Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق منظمة التعاون الإسلامي تحارب الإسلام


الخبر:

الجزيرة نت – تعقد منظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة ورشة عمل في مقرها بجدة غربي السعودية بعد غد الثلاثاء لبحث قرار مجلس الأمن الداعي إلى مكافحة التحريض على الإرهاب وتعزيز الحوار الثقافي بين المجتمعات.

وقالت المنظمة في بيان لها اليوم الأحد إن “الورشة ستستمر ثلاثة أيام ويشارك فيها عدد من المسؤولين من منظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى مسؤولين بالأمم المتحدة، حيث من المرتقب أن يعرض هؤلاء عددا من الأوراق المتعلقة بقضية مكافحة الإرهاب بأبعادها المختلفة وخاصة الثقافية منها”.

وتبحث ورشة العمل قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى مكافحة التحريض على الإرهاب، وتعزيز الحوار الثقافي، فضلا عن دعوة الدول إلى مواصلة جهودها الدولية من أجل تعزيز ثقافة الحوار وتوسيع فهم الآخر بين المجتمعات المتمدنة…

يذكر أن هذه الورشة المشتركة تأتي في سياق ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سابقا بأن العلاقة بين المنظمتين باتت شراكة إستراتيجية.

 

التعليق:

كأنَّ أعضاءَ منظمة التعاون الإسلامي لا يدركون أن هيئة الأمم المتحدة هي أكبرُ عدوٍ للإسلامِ والمسلمين، أعضاءُ منظمة التعاون الإسلامي هم حكام بلاد المسلمين، وحكامُ بلاد المسلمين لم تحتفظ ذاكرتُهم بمؤتمر اسمه مؤتمر وستفاليا سنة 1648م، الذي وضعت فيه الدول النصرانية الأوروبية القواعد الثابتة لتنظيم العلاقات بين الدول الأوروبية النصرانية، ونظمت أسرة الدول النصرانية نفسها في مقابلة الدولة الإسلامية، صحيحٌ أنه لم يكن قانوناً دولياً عاماً، ولكنه أصبح النواة الأولى لهيئة الأمم المتحدة التي نراها اليوم، والتي أساس نشأة قوانينها هو حرب الدولة الإسلامية، كأنّ حكام بلاد المسلمين لا يعرفونَ هذا الأمرَ، ولا يعرفونَ عداءَ هيئة الأممِ المتحدةِ للإسلامِ!!

ولكن للأسف الشديدِ أنهم يعرفون، ولكن ما لا يعرفه كثير من الناس أن هؤلاء الحكام هم أيضاً أعداءٌ للإسلامِ والمسلمين، وأعداءٌ لحملة الدعوة المخلصين الذين يريدون إعادة أحكامِ الله لتطبق في الأرض بعدما غاضت بسقوط دولة الخلافة في الربع الأول من القرن العشرين، هؤلاء الحكامُ، وهذه المنظمة التي تجمعهم، يتآمرونَ على الأمةِ الإسلاميةِ، يتعاونون مع أعداءِ الإسلام والمسلمين في حرب الإسلام والمسلمين.

دائرة من الدوائر التابعة للأمم المتحدة وهي المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة مقرّها جدة، في أرض الجزيرة العربية، منبع الإسلام، تقيم ورشة عمل في مقرها بجدة، لماذا؟ لبحث قرار مجلس الأمن الداعي إلى مكافحة التحريض على الإرهاب وتعزيز الحوار الثقافي بين المجتمعات، وقد صار معروفاً لدى كل من يتابع ما المقصود بالتحريض على الإرهاب، الدعوة إلى نصرة مظلوم يعدّونها تحريضاً على الإرهاب، والدعوة لنصرة مسلم مضطهد في أي مكان في الأرض يعدّونه تحريضاً على الإرهاب، الدعوة للحكم بالإسلام يعدّونه تحريضاً على الإرهاب، فهل عرف أعضاء منظمة التعاون الإسلامي لماذا يعقدون ورشةَ العمل هذه؟

ولينظر القارئ المتابع إلى دعوى تعزيز الحوار الثقافي بين المجتمعات الواردة في قرارِ الأمم المتحدة، والذي هرعت منظمة التعاون الإسلامي لتعقد له ورشة عمل! فهل هو حوار حرٌّ نزيهٌ منصفٌ؟ أم هو ينطلقُ من نظرةِ الغربِ إلى الإسلام والمسلمين، نظرةِ العداء المستحكمِ للإسلام وأمةِ الإسلام، وهل يقبل الغربُ بحوارٍ ثقافيٍّ حرٍّ نزيهٍ يُرادُ منه الوصولُ إلى الحق؟؟ أم أن من يقوم بهذا الحوار شرذمة ممن ينتسبون لـ (علماء المسلمين) الذين لا يأتمرون بأمر الله سبحانه وتعالى، وإنما يأتمرون بأمر الحاكم الذي يسخرهم لعداء الإسلام؟ علموا بذلك أم لم يعلموا، فإنهم بذهابهم إلى مثل هذه الورشات أو غيرها من المؤتمرات يتعاونون مع الغرب في عداء الإسلام، يحرفون الإسلامَ وأحكامَ الإسلام لتوافق الواقع الرأسماليّ المخالفَ للإسلام، وتقرَّ هذا الواقعَ المغضِبَ لله سبحانه وتعالى.

والذي يجعلُ المرءَ يقضي عجباً ما ورد في آخر الخبر من أن هذه الورشةَ تأتي في سياق ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سابقاً بأن العلاقة بين المنظمتين باتت شراكة استراتيجية.

إن هذه الشراكة الاستراتيجية هي تحالفٌ مع الكافر المستعمر ضد الإسلام والمسلمين، ولا نقول عنهم أدركوا ذلك أم لم يدركوا، بل إنهم يدركون ذلك، أعني حكام بلاد المسلمين، والعلماءَ الذين يسخرونهم في هذه الشراكة الاستراتيجية، والمسؤولين في منظمة التعاون الإسلامي الذين سيقدمون أوراق عمل تتعلق بقضية مكافحة الإرهاب بأبعادها المختلفة (على حد زعمهم) وخاصة الثقافية منها.

من هذا المنبر، نوجّه رسالة لأولئك المسؤولين في منظمة التعاون الإسلامي أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في عملهم هذا، وألا ينساقوا وراء الدعوات الدولية المضللة للحوار الثقافي، وليعلموا أن الحوار الثقافي بين الإسلام والكفر يقوم على قوله تعالى: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)) [آل عمران/ 64].

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة