Take a fresh look at your lifestyle.

الحوار الحي بقايا الشيوعيين في الأردن   ج1

بادر الحزب الشيوعي الأردني وحركة اليسار الاجتماعي وتجمع “الشيوعيين الأردنيين”، وشيوعيين مستقلين إلى تشكيل إطار “وحدودي” جديد، للشيوعيين الأردنيين، من المقرر أن يتم إشهاره رسميا الجمعة 29/3/2013، تحت مسمى “اتحاد الشيوعيين الأردنيين”.

بعد أن اندثرت الشيوعية في بلادها يأتي بقاياهم ليعلنوا إشهار أنفسهم، وكأنهم كشف جديد، مع العلم أنهم قد حكموا في عدة بلدان عربية، كان مصير شعوبها القتل والإعدام والسجن والكبت والحرمان والتعذيب، بل وتدمير المدن على رؤوس ساكنيها كما يفعل كبيرهم المجرم بشار في أهلنا في الشام هذه الأيام، وهم أشد خطرا من النظام الرأسمالي العفن الذي أوصل الإنسانية إلى الحضيض، فإن كان أتباع الرأسمالية العفنة كالأنعام فأتباع الفكر الشيوعي أضل من الأنعام ((أمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً))

وقد كانت آخر فعلة منكرة لهم أن ذهبوا للسفاح بشار ليلبسوه عباءتهم ويعلنوا عبوديتهم له، ويتوجوه ملكا عليهم، ليضيفوا إلى سجلهم السيئ سيئة تنوء بحملها الجبال، وكأنهم لم يسمعوا بجرائم دعاة الفكر الاشتراكي في مصر أو في العراق أو في اليمن الجنوبي أو في الجزائر أو في ليبيا من خلال أخرقهم القذافي، لقد قتلوا واعدموا واعتقلوا ونكلوا بكل من خالفهم، بل لقد حولوا الناس من عبادة الله رب العالمين إلى عبادة الحكام، فإن كان أجدادهم قد عبدوا الأصنام فهم قد عبدوا الحكام، وقد أبادوا كل من خالفهم، خاصة إذا كان من حملة دعوة الإسلام، بل لقد قتلوا من كان معهم وتحالف معهم سواء في العراق أو سوريا أيام المقبور حافظ أو ابنه المجرم بشار، وكان آخر جرائمهم قتلهم لشيخهم البوطي.

نعم يحاول بقايا وأتباع الفكر المادي الإلحادي أن يستغلوا ضعف العلمانيين الملتحين؛ الذين تسلموا الحكم في عدة بلدان منها تركيا وتونس ومصر وغزة، ليصبوا جام غضبهم على الإسلام والمسلمين، مستغلين لحى الإسلاميين العلمانيين، ونسوا أو تناسوا أنّ هؤلاء هم حلفاؤهم في أكثر المواقف والمناسبات، ولننظر إلى حقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين، وحبهم الغير محدود للسلطة القمعية التي مارسها أسيادهم في الإتحاد السوفيتي المندثر والصين وكوبا وغيرها، أمثال لينين وستالين وماوتسي تنغ وكاسترو وتيتو وأنور خوجة، والذي مارسه دعاة الاشتراكية في البلاد العربية أمثال عبد الناصر في مصر وككتيل اليمن الجنوبي من عبد الفتاح إسماعيل وعلي ناصر وعلي عنتر وعلي سالم البيض وجنرالات جبهة التحرير في الجزائر، فنظرة واحدة إلى حقد شراذم الشيوعيين هؤلاء على الإسلام وحبهم للسلطة تـُرينا كيف أنهم يستغلون المواقف والأحداث، لينفثوا سمومهم بين الناس، فوصول العلمانيين الملتحين للسلطة، جعلهم ينتعشون من تحت الأنقاض ظانين أنّ الأمة سينطلي عليها دجلهم وكذبهم واستغلالهم للبسطاء من السذج، ولم يعلموا أن الأمة قد انتفضت على طغاة الحكم الجبري بغض النظر عن شعاراتهم الزائفة؛ سواء أكانت رأسمالية عفنة أو اشتراكية مندثرة أم علمانية بمرجعية اسلامية، وأنها لن تقبل بعد اليوم إلا خلافة على منهاج النبوة، لتخرج الناس من عبادة الحكام والعباد إلى عبادة رب الحكام والعباد، وأن هؤلاء إن لم يعودوا لرشدهم ويتراجعوا عن تـُرَّهاتهم، فسوف تلفظهم الأمة ويذكرهم التاريخ مع أبي لهب وأبي جهل وأبي رغال وشاور وابن العلقمي ومع جنود فرعون وهامان ويوم القيامة يحشرون مع بشار ولينين.

((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ))

 


بقلم: احمد أبو قدوم