Take a fresh look at your lifestyle.

الجولة الإخبارية 1-6-2013

 

تدخل أمريكا ومثيلاتها الاستعمارية وأتباعهم في مؤتمر المعارضة السورية باسطنبول:

في 31-5-2013 نقل مراسل صحيفة الشرق الأوسط أخبار مؤتمر ما يسمى بالمعارضة السورية في اسطنبول المنعقد منذ أسبوع. فقد وصل السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد وديبلوماسي فرنسي مكلف بالملف السوري ومسؤولون في الاستخبارات السعودية وديبلوماسي قطري إلى قاعة مؤتمر المعارضة كما وصل وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو. وذكرت الصحيفة أن مصدرا في الخارجية التركية قال إن “أصدقاء سوريا لا يحاولون فرض حل على المعارضين السوريين لكننا نريدهم أن يتوحدوا أمام شعبهم قبل أن يتوحدوا أمامنا”. فإن هذا المصدر التركي يدعي أن الذين يسمون بأصدقاء سوريا لا يحاولون فرض حل على المعارضين ولكنهم يضغطون عليهم ليتوحدوا! فهناك لعب بالكلمات ولكن واقع الحال يثبت عملية التدخل؛ وإلا فلماذا يدخل كل أولئك قاعة المؤتمر وما دورهم؟! فتدخل الدول الغربية المتنافسة وعملاؤهم في تركيا والسعودية وقطر في مؤتمر ما يسمى بالمعارضة واضح كل الوضوح أن الغرب وعملاءه هم الذين يوجهون الائتلاف وما يسمى بالمعارضة التي ليست لها علاقة بالثوار المخلصين. وكل دولة تعمل على إضافة عملاء لها في هذا الائتلاف ففرضوا عليهم زيادة 28 شخصا من العملاء ومن ثم وصلت الزيادة آخر النهار إلى 43 شخصا. ونقلت الصحيفة عن المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي المقداد قوله للصحيفة: “من غير المقبول أن يبقى هناك ثوار في الداخل يستشهدون ويدفعون الدم بينما هناك أشخاص يستثمرون هذا الدم وكل معركتهم الحصول على المناصب وتحقيق المكاسب الشخصية”.

 

ويظهر أن هذا المنسق وهو واحد من هذه المعارضة كان هدفه زيادة أشخاص من جماعته إلى قائمة المعارضة العميلة للغرب وقد وصف حال أقرانه في المعارضة سواء أكانوا أعضاء في الائتلاف أم في غيره بأنهم لا يهمهم ما يجري للشعب في سوريا من قتل وتدمير وغير مستعدين للتضحية بأنفسهم ولا بشيء في سبيل نصرة الشعب المسلم المكلوم، وإنما يلهثون وراء المناصب ومصالحهم الشخصية وكأنهم يستخفون بالثوار ويعتبرونهم سذجا يستغلونهم للرقص على دمائهم وعلى أشلائهم ويسخرون منهم لكونهم مؤمنين يموتون في سبيل ربهم لدخول الجنة، وينتظرون قطف الثمار بموتهم والقضاء عليهم ليتبوؤا المناصب التي يتسابقون عليها مقدمين الخدمات لأمريكا ولغيرها من الدول الغربية ومثبتين أنفسهم أنهم ضد ما يسمى بالتطرف والتشدد أي ضد المشروع الإسلامي وضد إقامة حكم الإسلام والخلافة الإسلامية، ومنتظرين أن تحقق لهم أمريكا ذلك بإزاحتها لعميلها بشار أسد والإتيان بهم. ولكنهم لا يدركون أن الثوار المؤمنين المخلصين واعون عليهم، ومنذ سنتين ونيف لم يمكنوهم من شيء، وبقيت معارضتهم المسيرة من الدول الاستعمارية وعملائها بكافة أشكالها من مجلس وطني إلى ائتلاف وطني إلى غير ذلك من التسميات فاشلة.

