إهتمامات أولادنا وتوجهاتهم إلى أين؟
اسمها “إقبال محمود الأسعد” وهي فلسطينية .. من سمع عنها مؤخرا؟ سؤال سألته لمجموعة عشوائية من الناس صغارا وكبارا، شبابا وشيبا .. لم يعرفها أحد منهم ..
سألت: “محمد عساف” فلسطيني أيضا، من يعرف عنه! فعرفه الجميع صغارا وكبارا ..
سألت سؤالا آخر .. بماذا دخلت فلسطين ” موسوعة غينيس العالمية ” ( بغض النظر عن نظرتي لتلك المقاييس ) فأجابوني أكبر صحن حمص وأكبر ثوب فلسطيني وأكبر عدد طيارات ورقية .. الخ، لم يعرفوا أن من سألت عنها “إقبال ” قد دخلت موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية بعد تخرجها من كلية الطب مؤخرا وعمرها عشرون عاما. لتحصد بذلك رقما قياسيا عالميا ثانيا بعد نيلها لقب أصغر طالبة جامعية، عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها ..بينما “عساف” هو من المشتركين في واحد من البرامج الغنائية الهابطة التي تجسد الغزو الثقافي والفكري المتدفق على بلاد المسلمين بأشكال وأسماء مختلفة، والذي روجوا له سياسيا وإعلاميا على أنه بطل رفع اسم فلسطين عاليا!!
قبل ذلك بأيام سألت أيضا عما يعرفوه عن ” النكبة ” والنكسة”، عما يعرفوه عن وعد بلفور، حدود فلسطين الإسلامية، بعض المذابح التي تعرض لها الفلسطينيون، معارك إسلامية شهيرة حصلت في أرض فلسطين أو بعض قادتها، إحراق المسجد الأقصى، ما هي أرض المحشر والمنشر، عن عكا، حيفا، حتى عن الانتفاضات وما يدعى” باتفاقيات السلام ” .. شعراء .. كتاب فلسطينيون … ولكن كانت الإجابات تظهر مدى الجهل والضياع الذي يعيش به كثير من أبنائنا وبناتنا حتى عما يطلقون عليه اسم ” وطن” ويتعصبون له، بينما المعلومات وفيرة حول المسلسلات الهابطة والأغاني التافهة ومغنيها والفرق الرياضية واللاعبين حتى لو سألتهم لأعطوك سيرة حياتهم منذ كانوا أطفالا! وعن آخر صيحات الموضة في اللباس والشعر والصرعات الغريبة عن ديننا وعقيدتنا وحتى عن عاداتنا وتقاليدنا.. وهذا كله نتيجة تدفق الثقافة العلمانية الليبرالية في بلاد المسلمين من خلال المسلسلات والأفلام والبرامج نتيجة عدم وجود دولة تمنع تلك الثقافة وتضع القوانين الخاصة بعمل وسائل الإعلام لتكون منبثقة من العقيدة الإسلامية.
ولنلاحظ هنا أنني لم أتحدث أو أسأل عن قضايا إسلامية تهمنا كأمة إسلامية واحدة، لم أتحدث عن مؤامرات الغرب على ثورة الشام وموقف الأنظمة منها أو مما يجري مثلا في بورما، أو أين تذهب ثروات المسلمين وهي كثيرة وتكفي الجميع بينما معظم أفراد الأمة في فقر وعوز وضنك عيش!! أو عن الاتفاقيات الاقتصادية والسياسة المشبوهة في كل حين ووقت!! لم أسأل عما يجري في مصر وتونس مثلا!! لم أتحدث عن التحريف المقصود والتعتيم الإعلامي المبرمج على من عرفوا طريق التغيير الصحيح وهو استئناف الحياة الإسلامية كنظام حياة شامل كامل سواء في الشام أو مصر أو تونس أو إندونيسيا أو الباكستان. لم أسأل عن هذا أو غيره من قضايا الأمة ومصائبها، بل كانت تساؤلاتي تدخل في إطار “الوطنية البغيضة” التي يروجون لها، فحتى هذه لا يعلمون عنها… والبركة في الأنظمة العميلة بمناهجها الغربية وإعلامها المسيَّس لخدمة أجندات معينة.
وهذا يدل على التخبط الذي يعيشه الكثيرون بسبب غياب المفاهيم الصحيحة والمقاييس السليمة المستمدة من العقيدة الإسلامية نتيجة إلهاء هؤلاء الشباب بمثل هذه الأمور لإفسادهم وإبعادهم عن قضيتهم المصيرية وعن التفكير بالواقع البائس الذي يعيشونه حتى لا يفكروا بطريق التغيير الصحيح.. ويظلوا خانعين بعيدين عن الحق والحقيقة.. اهتماماتهم نفعية دنيوية فقط.. تنفيذا لإملاءات أعداء الإسلام الذي يعلم أن الإسلام قادم ودولة الخلافة قريبة بإذن الله فيريد أن يؤجل ويؤخر هذا قدر استطاعته.. ففي دولة الإسلام إنهاء لاستغلاله ثروات بلاد المسلمين ولتحكمه بالبلاد والعباد.
وكل هذا تأكيد على دور الإعلام الذي أيضا ينفذ أجندات غربية بحيث غزى العقول بتلك البرامج الغربية المصدر والهدف والفكرة .. ويروج لها ويستفيد منها ماديا أيضا..
ولكن الله جل وعلا سيحقق وعده وبشرى رسوله بإذنه تعالى رغم أنف الحاقدين وكيد المتآمرين وعمالة المتخاذلين المنتفعين.
” وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا “.
وإلى مزيد من العمل يا حملة الدعوة، فإن الموج عال والهجمة شرسة.. ولكن الله ناصر أولياءه بحوله تعالى:{ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي