Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق من مساعي الحكومة الإندونيسية لتخويف الناس وإبعادهم عن المطالبة بدولة الخلافة


الخبر:

حدثت عملية سطو على أحد محلات الذهب في بلدة تمبورا جنوب جاكرتا؛ وذلك بتاريخ 11 آذار/مارس 2013 بقصد السرقة، فقامت الشرطة بمداهمة المكان بسرعة فاشتبكت مع الذين قاموا بعملية السطو واعتقلت أربعة منهم، وقتلت ثلاثة آخرين.

وعلى إثر ذلك صرح رئيس الشرطة سوهاردي أليوس “أن السرقة كان سببها إرهابيا وليس للتكسب، لأن الذين قاموا بالسرقة هم إرهابيون، وإنما قاموا بذلك بغرض جني الأموال لإنفاقها على الجهاد”. وكذلك صرح رئيس اللجنة المحلية لمكافحة الإرهابيين أنشاد إمبى قائلا: “إن أحد القائمين بالسرقة هو من الفرقة الإرهابية لأبي عمر”.

 

التعليق:

إن هذين القولين ينطويان على البغض الشديد للإسلام والمسلمين وحملة الدعوة الإسلامية، بل والأحكام الإسلامية بما في ذلك الجهاد في سبيل الله. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فكيف يصرح قادة الشرطة بأن الفاعلين من الإرهابيين وهم لم يقوموا بعد بالتحري عن عملية السطو؟ إذ كيف يُوصف فعل الجناة بأنه متعلق بالأعمال الإرهابية وليس لدى الشرطة بينات على صحة هذا الاتهام من عدمه؟ وكيف يُستنتج أن هذه السرقة هي من أجل الإنفاق على الجهاد وحالة الجهاد ليست قائمة في إندونيسيا الآن؟!

 

إن السبب الحقيقي خلف هذا الاتهام هو خوف حكومة إندونيسيا من إعادة الدولة الإسلامية إلى الوجود. فقد كان قول أنشاد إمبى معبرا صراحة عن هذا الخوف حيث قال: “إن الإرهابيين يريدون تغيير دستور هذه الدولة، وإقامة الدولة الإسلامية لتطبيق الشريعة”.

 

نعم، فكما أننا لا نوافق على اتباع الطريقة المادية، وكل طريقة مخالفة للأحكام الشرعية في إقامة الدولة الإسلامية، فكذلك لا نوافق على استخدام مصطلح الإرهابيين وربطه بأعمال إقامة الدولة الإسلامية (أي الخلافة) فالراجح أن الذي قام بعملية السطو والسرقة هذه هي الحكومة الإندونيسية. إضافة لذلك فإن واقع الناس في إندونيسيا يدل على أن كثيرا منهم لا يثقون باتهامات الشرطة هذه.

 

والأمر بات واضحا أن الحكومة في إندونيسيا لم تعد تتهم حملة الدعوة العاملين لإقامة دولة الخلافة بالإرهابيين فحسب، بل صارت تلصق بهم جرائم السطو والسرقة وما ذلك إلا تنفيذا لخطة خبيثة غايتها تخويف الناس من أي جماعة تعمل لإقامة الدولة الإسلامية وبالتالي تضليلهم حتى لا يوافقوا على إقامتها.

 

من جانب آخر وتأكيدا من الحكومة الإندونيسية على ملاحقة حملة الدعوة ووصمهم بالإرهابيين واللصوص، وغضها الطرف عن المجرمين الحقيقيين، فقد قام في شهر شباط/فبراير 2013 بعض أعضاء “منظمة استقلال بابوا” بقتل ثمانية من عناصر الجيش الإندونيسي. ومع ذلك فإن الشرطة لا تسميهم إرهابيين ولا تصنف عملهم ضمن الأعمال الإرهابية. بل إن رئيس قلم المخابرات الإندونيسية يسميهم “المخرّب الخطير” وليس بالإرهابيين. والحكومة لا تحاربهم ولا تقاتلهم ولا تطلق عليهم الرصاص الحي بل تدعوهم إلى الحوار السياسي؛ لذلك فقد بات واضحا أن موقف الحكومة الإندونيسية من المسلمين الذين تصفهم بالإرهابيين مختلف تماما عن موقفها من “منظمة استقلال بابوا” من الكافرين. وللعلم فإن هذه المنظمة تؤيدها أمريكا وبعض الدول الغربية. وعليه نقول إن وراء ربط حملة الدعوة بأعمال السطو هو محاولات المستعمرين المنتظمة للوقوف أمام النهضة الإسلامية وإبعاد الناس عن دينهم.

 

 

 

محمد رحمة كورنيا

إندونيسيا