ومن جهة أخرى أكدت مظاهرات يوم الجمعة 31-5-2013 رفضها لهذه المعارضة ولمجلسها مجلس الائتلاف الوطني عندما أسمت جمعتها “مبادئ الثورة خطوط حمراء”. فذكر الثائرون والمنتفضون بأن ذلك رسالة موجهة لمجلس الائتلاف الذي يعلن تفريطه بمبادئ الثورة والانصياع لأمريكا وللدول الغربية وقبولهم بالنظام العلماني الإجرامي والحوار معه وبنظم الكفر من ديمقراطية ومدنية علمانية ونظام جمهورية. مع العلم أن مبادئ الثورة تنص على إسقاط النظام برمته من دستوره وقوانينه وأجهزته ومؤسساته وكذلك إسقاط القائمين عليه ومعاقبتهم على جرائمهم وإقامة نظام الخلافة الإسلامية والحكم بما أنزل الله، لأن الثوار كانوا يصرون على أن الثورة هي لله أي لإقامة حكم الله في بلاد الشام عقر دار الإسلام.


تمام سلام المكلف بتشكيل حكومة في لبنان يدافع عن جريمة اشتراك حزب الله ضد أهل سوريا:

في 31-5-2013 نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية مقابلة مع تمام سلام المكلف بتشكيل حكومة في لبنان قال فيها “إن حزب الله حزب مقاوم وهذا لن يتغير طالما بلدنا مهدد ومحتل من أعدائنا الإسرائيليين الذين ينتهكون بشكل مستمر سيادة لبنان ووحدة أراضيه”. وأضاف أن “تدخل حزب الله (بجانب نظام بشار أسد) لا يغير شيئا في ذلك”. وشدد على أن لبنان بحاجة أكثر إلى البقاء بمنأى عما يجري في سوريا لأن الوضع مشتعل داعيا إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية بأي ثمن”. فهو لا يدين جريمة اشتراك حزب الله الذي بات الناس يطلقون عليه حزب الشيطان جريمة اشتراكه بجانب النظام السوري الذي دمر بلاد الشام وقتل أهلها سواء في سوريا نفسها أو في لبنان ضد أهله وضد أهل فلسطين ويطلب فورا سحب قوات هذا الحزب ومعاقبة المسؤولين عن اشتراك هذا الحزب وعلى رأسهم رئيسه على جريمتهم، بل يدافع عن هذه الجريمة ويدعي أن لبنان بمنأى عما يجري في سوريا!! وهنا يتساءل الكثير من الناس فما دور الجيش اللبناني إذا هو لا يقوم بالدفاع عن أرض لبنان وأهله ويترك حزبا مرتبطا بإيران وبالنظام السوري يقوم ويهدد الناس في داخل لبنان ومن ثم يتدخل بشكل سافر بجانب الطاغية في الشام؟! ولماذا لا تسمح الدولة لغير حزب الله بتشكيل مليشيات لتدافع عن لبنان وتقاتل العدو؟ مع العلم أن الدولة اللبنانية تحاصر المخيمات الفلسطينية وتسحق أهلها وتمنعهم من أقل حقوقهم الإنسانية كما تمنعهم من استعمال حقهم في القتال لتحرير فلسطين؟ ولم يقم هذا الجيش بأي عمل للتصدي للعدو بل قام ودمر مخيماتهم وآخرها نهر البارد وقتل الكثير من أهل فلسطين اللاجئين هناك تماما كما فعل النظام السوري عندما أوعزت إليه أمريكا بالتدخل في لبنان عام 1976.

 

ويظهر أن تمام سلام يسير على الخط الأمريكي في حصر ما يسمى بالمقاومة في حزب الله لتستخدم أمريكا هذا الحزب عن طريق إيران وسوريا كما تشاء وهو يدافع عن اشتراك هذا الحزب بجانب النظام السوري ضد أهل سوريا المسلمين. ويظهر أن موضوع ما يسمى بالمقاومة وبحزب المقاومة هو داخل في مضمون اللعبة السياسية التي تحوكها أمريكا لتسيير أعمالها التي تتعلق بتنفيذ مشاريعها الاستعمارية في المنطقة. ومثل ذلك حصل في فلسطين حيث حصر العمل المسلح في منظمة التحرير حتى تكون هذه المنظمة ضمن اللعبة السياسية، وقد تحقق ذلك كما خططت له الدول الاستعمارية.

