Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق بنغلاديش بحاجة إلى سياسيين يرعون مصالح الناس قبل مصالحهم

الخبر:

ذكرت محطة البي بي سي، في 6 من مايو/أيار 2013م، أنّ 27 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في اشتباكات بين الشرطة البنغالية، ومتظاهرين يطالبون بقوانين إسلامية لحماية القيم الإسلامية في بنغلاديش، وحدّة الاشتباكات والتوترات بين الحكومة والجماعات الإسلامية تزداد في أعقاب كارثة انهيار المبنى في دكا، الذي أسفر عن مقتل ما يصل إلى 600 عامل.

 

التعليق:

تتعرض حكومة الشيخة حسينة لضغوطات متزايدة بسبب فشلها في تحسين ظروف عمل العمال في البلاد، ففي 24 من نوفمبر/تشرين الثاني 2012م، خلّف اندلاع حريقٍ في مصنع للملابس الجاهزة في دكا 117 قتيلاً و200 جريح على الأقل؛ وقد احتج آنذاك الآلاف من عمال صناعة الملابس في موقع الحريق، وطالبوا بتحسين ظروف عملهم، ولكن الحكومة لم تفعل شيئاً يُذكر لطمأنة العمال، ولم تفعل شيئاً للتخفيف من الخسائر في الأعمال التجارية الدولية. وبعد خمسة أشهر تعرضت دكا لمأساة أخرى مرتبطة بصناعة الغزل والنسيج، فهل تغير شيء؟! لا، بل كما كان متوقعاً، كان رد الحكومة غير كافٍ بل ومهيناً أيضاً، حيث قال وزير المالية في بنغلاديش (أبو المعال عبد المحيط): “بالنسبة للأحداث الجسام الحالية فإنني لا أظن أنّه أمر خطير حقاً… إنها مجرد حوادث”. أليس فقدان 600 شخص مسألة خطيرة؟ فكم من الأرواح يجب أن تُزهق حتى تأخذ الحكومة المسألة على محمل الجد؟!

إنّ الحالة المخيفة لظروف العمال ليست القضية الوحيدة التي تلهب مشاعر الناس، فخلال العام الماضي أو نحو ذلك، شاركت الحكومة في جهود للحد من دور الإسلام السياسي في المجتمع البنغالي، من خلال الاعتقالات التعسفية والتعذيب للنشطاء الإسلاميين والاختطاف والقتل السري، إضافة إلى الأعمال والممارسات الحكومية الوقحة في علمنة المجتمع البنغالي، فهذه ليست سوى بعض الأعمال التي ألهبت المشاعر الإسلامية، ودفعت الناس إلى الخروج في مسيرات إلى الشوارع والاحتجاج ضد تآكل القيم الإسلامية، كما أدّى دعم الليبراليين الأخير غير المحدود للحكومة من أجل الهجوم على الإسلام إلى تفاقم الوضع في المجتمع.

على الرغم من أنّ الأمور قد لا تبدو أنّ لها علاقة ببعضها البعض، إلا أنّ هذه الأحداث تشترك في نقطة واحدة، وهي فشل الحكومة فشلاً ذريعاً في حماية أرواح الناس وممتلكاتهم وشرفهم وإسلامهم، وهذا الفشل الذريع لا يقتصر على حكومة حسينة فقط، بل ينطبق على المعارضة أيضاً، سواءً الأحزاب العلمانية أم الدينية.

إنّ هذا السلوك الفظ لا يرجع إلى سوء الإدارة أو عدم الكفاءة أو الفساد فقط -كما يزعم بعض الناس- بل يرجع أيضاً إلى أنّ الحكومة والمعارضة لا يهتمون إلا بأنفسهم، وينظرون إلى الحكم والسياسة كوسيلة لتحقيق مصالحهم الخاصة، ويعتبرون أنّ خدمة الشعب عبءٌ كبيرٌ عليهم، ولا يعنيهم النظر إلى الناس إلا خلال فترة الانتخابات، أمّا بعد الانتخابات فإنّ الحكومة والمعارضة لا تلقي بالاً لهم وتستأنف المشاحنات بينهم.

إنّ الخلاص الوحيد لأهل بنغلاديش لا يكون بالتطلع إلى الانتخابات العامة الّتي ستجري في العام 2014؛ والتأمل بأنّها ستحسّن من حالهم، بل خلاصها يكون بالعمل جنباً إلى جنب مع الحركة الإسلامية المخلصة بينهم لاستئناف الحياة الإسلامية من خلال إقامة دولة الخلافة؛ وعندها فقط تُحفظ للناس دماؤهم وأموالهم وأعراضهم ودينهم، حيث يصونها الخليفة الذي سيعمل دون كلل أو ملل في رعايتهم كما أمرنا الله سبحانه وتعالى. ((إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ)).

 

 

 

أبو هاشم