Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ولّى زمن الرويبضات وآن زمن الرجال


الخبر:

دمشق (ا ف ب) – شنت (إسرائيل) ليلة السبت الأحد هجوما صاروخيا على مركز البحوث العلمية في جمرايا، ودوت انفجارات ليلا قبل أن تعلن الوكالة أنّ “المعلومات تشير إلى أنّ الانفجارات في مركز البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق ناجمة عن اعتداء (إسرائيلي) بالصواريخ”. وأفاد مصدر دبلوماسي في بيروت أنّ مخزنا مهما للأسلحة على مقربة من هذا المركز استهدف أيضا في القصف فجر الأحد. وصرح مسؤول (إسرائيلي) كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته أنّ (إسرائيل) شنت هجوما جويا ليلة السبت الأحد استهدف أسلحة إيرانية مرسلة إلى حزب الله اللبناني الشيعي. وقال هذا المسؤول الأحد أنّ “الهجوم استهدف صواريخ إيرانية مرسلة إلى حزب الله”. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تعليقا على الهجوم “ما زلت اعتقد أنّ على (الإسرائيليين) -وهو أمر مبرر- حماية أنفسهم من نقل أسلحة متطورة إلى منظمات إرهابية مثل حزب الله”، مؤكدا “نحن ننسق عن كثب مع (إسرائيل) ونعرف أنها قريبة جدا من سوريا وقريبة جدا من لبنان”.

التعليق:

1- لقد بات واضحا وقوف دولة يهود بجانب بشار الطاغية، عميل أمريكا، ضد الثورة الإسلامية في سوريا، فهذه الضربات لم تكن الأولى منذ اندلاع الثورة في سوريا ولا أظن أنّها ستكون الأخيرة، فمعلوم بأنّ دولة يهود هي القاعدة العسكرية الأكبر لأمريكا في المنطقة، وهي تستخدمها كلما احتاجت إليها، وهي بأمس الحاجة الآن لهذه القاعدة التي اعتاد العالم على خروجها عن القانون الدولي وتمردها عليه، فاستخدام أمريكا (لإسرائيل) هو استغلال لتمرد (إسرائيل) على القانون الدولي، بالإضافة إلى وجود ما يبرر بنظرهم هذه الأعمال الإجرامية من قبل دولة يهود على اعتبار أنها الدولة الأقرب وأنّ هناك شماعة حزب الله، حتى تظل أمريكا بذلك تخفي دعمها الشديد لنظام الطاغية بشار، فتلعب على الحبلين، الأول دعم النظام والآخر التسويق للائتلاف كطرف معاد للنظام، وهي بهذا تصبح كالنعامة التي تغرس رأسها في الرمال ظانة بأن لا أحد يراها!

2- إنّ ممانعة ومقاومة حزب الله (لإسرائيل) كممانعة ومقاومة أسياده في طهران ودمشق، فهي جعجعة بلا طحن، فدائما (إسرائيل) هي التي تعتدي عليهم وتحتل أرضهم، وهم دائما يقتصر دورهم على الرد بالزمان والمكان الذي يرونه مناسبا وليس واجبا! لذلك فإنّ ادعاء يهود بأنهم يتخوفون من وقوع أسلحة متطورة بيد حزب الله هو لذر الرماد في العيون، فكلاهما يقاتل على جبهة شيطانية واحدة، وكلاهما يدافع عن بشار الطاغية، فعن أي مقاومة يتحدث حزب إيران، وأي سلاح ذلك الذي تتخوف (إسرائيل) أن يقع بين يديه؟!

3- إنّ هذه المراكز والمخازن الاستراتيجية هي التي اعتدنا أن نراها غنيمة بيد الثوار المخلصين في سوريا، وهذا السلاح هو الذي يستخدمه الثوار المخلصون في قتالهم ضد نظام البعث السوري، لذلك فإنّ (إسرائيل) تتخوف دائما من وصول الثوار إلى مخازن السلاح خصوصا إن كانت متطورة، فوصول الثوار لهذه الأسلحة يعني قرب القضاء على النظام البعثي الذي حفظ لها أمنها وحدودها على مدار أكثر من أربعين عاما، لذلك فإنّ تخوف دولة يهود ليس من حزب إيران الحامي لحدودها مع لبنان أو من النظام الذي يحفظ حدودها في الجولان، بل هو من الثوار الذين سيمكنهم الله سبحانه وتعالى فيغنمون معهد “التخنيون” المتطور بدلا من مركز جمرايا البدائي، كما سيغنمون مفاعل “ديمونا” بدلا من مفاعل دير الزور، فانتظروا يا إخوان القردة والخنازير الرجال الذين ينظرون إلى أبعد مما تظنون، فهم ليسوا كالرويبضات من حكام العرب وأذنابهم مما لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم، وما النصر إلا صبر ساعة.

 

 

 

أبو عمرو