Take a fresh look at your lifestyle.

من أروقة الصحافة الحرب على الإسلام ومشروعه الحضاري

 

في صحيفة الإندبندنت الصادرة صباح الأحد ٢٤/٢/٢٠١٣ نطالع مقالا للكاتب روبرت فيسك يحمل عنوان “الحرب على الإرهاب، الدين الجديد للغرب”.

يتطرق الكاتب في مقاله إلى طريقة تعاطي الغرب مع تنظيم القاعدة (الولايات المتحدة في العراق، ثم لاحقا فرنسا في مالي).

يعرض فيسك وثيقة تسربت في وقت سابق عن استراتيجية القاعدة حتى عام 2020 للانتصار على “الصليبيين” كما تسميهم، وإقامة خلافة إسلامية عالمية.

تقوم الإستراتيجية على استدراج القوى الغربية لاحتلال بلاد إسلامية، مما سيؤجج الغضب في صدور المسلمين ويدفعهم إلى المقاومة، وستتكبد القوى الغربية خسائر مالية فادحة تؤدي إلى إفلاسها.

================

لم يعد خافيا على أبناء الأمة الإسلامية حقيقة الحرب المعلنة عليهم من قبل الدول الغربية الاستعمارية، وأنها حرب على عقيدتهم وإسلامهم، تقودها أمريكا المتغطرسة، وتشاركها أوروبا وروسيا والصين في محور شر يعادي الله ورسوله والمؤمنين.

فأمريكا بعد أن دمرت العراق وأفغانستان بحجة الإرهاب، تسعى اليوم إلى تمزيق ما تبقى من البلدان الإسلامية من أجل إضعافها، حتى لا تقوم للمسلمين فيها قائمة، أملا في قطع الطريق أمام أي تحرك حقيقي للأمة الإسلامية تتحرر فيه من ربقة الاستعمار وتؤسس فيه دولة إسلامية مستقلة بلا قيود وبلا تبعية.

إن ادعاء الكاتب روبرت فيسك ووثيقته (المسربة) بأن الاستعمار الغربي للبلاد الإسلامية كان ردة فعل على ما أسماه بالإرهاب، وأن الدول الغربية اسْتُدرجت إلى بلادنا، هو قلب للحقائق وإمعان في التضليل، وتبرئة لساحة الغرب الإمبريالي من كل ما اقترفه من جرائم بحق الأمة الإسلامية، ومحاولة مكشوفة لتبرير الاستعمار الجشع وشرعنة وجوده في بلادنا بحجة أنه دفاع عن النفس.

فهذا الادعاء هو ما روجت له أمريكا وما زالت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقد سارت القوى الاستعمارية الأخرى على درب أمريكا في التذرع بمحاربة الإرهاب حتى أصبح إطلاق لفظ الإرهاب شماعة لأي تدخل سافر في بلاد المسلمين بتواطؤ مفضوح من حكام المنطقة العملاء.

أما الأمر الآخر في وثيقة فيسك (المسربة) وهو المتعلق بإقامة الخلافة في بلاد المسلمين، حيث تصر دوائر صنع القرار الغربي على محاولة ربط هذا المشروع الرباني العظيم، بما يسمونه بالإرهاب، وذلك من أجل أسباب عدة منها خلق الذرائع لمحاربة العاملين لإقامة الخلافة بشتى الوسائل، بالرغم من معرفة الغرب بأن العمل للخلافة يتصدره حزب التحرير بطريقته الشرعية المستنبطة من المنهاج النبوي الكريم، بالعمل الفكري والسياسي، ومع هذا فهم يحاربونه ويصفونه بشتى الأوصاف كالإرهاب والتطرف والراديكالية وغيرها من الأوصاف، أملا في إقصائه واحتكار الساحة السياسية لعملائهم من السياسيين العلمانيين وممن باعوا دينهم بدنياهم من دعاة الوسطية، مما يثبت هزيمة الغرب الفكرية أمام قوة الطرح الإسلامي التغييري.

إن الأمة الإسلامية قد أجمعت على استعادة سلطانها، وإن نور الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية قد حطم جدر الغرب جميعها، ولن يطفئ نور هذه الدعوة الربانية أحد بإذن الله.

((يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ))

 

 

أبو باسل