مشكلة الرواتب صفعة على وجوه الداعين لما يسمى بالدولة الفلسطينية- حوار مع المهندس باهر صالح عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين
الإذاعة= قرأنا في بعض وسائل الإعلام تصريحا صحفيا لكم في المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين حول مشكلة الرواتب، فهل لك أن تضعنا في صورة التصريح الصحفي ؟
منذ سنوات والكل يسمع عن مشكلة الرواتب وقدرة السلطة الفلسطينية على تأمينها حينا وعجزها أحيانا أخرى، فتخبو المشكلة برهة ثم تعود لتبرز على السطح مجددا، وبغض النظر عن صدق السلطة أو كذبها في تبرير العجز وعدم توفر السيولة، إلا أنه من المؤكد أن السلطة تستجدي الرواتب من الدول المانحة وتتسول النفقات من دولة يهود.
وسواء أكان هناك الكثير ممن يملأ حساباته الشخصية وجيوبه بالأموال المفترض أنها مساعدات للشعب الفلسطيني أم أن هؤلاء قلة، وسواء أكان الفساد الإداري والمالي قد بلغه ذروته أم لا، إلا أنه من المؤكد أيضا أن جل هذه الأموال أو أغلبتها الساحقة بشقيها الذي يذهب إلى جيوب الفاسدين والذي يذهب إلى الشعب، إنما هي أثمان تدفعها أمريكا وأوروبا وحكام العرب العملاء للسلطة من أجل تنفيذ مخططات التطبيع والتفريط والتنازل، ولا أدل على ذلك من أن الأموال تكثر أو تشح تبعا للظروف السياسية والمخططات المراد تنفيذها.
الإذاعة= وما العيب في ان تعاني الدول من ضائقة مالية أحيانا، وهذا الأمر عادي حتى في الدول الكبرى؟
إن الدولة التي لا تستطيع أن تغطي رواتب موظفيها، وتمد يدها لعدوها من أجل أن يؤمن لها قوت يومها هي قطعا دولة هزيلة، ويتأكد هذا المعنى حينما ندرك أن هذا الواقع لا يتوقع تغيره أو تبدله، فدولة فلسطين المرجوة من قبل الحالمين بها لا تملك لا صناعة ثقيلة ولا متوسطة ولا حتى خفيفة، ولا زراعة تذكر أو تجارة دولية أو حركة ملاحة بحرية تمكنها من أن تنفق على نفسها يوما ما ولا موارد طبيعية ذات بال، وهذا ما يدركه قادة السلطة ويعترفون به ليل نهار. فما هي الدولة التي يدعون لها ويمنون المسلمين بها؟!
الإذاعة= برأيكم أنتم في المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، ماذا ستكون هذه الدولة ؟
هي دولة هزيلة، بلا سيادة على أرضها ولا على ما تحت أرضها ولا سمائها، دولة بلا جيش ولا قوة ولا تسليح سوى بالخفيف من السلاح الذي يكفي لقمع الشعوب دون إخافة جندي “إسرائيلي” واحد، دولة لا تملك من قرارها شيئا سوى طاعة أمريكا ودولة يهود، دولة تنتظر رضا أعدائها حتى تتقي الموت جوعا، دولة تكون ذراعا أمنيا لدولة يهود تبطش بكل من تسول له نفسه إزعاج يهود، دولة تضفي الشرعية الكاملة على دولة يهود في فلسطين وفي العالم الإسلامي كله.
الإذاعة= ما هي رسالتكم إذا للدعاة إلى الدولة الفلسطينية؟
هذه هي الدولة التي يدعوا لها دعاتها، فحق على هؤلاء أن يخجلوا من أنفسهم، فيعودوا عن ضلالهم وتضليلهم للمسلمين، فمشكلة الرواتب على بساطتها صفعة تكفي لإفاقتهم من منامهم الذي طال، ولو توقف الأمر على الناحية الاقتصادية لهان وذل، ولكن الناحية السياسية أدهى وأمر، فيكفي أن تلك الدولة المرجوة هي تفريط بكل قطرة دم سالت من أجل فلسطين، وبكل الدموع التي ذرفت من أعين الثكالى والأرامل واليتامى ألما مما أصابهم، وبكل الآهات التي خرجت من أفواه الرجال حزنا على ما ألم بهم. وقبل ذلك وبعده هي خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
الإذاعة= ولكن أليس هناك من يدعو إلى دولة فلسطينية من غير المفرطين، فلماذا تضعهم في نفس الخانة ؟
والحقيقة أن الدعاة إلى الدولة الفلسطينية قسمان، الأول خبيث ومتآمر على المسلمين وعلى قضية فلسطين وهو مأجور لكي يفرط بفلسطين ويخدم يهود وأمريكا، إذ أن قيام دولة فلسطينية يعني الاعتراف بدولة يهود وتمكينها من بلاد المسلمين وهذا القسم لا أمل فيه ولا خير يرجى من ورائه، بل يجب العمل على كشفهم وتعريتهم لينفض الناس من حولهم فيصبحوا بلا قيمة ولا وزن، والقسم الثاني هم البسطاء من الناس الذين خُدعوا بتلك الدعوة وظنوا أن في الدولة الفلسطينية مخرجا من عذاب يهود، وهؤلاء لا بد من توعيتهم وبيان الحقائق لهم، لأن أغلبهم لا يرضى أن يبيع فلسطين مقابل دولة هزيلة، وأن يفرط بدماء الشهداء وأرض المسلمين المباركة من أجل إنشاء دولة تأتمر بأمر يهود. والأصل بكل عاقل غيور أن يرفض كل مشاريع التصفية والتفريط وأولها فكرة الدولة الفلسطينية، تلك الفكرة الخبيثة.
الإذاعة= في الختام ما هي نصيحتكم إلى المسلمين في فلسطين ؟
وليتذكر المسلمون بأن لا حل لقضية فلسطين إلا بالجهاد وتحريك الجيوش، ودولة الخلافة القادمة هي الكفيلة بتحرير فلسطين وكل بلاد المسلمين، ولها يجب أن تُشمر السواعد وتُبذل المهج والأرواح لأنها الخلاص من كل ما نحن فيه من ذل وهوان.