Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تهافت خطاب أمين عام حزب إيران في لبنان

الخبر:

في كلمة له أمام حشد من أنصاره في بلدة مشغرة في البقاع (شرقي لبنان) يوم السبت 25 أيار، امتلأ خطاب الأمين العام لحزب إيران في لبنان، حسن نصر الله بالكثير من الكذب الدجل وتزوير الحقائق. فقد تمركز خطابه حول قضايا ثلاث جعلها محور كلامه الموجه بالدرجة الأولى لجمهور “المقاومة” للحفاظ على زخمها، وليكون مبررا “أخلاقيا” يقدمه، ليقنع جنده بجدوى المشاركة في المعركة الطاحنة هناك. وأبرز المحاور في خطابه هي:

1. أن عدوه الأول في معركة القصير هم الجماعات التكفيرية، حيث قال: “إذا تمكنت الجماعات التكفيرية من السيطرة على المناطق الحدودية مع لبنان فإنها ستشكل خطراً على كل اللبنانيين.. السنّة أولاً”.

2. إبراز أهمية هذه المعركة، إذ هي للمحافظة على المقاومة من السقوط، من خلال الحفاظ على الرئة الحيوية للحزب، وهو النظام الأسدي، بقوله: “سورية هي ظهر المقاومة والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي ويكسر ظهرها”.

3. تأليف قلوب جماهير حزبه ومقاتليه وعائلات المقاتلين، من خلال وعدهم بالنصر المحتم، وتناسي الهزائم المتلاحقة، وأعداد قتلاه المتكاثرة، بقوله: “وهذه المعركة نحن أهلها وصناع انتصارها، كما كنت أعدكم بالنصر.

دائما أعدكم بالنصر مجددا”.

 

التعليق:

يبدو بعد أن كانت بندقية “المقاومة” موجهة بالأمس البعيد على العدو الصهيوني، أضحت منذ مدة غير بعيدة، ليس لها وجهة أخرى سوى صدور المسلمين، تارة في بيروت، وأخرى في القصير ومدن سورية أخرى. وبعد صدق الخطاب الذي كان يتلوه أمام جموع الأمة الإسلامية يوم حمل لواءها في جهاده أمام (إسرائيل)، آثر استبدال الكذب بالصدق، والخرافات والتزوير والدجل الساقط بالحقائق الناصعات، حيث تهافت خطابه من خلال جميع محاوره الثلاثة:

 

1. إن وصفه لمن يقاتل في سورية أنهم “تكفيريون” كذب وخداع ما بعده كذب، فالثورة هناك هي ثورة الأمة وثورة أهل القرى والمدن. وإن كان في صفوف الثوار من هم على هذه الحال، فهم قطعاً أقل عدداً من أن يُحصوا، أو أن ندخلهم في الحسابات العسكرية، إلا إذا قصد حسن “ناصر الأسد” بقوله هذا كل المقاتلين المؤمنين، ممن يظهر عليهم سمات التدين، ويرفعون راية العقاب، فساعتئذٍ يكون حزب إيران في لبنان قد استعدى الأمة بعمومها وجموعها، ليسلخ جماعته من قلب الأمة وحضنها، ويجعل من حزبه حزباً دخيلاً على الأمة، لصالح مشروع إيراني خارجي، يكون لأمريكا حصة وافرة منه، وأهم من ذلك أنها أضحت تستخدمه لضرب المسلمين بعضهم ببعض.

 

2. إن النظام الأسدي ما كان يوماً مقاوماً ولا ممانعاً، بل مجرماً سفاحاً قاتلاً. فليس أدل على ذلك خذلان ما دونه خذلان في وهبه الجولان لكيان يهود، دون أن يطلق له رصاصة، أو أن يحرك له ساكناً، أو حتى ليسمح لأحد في تحريكه. وحقيقة ذله بلغت دركاً ساحقاً بأن ممانعته منعته في رد عدوان الصهاينة السافر على قراه وأرضه وثكناته وجنده لعدد من المرات، وفي كل مرة كانت الحجة أحقر من الحقارة وأذل من الإذلال، وما زال أصدقاء نظام المقاومة والممانعة يحلمون في مجيء المكان المناسب والزمان المناسب… ولكن هيهات لنظام المخانعة والمساومة أن يأتيه هذا اليوم. وإن كان حزب إيران في لبنان “لا يستطيع أن يقف مكتوف الأيدي” وهو يرى نظام الأسد “يكسر ظهره”، فلم وقف كذلك يوم قصفته (إسرائيل) عشرات المرات؟! ولمَ لمْ نرَ له جولة يدافع عن حليفه أو أن يحمي ظهر حزبه؟! أو أضحى الصهاينة جيراناً نعفو عنهم جرائمهم وشرور أعمالهم، بينما ننتقم من الأمة يوم قررت أن تقول للطاغية لا للذل بعد اليوم؟! فأي دجل هذا، وأية مفارقة تلك؟!

 

3. جاء وعده لجماهيره بالنصر من الصفاقة بمكان! فعلام يريد هذا الحزب الانتصار؟! على أطفال حمص والقصير؟! أم على المؤمنين المستضعفين الذين أجبرهم نظام المجازر في دمشق على حمل السلاح دفاعاً عن أرواحهم وحقناً لدماء أزهقت لستة أشهر متواصلة؟! لقد ساوى بقوله “كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا” بين المجاهدين الأبطال بأعداء الله بني يهود القتلة! أضحى يرى في أبناء الأمة عدواً حقيقياً كرؤيته لبني صهيون، فأية نظرة هذه وأية مقاومة تلك؟!

 

بئس الخطاب يا “سيد” حزب إيران في لبنان، مانع الأمة دون عزتها، ومقاومة الأمة دون تحررها من قبضة أصدقائك الحكام الطغاة، بئست المعركة معركتك، وبئست الأخلاق أخلاقها. إن استعديت الأمة وأردت كسرها وقهرها والانتصار عليها، فرب العالمين حافظها ومسلِّمها من كل شر، وهي من تعدك بالنصر على ألوف جندك، لأنك في صف الطغاة، وهي في صف الله المستقيم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليل عبد الله / عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير