Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق غداً لن يقتصر على بيانات الإستنكار


الخبر:

أصدرت أمس الخميس التاسع من أفريل لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس بيانا استنكرت فيه وصف الطاهر بن حسين عضو المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس ومؤسس قناة الحوار التونسي، وصفه لخمار المرأة المسلمة بـ “شكيمة الحمار” وجاء في البيان الذي حمل عنوان “حتى لا يصبح المسلمون في تونس مثل الروهينجا في ميانمار” أنّ “هذا العداء قديم جديد للمقدسات الإسلامية ولمظاهر التديّن في تونس ويكشف بوضوح مدى الحقد والعداء الذي فاضت به ألسنة نفر من يسار تونس وعلمانيّيها”.

 

التعليق:

رغم ما يُنظّر له أصحاب اليسار ويطبلون له ويزمرون من اعتبار للحرية الشخصية خطًّا أحمر؛ لا تتسع صدور دعاة هذا التيار لقبول من يخالفونه أيديولوجيا ومنهجيا وسلوكيا في أغلب الأوقات فيبان عوار دعواهم الزائفة وتنطلق ألسنتهم خائنتهم فتنطق أفواههم وما تخفي صدورهم أعظم وأكبر.

إن تهافت ما يدعو إليه أصحاب هذا التيار أصبح واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار ويكفي دلالة على تهافتهم لفظ الأمة لهم لفظ النواة فهم لا يتحدثون لا بلسان الأمة ولا يمثلون حالها.

ولكن الإشكال أن تطاولهم واعتداءاتهم على الأعراض والمقدسات لا يوجد في مقابله إلا بيانٌ يتيمٌ هنا أو هناك أو استنكارٌ أو استنكارٌ بشدة في أحسن الحالات. ذلك أن الناس اليوم يعانون يتما قاسيا أليما فلا راعيَ حقيقيًّا للشؤون ولا ساهر على تسيير الأمور.

إن الدولة في الأصل راعية شؤون وهي الكيان التنفيذي لمجموعة القيم والمفاهيم والقناعات الموجودة عند الناس فهي التي تفرض جوا عاما يتماشى مع مكنون الناس ومخزونهم الفكري ولذلك تجدها تحمي الأعراض وتصون المقدسات وتمنع الاعتداءات فيعيش الناس في ظلها علاقة انسجام رائعة بين الحاكم والمحكوم والمحكوم به ولكن ما نعيشه اليوم في ظل أشباه الدول من انفصام بل وتصادم بين الناس أفكارهم ومفاهيمهم وميولهم وبين الفئة الحاكمة والقوانين والدستور يجعل من الاعتداءات على مفاهيم الناس ومعتقداتهم مسائل متكررة إذ لا موانع ولا زواجر.

إن الخمار الموصوف على لسان الطاهر بن حسين بـ “شكيمة الحمار” معلوم من الإسلام بالضرورة لا يجادل فيه إلا أصحاب القلوب المريضة أو أصحاب الرؤى السقيمة ولهذا تقبل عليه نساء تونس أفواجا امتثالا لأمر الله؛ وعموم الناس في تونس يدركون هذا؛ لذلك فمقولة المدعو لا تمثل إلا شخصه أو أتباعه؛ وهي اعتداء على شريحة كبيرة من الناس ولا يمكن فعلا منع مثل هكذا اعتداءٍ إلا أن تكون الدولة حامية وراعية للمفاهيم والمقاييس الإسلامية.

إن الأجواء الإيمانية والفكرية السائدة في ظل دولة الإسلام توافق مكنون الأمة فيصير من ينعق بمثل دعاوى اليسار اليوم يجد نفسه يغرد خارج السرب فلا يلبث أن يصمت باختياره أو أن تخرسه الدولة إذا اعتدى على مقدس أو تطاول على ثوابت فتصبح الاعتداءات مسألة هجينة على العرف العام ولا يشعر الناس بما يشعرون به اليوم من اعتداء وظلم وتشهير.

إن وقف الاستهزاء بالخمار لن يكون إلا في ظل دولة الإسلام لأن المتجرئين سيحسبون ألف حساب للوضعية التعيسة التي سيعيشونها بصدامهم للأمة أولا وصدامهم لدولة ترعى الشؤون وتمنع الاعتداءات ثانيا وغدا لناظره قريب فلن يقتصر الأمر على بيانات التنديد والاستنكار.

 

 

 

أم أنس – تونس