Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الرد القوي على التمرد كان عفواً عاماً!!

 

الخبر:

 

أوردت صحيفة الانتباهة السودانية (عدد 2563، ص1 و 2) تحت عنوان: العفو عن مجموعة الإحتياطي المتفلتة بعد عودتها بغرب دارفور، ما يلي: تمكنت لجنة من الإدارة الأهلية وبعض الأجهزة المختصة من التوصل إلى إتفاق مع قوة الإحتياطي المركزي (جزء من قوات الشرطة في السودان) التي خرجت بقوة السلاح بعد سيطرتها على أربع سيارات ذات دفع رباعي ومؤن وعتاد.

 

التعليق:

 

ذكر في ثنايا الخبر السابق قول لرئيس لجنة البرلمان مفاده: الآثار ستكون كبيرة على المنفذين للتمرد والرد سيكون قويا. وفي تكملة الخبر ذكر عضو لجنة التفاوض معتمد الجنينة (عاصمة ولاية غرب دارفور) اتفقنا مع لجنة الأمن على منحهم العفو العام.

الحكام في السودان لا تدري يسراهم ما تفعل يمناهم وكل يصرح كيفما اتفق! أضف لذلك عدم وجود رؤية إستراتيجية لكيفية التعامل مع هكذا أمر ساهم في تقسيم الدولة باقتطاع جنوبها الغالي ويعمل الآن على تهيئة ما تبقى للانفصال، آنيا جنوب كردفان والنيل الأزرق وقد سبقتهما دارفور عن طريق ما يسمى بوثيقة/اتفاق الدوحة، ألا وهو التمرد المسلح على الدولة.

فابتداء لا بد للدولة أن توجد العقيدة القتالية الصحيحة للقوات النظامية كالجيش والتصور الصحيح لطبيعة المهمة للقوات الأخرى كالشرطة. فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء وخرج على الدولة بقوة السلاح وتمرد، فيراجع، فإن وضع السلاح ورجع، قبلنا منه، وإلا فلا بد من قتاله قتال تأديب، لا قتال إفناء وتدمير. أما دولتنا فيسراها تتوعد، ويمناها تعفو، ورأسها يقاتل ردحا من الزمن ثم يفاوض ويفاوض فيقسم البلاد ويذل العباد.

إن أمر رعاية الشؤون ليس بالهين وإنها لأمانة وقد تكون يوم القيامة خزياً وندامة، إلا من أخذها بحقها، وحقها أن تكون سائرة على هدي من الله ونوره، فللإسلام قول في شأن الحكم داخله وخارجه، فلا بد لمن هم في الحكم إدراك ذلك والعمل بمقتضاه، وأما وقد صعب عليهم ذلك ورفضوه، فوجب على الأمة أن تبحث عمن هيأ نفسه لرعاية شؤونها داخليا وخارجيا بأحكام الإسلام بأن وضع دستورا منبثقا من كتاب الله وسنة نبيه وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس. كما ووجب على حملة الدعوة الإسلامية الخلص بذل أقصى الوسع لإيصال هذه الأحكام وبيانها للعامة والخاصة، سيما ونحن نعيش آخر أيام الملك الجبري الذي ستعقبه خلافة راشدة على منهاج النبوة كما أخبر الصادق الأمين. والله نسأل أن يجعل لنا نصيبا في نصرة دينه وتحكيم كتابه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
د. أبو يحيى عمر بن علي