Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق هل أدرك الناس في اليمن من هم المانحون أصدقاء اليمن

الخبر:

أوردت صحيفة أخبار اليوم اليومية الصادرة في اليمن يوم الأحد 21 نيسان/أبريل الجاري في عددها 2993 تصريحاً أدلى به الخبير الاقتصادي علي الوافي “أشار فيه إلى أن الموازنة العامة رصدت في العام السابق بدعم خارجي وخاصة من طرف المملكة العربية السعودية وذلك من خلال الوديعة التي تحولت إلى جزء من الدعم المقدم لليمن، فضلاً عما سبقها من منح المشتقات النفطية التي تحولت إلى إيرادات للخزينة العامة للدولة.

وأضاف الوافي بأن الحكومة خلال هذا العام لم تحصل على دعم مماثل كما حصلت عليه العام السابق، في وقت تتزايد فيه متطلبات الإنفاق العام بشكل كبير في ظل عدم الاستقرار السياسي والأمني وضعف الأداء الحكومي، مؤكداً ان هذا الوضع يعني أن تترتب عليه أوضاع اقتصادية سيئة جداً في وقت نفد فيه صبر المواطن الذي ينتظر أن يلمس خيرات الثورة الشعبية السلمية والتسوية السياسية المدعومة خارجياً.

ولفت الوافي إلى أن المانحين في المقابل لديهم شكوى ومطالبات تجاه الجانب الحكومي اليمني ليس على صعيد تحسين القدرة الاستيعابية فقط بل وربما على صعيد تحسين الإدارة الحكومية التي يبدو أن المانحين يحملون إزاءها مشاعر غير راضية عن كفاءتها.


التعليق:

المانحون لم يأتوا مصادفة، بل إن بريطانيا هي من جلبتهم إلى اليمن، بعد أن دعتهم إلى مؤتمر عقدته بلندن في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2006م، أي قبيل عامين على انطلاق الأزمة الاقتصادية العالمية في العام 2008م. أي أن بريطانيا قد أدركت اقتراب الاقتصاد في اليمن من الانهيار فصعب عليها تقديم جزء من الأموال التي تحصل عليها منه عبر شركات النفط، ومبيعاتها في اليمن “فبريطانيا الشريك التجاري الأول مع اليمن”، فقامت بدعوة دول استعمارية مثلها ومؤسسات مالية كالبنك وصندوق النقد الدوليين لتقديم المال وفق رؤى مشتركة بينها وبينهم، على أن تبقى كلمة الفصل لها بالقبول أو الرفض فيما يقترحون تقديمه من برامج ومشاريع لليمن.

وما يفسر أن كلمة الفصل في اليمن هي لبريطانيا هو تقديم نظام آل سعود مليار دولار وديعة للبنك المركزي اليمني، بالإضافة إلى ملايين من براميل النفط الخام منه ومن بقية أنظمة الحكم في الخليج.

وبالفعل صارت تلك الدول الاستعمارية والمؤسسات المالية الطامعة في اليمن تحمل اسم أصدقاء اليمن الذين عقدوا جملة من المؤتمرات حول اليمن. لكنهم لم يقدموا سوى التعهدات لليمن بتقديم المال. فهم من جهة يعانون من الأزمة المالية العالمية التي لا تزال تعصف بهم، ومن جهة أخرى لا يرون منفعة لهم وفق السياسة البريطانية في اليمن. وما يجمعهم ويجبرهم على تقديم الفتات للنظام الحاكم في اليمن هو اتفاقهم على عدم السماح له بالانهيار، لما سيلحقه بالملاحة بباب المندب وأمن الخليج ونفطه من أضرار. فالمانحون الذين يقدمون المال صاروا يطلبوا من حكومة باسندوه تحسين أدائها، كما جاء في الخبر ولديهم شكاوى ومشاعر عدم الرضا عن كفاءتها.

يأتي كل هذا في الوقت الذي التقى فيه وزراء المالية والتخطيط والتعاون الدولي والتربية والتعليم في حكومة باسندوه يوم السبت 20 نيسان/أبريل الجاري بواشنطن بمسئولين من الولايات المتحدة وألمانيا والبنك وصندوق النقد الدوليين الذين جددوا استمرار دعمهم وأوجه المساعدة المتاحة لليمن.

بعد سبع سنوات على انطلاق مؤتمر المانحين في لندن، وحزمة من مؤتمرات أصدقاء اليمن هل أدرك الساسة والناس في اليمن من هم المانحون “أصدقاء اليمن” وماذا يريدون منه؟ وهل بقي لهم حجه في البقاء على طلب المساعدة منهم؟ أم ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى ((لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا)). ألا فلينبذ الناس جميعاً ما سوى الله ويلوذوا به فإنه عاصمهم من قواصم المحن، بالامتثال لأمره والاستجابة لدعوته بجعل الإسلام نظاماً لحياتهم ومنه دولتهم دولة الخلافة.

 

 

 

المهندس: شفيق خميس / ولاية اليمن