Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الأسرة هي المأوى الأمين للأطفال

الخبر:

أوردت صحيفة جمهورية الوطنية بتاريخ 8 آذار/ مارس2013م، خبر وفاة (آر. آي.) فتاة صغيرة في الصف الخامس الابتدائي، والتي لفظت أنفاسها الأخيرة جراء إصابتها بعدوى من مرض تناسلي.

 

التعليق:

هذه الطفلة المسكينة هي فتاة بريئة، تماما كباقي أقرانها من الأطفال في مقتبل العمر، إنها ضحية اغتصاب من أقرب المقربين إليها، إنه والدها!!

(آر.آي) ليست الحالة الوحيدة الشاذة، ففي الفترات الأخيرة باتت أخبار أعمال التحرش والاعتداء ضد الفتيات تتكرر وخصوصاً من قبل البيئة المحيطة بالفتاة، إما الأب، أو الأخ، أو العم، أو الجد، أو ربما الجيران.

العديد من الخبراء معنيين بظاهرة (زنا المحارم) غير الأخلاقية؛ حيث يكون مرتكب الجريمة من ذوي القربى المقربين للفتاة، فأين تذهب الفتاة إن لم تعد أسرتها المأوى الأمين لها! فالأصل أن تكون الأسرة هي المأوى والنموذج الذي يترعرع فيه الصغار ويقتدون به، فكيف إن أصبح ذلك الأنموذج مصدراً لحرمان الأطفال طفولتهم ولتدمير مستقبلهم. فمن غير الأسرة يستطيع احتضان وحماية الأطفال؟!

ويرجع الخبراء هذه الأفعال المحرمة المذمومة إلى عدة عوامل أهمها سوء الأحوال الاقتصادية وتدني المستوى المعيشي. ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن الإسلام جاء بأحكام شرعية تنظم شئون الأطفال وتربيتهم، ما يضمن للطفل حياة مستقرة آمنة، فعلى سبيل المثال، أوجب الإسلام الفصل بين الأطفال في سن مبكر في المضاجع، وأوجب الفصل بين الذكور عن الإناث.

الخبيرة في شئون الأسرة والأطفال، الأستاذة عفة أينور رحمة وجدت أن قضية الأفعال المنافية للأخلاق التي يرتكبها الأقارب لا يمكن أن تحل فقط بطريقة علاجية، فهي تحتاج إلى الوقاية المبكرة.

وذكرت الناطقة الرسمية لحزب التحرير في إندونيسيا (HTI) أيضا أنه في الإسلام هناك حيزان من التفاعل، الحياة العامة والحياة الخاصة. يتم تضمين الأسرة في الحياة الخاصة. على الرغم من أن أفراد الأسرة يكونون قريبين بعضُهم من بعض، ولكن الإسلام أوجب على جميع أفراد الأسرة التقيد التام بالأحكام الشرعية التي تنظم علاقات الأسرة الواحدة فيما بينها وعلاقة أفراد الأسرة مع الأقارب والمحارم. ومن بين هذه القواعد كيفية اللباس؛ فعلى الرغم من أنهم في الأسرة الواحدة وهم محارم، ولكن يجب أن يكونوا على علم بكيفية اللباس، فلا ينبغي أن يكون لباساً متحرراً من كل القيود، بل لا بد حتى في الحياة الخاصة الالتزام باللباس الذي فرضه الشرع. وأوضحت أنه “يجب اعتماد الأحكام الشرعية المتعلقة بلباس الحياة الخاصة بين المحارم، وهو وجوب تغطية الجسم حتى الركبة”.

بالإضافة إلى كيفية اللباس، هناك الأوقات الخاصة التي ينبغي احترامها: بعد صلاة العشاء، قبل صلاة الفجر، وفترة الظهر، بحيث لا يكون للأطفال حرية الدخول إلى غرفة والديهم. عفةُ تشرحُ ذلك، أنه في هذه الأوقات ينبغي على الأطفال قبل الدخول على والديهم أن يطرقوا الباب للاستئذان. وحكمةُ ذلك تجنيبُ الأطفالِ النظرَ إلى أفعال الكبار. يعلمنا الإسلام أنه وبمجرد بلوغ الأطفالِ سنَّ العاشرة من العمر، فيجبُ فصلُ الأطفالِ عن والديهم في النوم. ولا يسمح للبنين والبنات النومُ في فراشٍ واحدٍ.

كما تأسف عفة، لأن العقوبات التي تفرضُ على مرتكبي الاعتداء الجنسي ضد الأطفال ليست رادعة في القانون في هذا البلد، العقوبة لمرتكبي الاعتداء الجنسي يمكن أن تصل إلى 16 عاماً سجناً، وفي الواقع، ليس هناك سوى عام في السجن. وتشير الأرقام إلى أن الأحكام ليس لها أي تأثير رادع على مرتكبي الجرائم. وفي الوقت نفسه، يعاني الضحايا من صدمات نفسية لفترات طويلة. وقالت: إن العقوبات لمرتكبي جرائم الزنا في الإسلام شديدة، بدءاً من 100 جلدة، أو الرجم، إضافة إلى عقوبة التعزير على الاغتصاب، إن ثبت بالبينة الشرعية، وإن كان مرتكبو الجريمة على شكل عصابات يخوفون الآمنين ويروعونهم فربما انطبق عليهم حدّ الحرابة، ووفقا لهذا، فإن العقوبة رادعةٌ جداً نظراً لتأثير الصدمة التي يعاني منها الضحية لفترة طويلة.

وتقترح عفة أيضا اتخاذ خطوات ملموسة للقضاء على الصدمة النفسية للضحية؛

أولاً، طمأنة الطفلة أنها بريئة. والتأكيد أيضا أنها ليست “فتاة سيئة” بحيث يتم تعزيز ثقتها بنفسها.

ومن الناحية النفسية ثانياً، يكون تأثير مثل هذه الصدمات طويلاً، ولذلك فمن الأفضل خلق بيئة جديدة للأطفال تشعرهم بالراحة وتساعدهم على التغلب على هذه المأساة، فبقاء الأطفال في أحيائهم القديمة، يجعل من الصعب عليهم نسيان قضاياهم، ولا نغفل دورَ إحياء مفهوم القضاء والقدر في ذهن الطفل، وما يقتضيه من صبر تجاه ما ابتلِيَ به، ونؤكد أنه لا حمايةَ حقيقيةً إلا في ظل دولةِ الخلافةِ القادمةِ قريباً بإذن الله.

 

 

 

عفة أينور رحمة

الناطقة الرسمية لحزب التحرير إندونيسيا