Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تبرعات الإحتلال ماء زائف للظمآن


الخبر:

اشترت الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً 20 طائرة من شركة إيلينا الإيطالية من أجل تزويد الجيش الأفغاني. والجدير بالذكر أن سعر الطائرات الإجمالي بلغ 600 مليون دولار أميركي. وبعثت الشركة الإيطالية 16 طائرة موديل إلى أفغانستان وفقاً لتقرير صدر من بي بي سي في الأول من يونيو C272013.

لم يعد يستعمل الجيش الأفغاني الطائرات لأنها قد تحطمت جميعها. وقال الجنرال عبد الوهاب وارداك، القائد في القوات الجوية الأفغانية: “لم يستشر أحد الجيش الأفغاني عند شراء هذه الطائرات” وأضاف “إن هذه الطائرات مكلفة التشغيل حيث يبلغ استهلاكها للوقود في الساعة 5000 دولار أميركي”.

وفي الوقت ذاته قال خبير في القوات الجوية: “نظراً لقلة الأوكسجين لا تستطيع هذه الطائرات أن تحلق عالياً بما يكفي، الأمر المهم في بلد غير مستقر مثل أفغانستان. وهم يقولون بأن السرعة القصوى لهذه الطائرات تقدر بنصف سرعة الطائرات الأخرى”.


التعليق:

هذه عينة من تبرعات الصليبيين المستعمرين لأفغانستان. إن التبرعات والمنح التي تعهدت بها الولايات المتحدة والدول الغربية لأفغانستان لم تطل أرض أفغانستان إلا لتوسيع الفساد في البلاد ثم عادت من حيث أتت. إن هذه التبرعات لم تخصص للبنية التحتية أو المشاريع ذات المدى الطويل في أفغانستان. وأريد أن أعرض مزيدا من الأمثلة دليلا على ذلك:

إن الطرق السريعة التي تصل المدن الرئيسية بالعاصمة كابل قد غطت بالأسفلت من قبل شركات تركية وصينية وهندية وباكستانية حتى تتمكن قوات الصليبيين من شحن ونقل المواد عبر البلد، وعندما تسير قافلة الصليبيين عبر الطريق السريع لا يسمح للمدنيين بالمرور بجانبها أو تجاوزها بل ويجبروا عمداً أن يسلكوا شوارع جانبية غير مرصفة والتي تكون خطرة عادة.

ولكن الآن حيث تقوم القوات الأجنبية بالانسحاب أصبحت هذه الطرق غير مستعملة، لا تستطيع الحكومة الأفغانية أن تعيد بناءها، ولم تعد القوات المحتلة بحاجة لها.

في المقابل، إن لأفغانستان العديد من سدود الطاقة والطرق المائية التي لها القابلية لإنتاج طاقة تكفي احتياجات البلد. ولكن بعد عقد من الزمن وإنفاق مئات الملايين من الدولارات ما تزال العاصمة كابل تواجه نقصاً في الطاقة. وبدلا من أن تبني سدود الطاقة ذات القابلية، قامت الحكومة الأفغانية باستيراد الطاقة من أوزبيكستان وطاجيكستان وإيران لسنين. وتلك عينة لتبرعات الاحتلال الذي يمنع الأمة الإسلامية من أن تعتمد على نفسها.

ومثال آخر مؤسف هو المنهج التعليمي. فبعد عقد من الزمان وإنفاق بضع مئات الملايين من الدولارات، تفتخر الحكومة الأفغانية بارتفاع عدد الطلاب المسجلين في المدارس وقد غطت وسائل الإعلام هذا بشكل واسع. في حين أن وزارة العمل والشئون الإجتماعية قد أعلنت بأن الخدمات التعليمية غير متاحة لـ6.5 مليون طفلا . والأهم هو أن المنهج التعليمي قد صمم وفقا لوجهة النظر الغربية (فصل الدين عن الحياة والحريات الديمقراطية) والتي جردت منه وجهة النظر الإسلامية كلياً. إن وزارة التعليم أصبحت شركة مبنية على الربح حيث تخصص الأموال الكثيرة لمدارس عدة في القرى البعيدة ولعدم توفر الأمان في تلك المناطق، تغلق المدارس وتسري الأموال إلى جيوب السلطات.

وكذلك هو حال التعليم العالي والتجارة والصناعة والزراعة وقطاعات أخرى تواجه التحديات ذاتها.

بالرغم من أن الصليبيين قد هزموا عسكريا في أفغانستان وكما في العراق فإنهم قد زرعوا جذورهم السياسية في البلد وأشعلوا التفرقة القبلية والعنصرية واللغوية في أفغانستان. وفي المقابل فقد فرضوا وعززوا العلمانية واللا أخلاقية والفقر في البلاد.

إن قوات ديفيد باتريوس (الشرطة المحلية في أفغانستان) تقاتل ضد أهلها وقد شكلوا حصرياً قوات خاصة مكونة من أفغان أميركان والتي تقابل المسلمين في أنحاء أفغانستان بمشاكل مختلفة.

وبالرغم من كل هذا، فإن المسلمين في أفغانستان يستفيقون، كما حدث في انتخابات الرئاسة الأخيرة حيث قاطع الناس الانتخابات ولم يشاركوا فيها. وهذا دليل بأن الديمقراطية غير مقبولة هنا.

وبسبب عقد من الحرب الأهلية فإن المسلمين في أفغانستان لا يستطيعون أن يتخطوا التحديات بمفردهم. ولذلك، مثل الباكستان والشيشان وكشمير، فإن الوضع في أفغانستان قد أصبح لا يمكن حله إلا بالخلافة الإسلامية.

((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)).

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي في حزب التحرير
سيف الدين مستنير / كابل – ولاية أفغانستان