زعيم النهضة في تونس يتوافق مع العلمانيين على إبعاد الشريعة الإسلامية عن الدستور:

في 1-6-2013 ذكرت صفحة الشرق الأوسط أن زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي أدلى بتصريحات لها في واشنطن على هامش الندوة التي عقدها في معهد “بروكينغز” الأمريكي قال فيها بأن “الحزب الحاكم أجرى مشاورات واسعة مع كافة التيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وانتهى إلى توافق على ألا يتم وضع الشريعة في الدستور التونسي بحيث يعكس الدستور ما يتفق عليه الجميع من قيم إسلامية تتضافر مع القيم المدنية والقيم الديمقراطية والإعلان العالمي لحقوق الانسان”. وقال إنه “يريد الحكم من خلال ائتلاف يضم الحركات العلمانية الاخرى لإرسال رسالة أن الوطن للجميع وليس فقط للأغلبية وأن الوسطية الإسلامية يمكن أن تنجح مع الوسطية العلمانية” وقال “ليس هناك تعارض بين الإسلام والديمقراطية ولا يمكن اعتبار الإسلاميين أعداء للدولة ولا يمكن إقصاء العلمانيين، ووصول الإسلاميين للحكم ليس معناه فرض السيطرة على المجتمع، وإنما توفير الأمن والخدمات وترك الناس تختار أسلوبهم في الحياة والعبادة”. وعلى إثر هذه التصريحات الخطيرة التي أدلى بها الغنوشي بدأت ردود الفعل تتوالى حيث تبدو تلك التصريحات مخالفة للعقيدة الإسلامية وما ينبثق عنها من أفكار. وهو يتنكر للشريعة الإسلامية ويبعدها عن الدستور ليكون الدستور دستور كفر.

 

وقد لجأ الغنوشي إلى تلبيس الحق بالباطل وكتمان الحق وخلط الأمور على الناس متوهما أنهم لا يدركون ما يقوله وهو يقول بخلط القيم الإسلامية مع قيم الكفر من مدنية أي علمانية التي تبعد الدين عن الدولة وعن الحياة ومن ديمقراطية وهي التي تعني شريعة البشر والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أصدرته دول الكفر بما يوافق عقيدتها الرأسمالية. وإنه من المعلوم أن القيم الإسلامية تستند إلى العقيدة الإسلامية من الإيمان بالله الواحد الأحد وإفراده بحق التشريع، والإيمان بالقرآن الكريم وما ورد فيه من آيات تتعلق بالعقيدة وبالشريعة وبأفكار الإسلام وسياساته ونظمه، والإيمان بالرسول الكريم وما أوحي إليه واتخاذه قدوة في الخُلق والحكم والقيادة والسلوك والفهم والتطبيق وكل ذلك أساس القيم الإسلامية الرفيعة العالية وهي أساس الدستور والدولة والمجتمع وحياة المسلمين. فيأتي زعيم النهضة الغنوشي ويعمد إلى التلبيس والخلط والتنكر لهذه القيم وللشريعة ويجعل عبارة القيم الإسلامية مفرغة من معناها ومضمونها كالذين أطلقوا شعار الإسلام هو الحل وأفرغوه من معناه ومضمونه.

 

ومن ناحية أخرى يثبت الغنوشي أن الشريعة الإسلامية تتناقض مع العلمانية والديمقراطية التي طالما كان يدعي أنه لا يوجد بينهما تناقض. ويلاحظ على جماعات الإسلاميين الوسطين أو المعتدلين أن هذه الجماعات تستخدم بعض العبارات والشعارات الإسلامية لتبقي على نفسها تسمى إسلامية وأنها معتدلة وإذا لم تستخدم ذلك فلا يبقى لها مجال لكي تسمي نفسها إسلامية وتكسب أصوات المنتخبين من المسلمين حتى يتبوؤا المناصب ويحققوا مصالحهم الشخصية، وهي في حقيقتها جماعات علمانية ديمقراطية لا تتبنى مشروع إقامة حكم الإسلام والخلافة، بل تعتبر ذلك تطرفا وتشددا وتحاربه. وقد وصلت إلى الحكم في تركيا ومصر وتونس وأثبتت علمانيتها وديمقراطيتها وانتماءها للتيار السائر في ركاب الغرب كالديمقراطيين الليبراليين والعلمانيين سواء بسواء. ويؤكد الغنوشي على توافقه مع العلمانيين المتنكرين للإسلام والرافضين للتشريع الإسلامي ويعمل على إرضاء الغرب الكافر الذي يشن حربا شعواء على الإسلام تحت شعار محاربة الإرهاب والتطرف والتشدد والمحافظة على الديمقراطية والعلمانية والحريات وإلى غير ذلك من أفكار الغرب وقيمه ونظمه.