Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حزب إيران يزوّر التاريخ


الخبر:

ذكرت جريدة «الشرق الأوسط» في موقعها على الإنترنت :

وعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مناصريه بتحقيق نصر على المعارضة السورية، مؤكدا أن القتال في سوريا إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد «يهدف إلى حماية لبنان وسوريا وفلسطين»، معتبرا «أننا أمام مرحلة جديدة بالكامل بدأت في الأسابيع الأخيرة بالتحديد، اسمها تحصين المقاومة وحماية ظهرها، وتحصين لبنان وحمايته».

وبرر نصر الله مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب النظام السوري، معتبرا أن سوريا هي ظهر المقاومة وسندها، والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أو يكشف ظهرها.. والغبي هو من يتفرج على المؤامرة تزحف إليه ولا يتحرك. وشدد على أن حزب الله لا يمكن أن يكون في جبهة فيها أميركا وإسرائيل…

 

التعليق:

منذ أن مكنت أميركا حافظ أسد من الحكم في سوريا قبل أكثر من أربعة عقود وكيان يهود ينعم بأمن وأمان من ناحيته الشمالية لم يحلم بها قادته حتى في منامهم، حيث لم تطلق ولو رصاصة واحدة على ذلك الكيان المسخ من جهة سوريا، بل إن هضبة الجولان ترزح تحت الاحتلال اليهودي منذ عشرات السنين ولم يحرك النظام السوري ساكنا لتحريرها، وبقي الأمر على حاله منذ أن تولى ابنه بشار الحكم في سوريا، بل إن طائرات كيان يهود طالما حلقت في الأجواء السورية وما زالت فقصفت وخربت ودمرت، واعتلت قصر الرئاسة محلقة فوق رأس بشار، وفي كل مرة لم يتحرك بشار للدفاع عن بلده والذود عن شعبه، محتفظا كالعادة بحق الرد المناسب في الوقت المناسب، ويأتي أمين عام حزب إيران في لبنان حسن نصر الله ليقول أن قتاله بجانب النظام السوري هو دعمٌ للمقاومة!، فعن أية مقاومة تتحدث يا حسن نصر الله، أم أنه النفاق الذي استمرأته منذ أن وصفت انسحاب كيان يهود من جنوب لبنان عام 2000 أنه نصر وعز لحافظ أسد، الذي وطن يهود في فلسطين ودعم أركان دولتهم في فلسطين المغتصبة حاله كحال باقي حكام المسلمين!.

 

ثم يعتبر حسن نصر الله أن سقوط نظام بشار يشكل خطرا على لبنان وسوريا وفلسطين، إن الشعب يا حسن نصر الله في سوريا أعلن أنه يسعى لإسقاط نظام البعث وإقامة الخلافة الإسلامية التي وعدهم بها الله سبحانه وتعالى وبشرهم بها رسوله صلى الله عليه وسلم، فهل الخلافة خطر على سوريا ولبنان وفلسطين، أم هي التي ستحرر فلسطين وتعيدها إلى المسلمين، وستعيد سوريا ولبنان لتستظلا بظل الخلافة الإسلامية من جديد؟

 

أما أننا في مرحلة جديدة فهذا صحيح لكنها لم تبدأ منذ أسابيع، وإنما بدأت منذ أكثر من سنتين منذ أن أعلن أهل الشام أن ثورتهم لله، وأن قائدهم للأبد سيدنا محمد، وأنهم يسعون لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، أم أنك أعميت بصرك وقلبك عن هذه الحقيقة وصدق الله إذ يقول {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

 

وأما قولك يا حسن نصر الله “والغبي هو من يتفرج على المؤامرة تزحف إليه ولا يتحرك” وقولك “أن حزب الله لا يمكن أن يكون في جبهة فيها أميركا وإسرائيل” فهو حق أردت به باطلا، فالمؤامرة لا تزحف للمسلمين من قبل الثورة والثوار في سوريا؛ لأن الثورة أعلنت عن هويتها يوم قالت “هي لله، هي لله”، ويوم حددت غايتها بأنها خلافة راشدة على منهاج النبوة، أما أميركا فتريد سوريا علمانية بعثية كافرة، تريدها تابعة خاضعة لها كما كانت طوال حكم حافظ أسد وابنه من بعده، أما “إسرائيل” فقد صرح قادتها مرارا وتكراراً أن بشار رجلهم في سوريا، وبشار نفسه صرح أن سقوطه هو خطر على كيان يهود. فمن الغبي إذاً؟ ومن الذي يتفرج على المؤامرة وهي تزحف إليه؟ أم أنك جزء من المؤامرة نفسها التي تحاك ضد أهل الشام، وبالتالي ضد لبنان وفلسطين، بل وضد الإسلام والمسلمين؟

 

وكلمة أخيرة، مع أن الخطب جلل والكلام الذي يجب أن يقال كثير، وهي لأتباع حسن نصر الله:

لقد قال عنكم حزب التحرير يوم كنتم تصوبون فوهات بنادقكم صوب صدور يهود “أما شباب حزب الله فهم يقاتلون بإخلاص لإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة”، فما بالكم صوبتم بنادقكم نحو صدور إخوانكم؟ ما بالكم تركتم قتال يهود وانصرفتم لقتال المسلمين؟ بل ما بالكم وقفتم في خندق المؤامرة على الإسلام والمسلمين جنبا إلى جنب مع أميركا وكيان يهود؟ فحذار من الشعارات الكاذبة التي يضللكم بها حسن نصر الله، فإنه لن ينفعكم غدا عندما تقفون بين يدي الله للحساب {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، واعلموا أن انتصاركم على ثوار الشام، هو انتصار لأميركا وكيان يهود ونظام البعث الكافر، وهزيمة تلحق بالمسلمين على أيديكم، وإن قتلتم فأنتم في نار جهنم خالدين فيها؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.

 

فاختاروا لأنفسكم، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أبو دجانة