Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق العلماء الزائفون دائماً في خدمة الصليبيين

 

الخبر:

تتناول وسائل الإعلام المحلية الآن ما جاء في المقابلة التي أجرتها قناة بي بي سي نيوز (BBC News)، في الأول من آذار/مارس 2013، حيث قال رئيس مجلس علماء باكستان مُلانا طاهر أشرفي: “أن فلسطين محتلة من قبل (إسرائيل)، وكشمير محتلة من قبل الهند، وأفغانستان محتلة من قبل القوات الأمريكية. وإذا كان المسلمين لا يمتلكوا أسلحة نووية، ينبغي أن يضحوا بأنفسهم في سبيل ربهم، الله سبحانه وتعالى.”

 

التعليق:

لقد أثارت تصريحات “مُلانا طاهر أشرفي” مشاعر الناس من جميع الزوايا، والتي تقوم على أساس المرجعية القومية الزائفة، وقد أدينت التصريحات من قبل دوائر وطنية محددة زاعمة أن مثل هذه التصريحات لها دوافع سياسية، ورفضوه لأنه أيضاً يتعارض مع فتاوى المفتي السعودي الشيخ عبد العزيز ومجالس العلماء في بلاد إسلامية أخرى. وكشفت ردود الفعل من قبل بعض الدوائر في الحكومة ووسائل الإعلام توسيع الفجوة بين المسلمين في باكستان وأفغانستان من خلال إثارة نار النعرات القومية، لدرجة جعلت مُلانا يسحب تصريحاته قائلاً: “أن تصريحاته قد تم سوء فهمها من قبل وسائل الإعلام”.

ومن المفارقات أن مؤسسات الحكومة مثل مجلس العلماء، ووزارات الحج والأوقاف وغيرها من مثل هذه المنظمات باتت ككنائس النصارى، حيث أنها تعمد إلى فصل الإسلام عن المجال السياسي لشؤون الفرد والدولة. وعلاوة على ذلك، فإن الغرب قد استخدم هذه المؤسسات لمخططاته الخبيثة وذلك من خلال تزويدهم بالأموال وغيرها من الحوافز للتأكد من أنها تعمل وفقاً للقوانين السائدة في الدولة، مع عدم وجود سلطة تنفيذية لهم على الإطلاق، وكذلك لاستخدامها في حرف الأمة عن مسارها الحقيقي لإعادة الإسلام إلى واقع الحياة، وبث بذور الفرقة الفكرية والسياسية والجغرافية بين أبناء الأمة الواحدة.

ومن الجدير بالذكر هنا أن “مُلانا طاهر أشرفي” نفسه هو رئيس مجلس العلماء لبلد لديه أسلحة ذرية، ولكن ما الفائدة من السلاح الذري في باكستان للمسلمين في فلسطين وكشمير وأفغانستان؟ هل الجهاد واجب على من هم تحت الاحتلال وليس واجب على من لم يُحتلوا ويمتلكون الجيش القوي؟ هذا يوضح سبب أن مُلانا هو مفتي لبلد عداءه للأمة وولاءه للكفار وهذا واضح للناس في باكستان وأفغانستان. إضافة إلى ذلك، فإن حكام بلاده هم الذين وفروا المعلومات الاستخباراتية واللوجستية والعسكرية لدعم الولايات المتحدة وقوات حلف الشمال الأطلسي ضد إخوانهم وأخواتهم في أفغانستان.

لقد أخفق مُلانا في إدراك أن الآلاف من حاويات حلف الشمال الأطلسي تمر بشكل يومي عبر باكستان. لذا عليه أن يدرك أيضاً أن حكام باكستان هم الذين باعوا المسلمين في باكستان وأفغانستان للكفار، وهم الذين سمحوا أيضاً للطائرات الأمريكية بلا طيار لقصف المناطق القبلية في باكستان، مما أسفر عن مقتل آلاف المسلمين! وهم نفس الحكام الذين يحاولون تأجيج الفتنة بين الشيعة والسنة في كراتشي وبلوشستان! وهم الذين يقومون بخطف أبناء وبنات الأمة المخلصين، خاصة أولئك الذين يرفعون صوتهم ضد سياساتهم المخزية والداعين لتطبيق الإسلام كاملاً في الحياة عن طريق إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة. ونتيجة هذه “الجريمة”، جريمة الدعوة لدين الحق، فقد تم اختفاؤهم وذلك بصنع الجهات الحكومية في وضح النهار ولا علم لأسرهم عن حياتهم أو موتهم، وما نفيد بوت إلا مثال واضح لهذه الفظائع.

للأسف لم يسمع أحد من الأمة، حتى الآن، فتوى من هؤلاء العلماء المدعومين من الحكومة تنص على أن من واجب الحكام أن يحكموا بما أنزل الله سبحانه وتعالى وإقامة دولة الخلافة وتوحيد الأمة. بل إن فتواهم هي أساساً لتدمير الأمة وإضفاء الشرعية على الأنظمة الكافرة من الديمقراطية والديكتاتورية، إلخ. بل على العكس من ذلك، تجدهم يهرولون لإرضاء أسيادهم عن طريق التأكيد على سيادة هذه الأنظمة وشرعيتها.

إننا كمسلمين نعلم أنه لا يوجد مفهوم رجال الدين في الإسلام كما هو في الأديان الأخرى، فالإسلام واجب التطبيق من قبل كل مسلم بعينه، ولهذا فإن ما يسمى بالمؤسسات الدينية التي أنشئت في العالم الإسلامي ما هي إلا للتأكد من بقاء الإسلام مفصولاً عن شؤون الحياة والدولة!

إن العلماء الزائفين الذين يحصلون على رواتبهم من الحكام الخونة، سيستمرون في إصدار الفتاوى التي توجد الخلافات والفرقة بين الأمة، إنهم على دأب رجال الدين من اليهود والنصارى في الزمن الغابر يحللون الحرام ويحرمون الحلال وفق ما يمليه عليهم الحكام! و لذلك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف:

“لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم. قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن”.

 

سيف الله مستنير
كابل / أفغانستان