Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف وجوب نصرة المسلمين

قال الله تعالى:”وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ” الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلمُ على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه الغرِّ الميامين، الذينَ كانوا إسلاماً يمشي على الأرضِ وأسلمُ تسليماً كثيرا.

من صوت أمتكُم ونبضِ عزتكُم، أحييكُم أحبتنا الكرام من إذاعةِ المكتبِ الإعلاميِّ لحزبِ التحريرِ، أحييكُم بتحيةِ الإسلامِ العظيمِ، وأحمد الله العزيزَ الكريم ملهمَ الصابرين وناصرَ المستضعفين ..

ألتقي بكُم معَ حديثٍ جديد، في فقرةٍ متجددةٍ سائلةً المولى عز وجلَّ أن يكونَ فيما أقولُ الفائدةُ والخيرُ لأمةِ الإسلام ..

جاءَ في الحديثِ عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما منِ امرئٍ يخذلُ امرأً مسلماً في موضعٍ تنتهكُ فيه حرمتُه وينتقصُ فيه من عرضِه إلا خذلهُ الله في موطنٍ يحبُّ فيه نصرتُه وما من امرئٍ ينصرُ مسلماً في موضعٍ ينتقصُ فيه من عرضِه وينتهكُ فيه من حرمتِه إلا نصرَه الله في موطنٍ يحبُّ نصرته) الحديث رواه أبو داود وهو حسن.

إن النصرةَ بمعناها الشاملِ تعني رفعَ الظلم، فالرسول-صلى الله عليه وسلم- جاءَ ليخرجَ الناسَ من ظلمـاتِ الظلمِ والجهـلِ إلى نورِ العدلِ والعلم… لهذا جعلَ النصرةَ للمسلمِ على كلِّ حالٍ سواءً كان ظالماً بالأخذِ على يديهِ وإرجاعهِ إلى الحق، أو بمعاونتِه إذا كان مظلوماً وأخذِ الحقوقِ له من غيرِه.. جعلَ ذلك من الحقوقِ الواجبـةِ..

نصرةُ المسلمينَ بعضُهم بعضاً من الحقوقِ التي أوجبَها الله تعالى عليهم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلمُ أخو المسلم لا يظلمُه ولا يسلمُه، ومن كان في حاجةِ أخيه كان الله في حاجته، ومن فرجَ عن مسلمٍ كربةً فرجَ الله عنه كربةً من كرباتِ يوم القيامة، ومن سترَ مسلماً سترَه الله يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وأحمد.

والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز:”وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ “

وقد كانت سيرةُ المصطفى صلواتُ ربي وسلامُه عليه حافلةً بالمواقفِ الكثيرةِ في نصرةِ المسلمين، فعندما جاء الإذنُ للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ” هاجرَ النبي إلى المدينةِ المنورةِ فاستقبلهُ الأنصارُ بفرحٍ وسرورٍ ونصرُوه وآووهُ وأقامَ النبي صلى الله عليه وسلم دولةَ الإسلامِ في المدينةِ المنورةِ ومنها انطلقَت رسالةُ الإسلامِ إلى العالمِ أجمع.

والمواقفُ في هذا كثيرة، والأحاديثُ في الحثِّ على التناصرِ كثيرةٌ أيضاً، والذي يهمُّنا من خلالِ هذا الموضوع: كيف نتناصرُ ونتعاونُ بيننا نحنُ المسلمين؟! خاصةً في وقتٍ ازدادتْ فيهِ غربةُ المسلم، وكثرَ الشرُ والفسادُ والظلم، وتكالبتِ الأممُ علينا.. والواجبُ علينا:

1. نصرةُ المسلمين المجاهدينَ في كلِّ مكانٍ بالمالِ والنفسِ ما استطعنَا إلى ذلك سبيلاً.. وكذلك ندعو لهـم إذا لم نقدِر على ما سبق، فإنَّ الدعاءَ عبادةٌ عظيمة.

2. الذب عن المسلمِ والدفاع عنه إذا انتُهِكَ عرضُه، أو ذُكِرَ بسوءٍ في غيبتِه، فيقال لمن يذكره بالسوء: اتق الله واسكتْ عن قولِ الشِّر.. فإن سكت عنه وإلا قام من عنده وتركه، فهذا من النصرة التي يقدمها المسلم لأخيـه..

3. إذا ظُلِمَ مسلم في مالٍ أو أرض أو غير ذلك وجبت مناصرتُه، والقيامُ معه حتى يأخذَ حقهُ وافياً..

4. إذا كان المسلم ظالماً وجبتْ نصرتُه برِّده إلى الحقِ ومنعِه مِنْ الظلم، ويُتخذ بذلك أساليبٌ منها: دعوتِه بالتي هي أحسن فإن لم يفقْ من ظلمهِ زجرُه وأنبه، فإن لم يفعلْ هجرُه حتى يتركَ ظلمـهُ ذلك.. وقد شُرِعَ هجر المسلم لغرضٍ ديني حتى يتوبَ إلى الله..

5. الوقوفُ مع المسلم أيامَ الحاجاتِ والمحنِ والنكباتِ كمن فاجأهُ مرضٌ أو موتٌ أو فقرٌ أو مصيبةٌ فإنه لا بدَّ من تسليته وإدخال السرورِ عليه..

فهذا هو الواجبُ وهذا هو الذي يجبُّ أن تفعلَه الأمةُ اليوم ولكن لا حياةَ لمن تنادي، فالمئاتُ كلَ يومٍ يسقطون في سوريا ومجازرُ بشعةٌ يرتكبُها النظام الحاقد ولا أحد يتحرك، فمن لحرائرِ الشام التي تُنْتَهُك أعراضُها ومحارمهُا اليوم، ومن للمسلمين والمسلماتِ في بورما ومينمار الذين يموتون في مجازرَ كلَ يومٍ، يُدفنون وهم أحياء، فحسبنا الله ونعم الوكيل، إلى متى سيظلون يُغطون أعينهم عن ما يجري أو بالأحرى هم “صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ” فقد بُلينا بأنظمةٍ عميلةٍ وحكامٍ خونة هم عملاء الغرب الكافر وأذنابُه هم أداة من أدواتِه لنهب خيرات البلاد وإبادة العباد.

 

ولكننا على يقين بأن اللَه سوف ينصرنا بنصرٍعزيزٍ مؤزر من عنده “ولينصرنَّ اللهُ مَنْ ينصرَه إن اللهَ لقويٌ عزيز”.

 

فاللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب
اللهم اهزمهم وزلزلهم وارنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم مزقهم شر ممزق اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا
اللهم من أرادنا وأراد عقيدتنا بسوء فأشغله بنفسه
اللهم أعز الإسلام والمسلمين
وأذل الشرك والمشركين
اللهم إنا نسألك أن تنصر المسلمين المستضعفين في دينهم في كل مكان يا أرحم الراحمين.
اللهم آمين آمين يارب العالمين.
اللهم ها هو الغرب الكافر أراك فينا قوته فأرنا فيه قوتك
الله ها هو بشار أراك فينا قوته فأرنا فيه قوتك
يا عزيز يا جبار يا منتقم

 

أحبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله وحفظه ..

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته