سلسلة قل كلمتك وامشِ – العدوان على غزة – أحداث ومواقف – ح4 والأخيرة – الأستاذ أبي محمد الأمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
العدوان على غزة أحداث ومواقف (4)
أعلنت رئيسة مجلس شورى أرواح الشهداء اكتمال النصاب وبالتالي اعتبرت الجلسة منعقدة لسماع تعليق بعض الأرواح على بعض ما جرى من أحداث وما اتخذت من مواقف.
وقفت إحدى الأرواح فقالت:
وانعقد مؤتمر الكويت على مستوى القمة لبحث بعض خطوات التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وكأن الدول العربية كالدول الأوروبية أو غيرها من الدول المتعددة الأعراق والديانات، لقد نسي هؤلاء الحكام أو تناسوا أن هذه الدول العربية إنما تمثل شعبا واحدا هو الشعب العربي والذي هو جزء من الأمة الإسلامية التي تجمعها عقيدة واحدة ولقد غاب عن بالهم أو أنهم غيبوا عن بالهم أن هذه الأمة إنما هي كل شعوري واحد وكالجسد الواحد وأن الأصل أن يعيش هؤلاء المسلمون بكافة أجناسهم وألوانهم في دولة واحدة، دولة وحدة لا إتحاد كما كانت في السابق قبل أن يقضي الكافر المستعمر على الخلافة العثمانية التي كانت تجمع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في ظل راية واحدة وتحت سلطان خليفة واحد، نعم لقد تناسى هؤلاء الحكام العملاء ذلك لأنهم عبيد للكافر المستعمر الذي أقامهم حكاماً على فتات ما نتج عن تقطيع أوصال الدولة الإسلامية، وحراسا على الحدود التي رسمها أعداء الإسلام والمسلمين في معاهدة سايكس بيكو سيئة الذكر, هذه المعاهدة التي قطعت بلاد المسلمين إلى نتف صغيرة وزعتها على دول الكفر.
قامت روح ثانية فقالت إن الناحية الاقتصادية من المؤتمر لا تعنينا ولا نولها كبير انتباه في هذه العجالة، لأنه مهما قيل ومهما تقرر من قرارات فإنها لا تعدو أن تكون استنساخا لقرارات ماضية صدرت منذ عشرات السنين، إن هذه القرارات ومهما كانت فإنها غير قابلة للتطبيق أو قل على الأصح إن الذي أصدرها غير قادر على تطبيقها لأنهم كالعبيد لا يملكون أمر أنفسهم حتى يتصرفوا أما الأموال التي يتكلمون عنها والثروات التي يتحدثون عنها فإنهم لا يملكونها، لأنهم ليسوا بأكثر من نواطير على هذه الثروات يعطيهم مالكها الحقيقي أجرتهم على حراسة هذه الثروات والأموال ولو افترضنا أنهم أكثر من نواطير فإننا نسأل لماذا لم ينفذوا ولو قرارا واحداً؟ حتى الأرصدة الموجودة في بنوك أوروبا وأمريكا وتحت أسمائهم فإنهم لا يملكونها لأن من دواعي الملكية التصرف، فهل يستطيع هؤلاء الأدعياء التصرف بأية كمية من الأرصدة التي تأكلها افلاسات البنوك والتضحم وهبوط سعر الدولار الذي ابتلي به العالم كعملة عالمية بعد أن غاب الذهب أو على الأصح غيبته أمريكا عن أسواق العالم المالية حتى تستطيع التحكم بالعالم سياسياً واقتصادياً عن طريق هيمنة عملتها الدولار.
أما الموضوع الآخر الذي بحثه المؤتمر والذي يهمنا أن نتكلم عنه في هذه الجلسة هو موضوع العدوان على غزة هاشم، غزة التي استبسلت وصمدت أكثر من ثلاث أسابيع، وهنا أيضا ظهر الخلاف والتناقض بين هذه الأنظمة العميلة، فمنهم من يريد إدخال مقررات الدوحة الذي انعقد لأجل غزة واتخذ قرارات، ومنهم من يريد إلغاء ما يسمى بالمبادرة العربية للسلام مع العدو اليهودي ومنهم ومنهم إلى آخر القائمة.
