Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق عامان على انطلاق الثورة اليمنية وحال نسائها ما زال سيئاً


الخبر :

“في تقرير بثته قناة الجزيرة بتاريخ 9/2/2013 قالت الناشطة توكل كرمان أن عصر وجود المرأة في الثورات والكوارث والظروف غير المواتية فقط ومن ثم يتسلم الحكم الرجال قد انتهى، فمن حق المرأة قيادة الدولة كما قادت الثورة”، ودعت بعض الناشطات اليمنيات إلى مشاركة النساء في المرحلة الانتقالية تمهيداً لمشاركتهن في قيادة الدولة اليمنية الحديثة، كحل للمشاكل التي تواجهها المرأة في اليمن.”

 

التعليق :

إن مثل هذه الدعوات هي دعوات مضللة تجعل ما بذلته اليمنيات من تضحيات في سبيل إحداث التغيير هباء منثورا، فكيف تكون المشاركة في نظام وضعي علماني حلاً لمشاكل المرأة مع أنه هو السبب في شقائها؟ ففي النظام الوضعي تسن القوانين خدمة لمصالح فئة معينة فيه دون أي اعتبار لباقي الفئات في المجتمع، كما أن مشاركة المرأة اليمنية في البرلمان لا تمكنها من إحداث التغيير الذي تتطلع إليه، لأن البرلمانات وحتى الحكومات في العالم العربي هي شكلية ولا تملك زمام أمرها، بل تخدم مصالح الدول الغربية وتحقق أهدافها، وقد خبرت المرأة اليمنية ذلك فقد أعطيت في عهد صالح حق دخول البرلمان بخمسة عشر مقعداً ولكن لم يكن لهذا القرار أثر في تحسين حالها.

 

عامان مرّا على انطلاق شرارة الثورة اليمنية، هذه الثورة التي استطاعت أن تطيح بعلي صالح ولكنها لم تستطع تحقيق آمال اليمنيات اللواتي بذلن التضحيات أملاً في مستقبل مشرق، فما زالت التقارير تتحدث عن أوضاع إنسانية سيئة تعيشها نساء اليمن من فقر وحرمان وسوء تغذية، وانعدام للأمن، وعدم توفر فرص للعمل، وتهميش في الحياة السياسية.

وهناك من ينادي بضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع اليمني لإحداث التغيير في واقع المرأة، وهذه أيضاً دعوة غربية مضللة، وفيها مخالفة واضحة للإسلام، لأن الله سبحانه شرع الأحكام للرجل والمرأة دون تمييز، وأعطى كلاً منهما حقوقاً وفرض عليهما واجبات بما يحقق السعادة والطمأنينة للطرفين، علاوة على أن الدعوة للمساواة بين الجنسين لم تقدم للمرأة شيئاً بل زادت من الأعباء الملقاة على عاتقها فخرجت للعمل من أجل الإنفاق على أسرتها كي لا تظل تحت رحمة الرجل كما يزعمون، والناظر في واقع الدول التي تنادي بالمساواة بين الجنسين وتنص على ذلك في قوانينها يرى أنها أكثر الدول ظلماً واضطهاداً للمرأة. فكيف لمثل هذه الدعوة أن تحقق السعادة لنساء اليمن إذا لم تحققها لأصحابها؟

نخلص من هذا أن ما حصل في اليمن كان التفافاً على الثورة من خلال تغيير الوجوه فقط دون أن يتغير النظام، ولن يتحقق هذا التغيير إلا بإقامة الخلافة الراشدة، فبها وحدها يحصل التغيير الجذري، وينعم الناس بحياة كريمة بعيداً عن حياة الفقر والحرمان، حيث تستغل الثروات وتوزع بحقها، وتحصل المرأة في ظلها على مشاركة سياسية حقيقية لا شكلية، وذلك من خلال الترشح لمجلس الأمة، والقيام بواجب المحاسبة للحاكم الذي تشارك في انتخابه، فلنعمل جميعا على إحداث التغيير الحقيقي المطلوب، بالعمل مع العاملين لإقامة الخلافة الراشدة لنفوز بالدارين إن شاء الله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)).

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، أختكم: براءة