Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الإنتخابات ونتائجها تثبت أنّ التغيير الحقيقي لا يمكن أنّ يحدث من خلال النظام الديمقراطي


الخبر:

غطّت وسائل الإعلام المحلية والعالمية الانتخابات الباكستانية على نطاق واسع، في 11 مايو/أيار 2013م، ولكن لم تصدر حتى الآن أيّة بيانات رسمية فيما يتعلق بالنسبة المئوية للأصوات العامة، ويُعتقد أنّها تتراوح بين 55% و 60% ممن سجلوا في الانتخابات.

وكانت قد تسابقت الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام المختلفة في تشجيع الناس على التصويت، في حملة استمرت شهراً تقريباً، حيث تمت إخافة الناس من أنّ الحكام الفاسدين السابقين سيعودون إلى الحكم مرة أخرى إن لم يصوّتوا في الانتخابات.

لقد أكدت لجنة الانتخابات في العديد من المؤتمرات الصحفية أنّه لا يمكن لأحد أن يسرق إرادتهم، لأنّ اللجنة ستستخدم طريقة شفافة في إجراء الانتخابات هذه المرة، ولا توجد أيّة إمكانية تزوير فيها. ومع ذلك، فإنّه بعد إعلان النتائج، أثار كل من فاز بمقاعد في الجمعية الوطنية أو مجلس المقاطعة قضايا تتعلق بتزوير الانتخابات في الأماكن التي خسروا فيها مقعداً أو أكثر، كما ظهرت تقارير تفيد بأنّ أكثر من 100٪ من الناخبين صوتوا في كثير من المراكز! وبشكل عملي فإنّه لا يوجد حزب واحد لم يَتّهم بتزوير الانتخابات في البلاد.

لقد قامت مختلف الأحزاب بتنظيم مسيرات واعتصامات للاحتجاج على التزوير، وتم الإبلاغ عن شكاوى تزوير خطيرة في جميع أنحاء البلاد، من كراتشي إلى لاهور وما بينهما، كما طولب بإعادة الانتخابات في العديد من المراكز.


التعليق:

لقد أثبتت الانتخابات الهزلية في باكستان مرة أخرى أنّ التغيير الحقيقي ليس ممكناً من خلال هذا النظام الديمقراطي الفاسد، فبادئ ذي بدء، لا يسمح هذا النظام لأيّ حزب سياسي حقيقي ومستقل يقوم على أساس الإسلام مثل حزب التحرير برعاية شئون الناس، كما لا يسمح للناس باختيار ممثليهم بحرية من بين تلك الأحزاب السياسية، حتى تلك الأحزاب التي يُسمح لها بالمشاركة في الانتخابات في هذا النظام الفاسد. وإذا لم يكن للناس حرية في التصويت في أكبر مدينتين في باكستان (كراتشي ولاهور)، فإنّ للمرء أن يتصور كيف هو الحال في المدن الصغيرة والبلدات والقرى يوم الانتخابات!

إذا كانت الانتخابات الحرة والنزيهة ممكنة، ويمكن أن تُحدث التغيير الحقيقي في هذا النظام الديمقراطي الفاسد، فإنّ مثال الهند يبدد هذا الاحتمال، فمع أنّ الهند عاشر أكبر اقتصاد في العالم، والناتج المحلي الإجمالي فيها أكثر من 1900 مليار دولار سنوياً، فإنّ أكثر من 70% من الناس يعيشون على أقل من دولارين في اليوم! وتقريباً نفس النسبة المئوية من الناس لا يوجد عندهم مراحيض في منازلهم! إنّ تركّز الثروة في أيدي نخبة صغيرة من الناس، يؤكد أنّ الديمقراطية ليست للأغلبية، أو حتى الأقلية، بل هي لشريحة رقيقة جداً من الناس، من الذين يتناوبون على الحكم، ويسنّون القوانين التي تخدم مصالحهم الذاتية فقط. إنّ الظلم في تركّز الثروة لا يوجد في البلدان النامية فقط، بل وفي الديمقراطيات المتقدمة أيضاً، وعدم قدرة الناس فيها على تحقيق تغيير حقيقي من خلال انتخابات حرة ونزيهة، هو السبب الذي جعلنا نرى الناس في أمريكا يحتجون ضد النظام، ويحملون لافتات مكتوب عليها “نحن 99%”. وهذا يعني أنّه حتى بعد إجراء العشرات من الانتخابات الحرة والنزيهة في الديمقراطيات المتقدمة، لا يمكن إحداث تغيير حقيقي للناس.

إن التغيير الحقيقي لا يمكن إلا من خلال القيام بالكفاح السياسي والصراع الفكري ضد هذا النظام الديمقراطي الكافر، ولا يمكن إلا من خلال السير على طريقة النبي (محمد صلى الله عليه وسلم) من أجل إقامة دولة الخلافة.

إنّ الانتخابات الهزلية الحالية في باكستان أكّدت مرة أخرى على ضرورة إلغاء الديمقراطية وعلى ضرورة إعادة الخلافة.

 

شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في باكستان