أعطيت الكلمة لروح ثالثة فقالت: لقد تكلم في المؤتمر الكثيرون فحاكم مصر أو فرعون مصر الذي أعلنت وزيرة خارجية اليهود الحرب على غزة من عاصمة ملكه والذي ساهم مساهمة فعالة وأساسية في خنق أهل غزة وتجويعهم لأجل تركيعهم للعدو اليهودي وعملائه من رجال السلطة، رجال محمود عباس ميرزا، أقول وقف فرعون مصر ليقول بأن منظمة التحرير انطلقت من القاهرة ودعمتها القاهرة ووقفت بجانبها وهو يتبجح بذلك ونحن نقول ليت هذه المنظمة اللقيطة لمن تنطلق لأن الذي أطلقها هم عملاء الأمريكان كخطوة أولى لحل ما يسمى بقضية فلسطين وذلك بتقزيمها ومسخها بجعلها قضية أهل فلسطين فقط، فبعد أن كانت قضية المسلمين ثم بقدرة قادر تم مسخها وصارت قضية العرب الأولى أو المركزية، وبعد أن أوجد الأمريكان منظمة التحرير وإعلانها الممثل الشرعي الوحيد لأهل فلسطين تيسر للحكام العملاء والساسة الدجالين نفض أيديهم من القضية وجعلوها تنحدر بشكل مستمر إلى أن وصلت إلى أيدي محمود عباس ميرزا وبطانته الخائنة العميلة.
قامت روح رابعة فقالت لقد تكلم أيضاً هادم الحرمين عبد الله بن عبد العزيز وقال إن المبادرة العربية للسلام لن تكون مطروحة للأبد وصدقوني أنني لا أفهم ماذا يقصد وماذا سيفعل؟ هل سيسحب المبادرة فلن تكون صالحة للبحث والحوار مع الأعداء؟ وإن أصبحت كذلك فهل سيحرك جيوشه النائمة لتحرير فلسطين؟ هذه الجيوش التي لا تصحو إلا إذا طلب منها حماية العرش والكرسي الذي أوجده الإنجليز وسرقه الأمريكان للاستيلاء على نفط الجزيرة العربية ثم أعلن عن تبرعه بألف مليون دولار لإعادة إعمار غزة التي دمرها العدوان وكأن الاتفاق مع اليهود هو أن يقوم اليهود بالتدمير وعبد الله بن عبد العزيز وغيره من الحكام الخائنين لله ولرسوله ولجماعة المسلمين أن تعيد التعمير.
نعم تم التبرع بالأموال الكثيرة لكن يبقى ذلك حبراً على ورق ما دام لم تحدد آلية استلام الأموال وصرفها في التعمير فهل ستقوم سلطة أوسلو بذلك وكلهم لصوص لا يؤتمنون على درهم أم ستقوم حكومة غزة بذلك وهي غير معترف بها، وعلى كل حال فإن صح ما قاله هيكل بأن حلف الأطلسي سيقوم بذلك فهنا تكمن الطامة الكبرى فسيتم احتلال غزة من قبل حلف الأطلسي تحت عنوان براق خادع ألا وهو إعادة اعمار غزة.
وهنا تدخلت رئيسة الجلسة فقالت كفانا ما قمنا به، ودعونا ننعم بما أعد الله سبحانه وتعالى من نعيم مقيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر, ودعونا نستبشر بالذين سيلحقون بنا من الشهداء الذين سيرزقون الشهادة وهم يجاهدون تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله وفي ظل خليفة راشد.
وختاماً فالله نسأل أن يحمي هذه الأمة الكريمة وأن يرد كيد أعدائها في نحورهم وأن يوفق العاملين لتوحيدها في دولة واحدة هي دولة الخلافة الراشدة التي بشر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
أبو محمد الأمين