياً.

يحدث هذا في الوقت نفسه الذي يعلن فيه برنامج الغذاء العالمي عن حاجة 1,6 مليون صومالي للمعونات الغذائية وأن نصف العائلات في مدينة كسمايو ليس لديهم أمن غذائي ونسبة سوء التغذية بين الأطفال ما دون الخامسة لا تزال مرتفعة. ولكن مثل هذا الخبر ومعاناة 1,6 مليون شخص لا يهم الإعلام العالمي والمؤسسات الدولية وسياسيي الغرب بقدر اهتمامهم بحيثيات قضية المرأة التي لا ندري لها أهمية سوى تحين الغرب للفرصة تلو الأخرى لبيان ما تعانيه المرأة المسلمة على حسب زعمهم. وأي عدل وإنصاف هذا الذي ينشدونه في أنظمة وضعية ترقيعية عفا عليها الزمان.

إن الشعب الصومالي وغيره من الشعوب المغلوبة المقهورة التي لا بواكي لها تنتظر بزوغ فجر العزة والعدل والنور من جديد بإقامة دولة المسلمين المبدئية، دولة الخلافة الراشدة التي تلم شعث هذه الأمة فتحمي الضعيف وتؤوي المسكين وتعين على نوائب الدهر، نسأل الله أن يكون ذلك قريباً.

(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَ‌حُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿*﴾ بِنَصْرِ‌ اللَّـهِ يَنصُرُ‌ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّ‌حِيمُ ﴿*﴾ وَعْدَ اللَّـهِ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ‌ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿*﴾)

 

 

كتبته: أم يحيى محمد