لماذا حزب التحرير ح16 النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة التابعية الإسلامية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهديه بإحسان وعلى بصيرة وإلى يوم الدين.
أما بعد، فبتحية الإسلام أحييكم احبتنا الكرام، وحضورنا الأفاضل، حضور قاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونلتقي بكم مع حلقة جديدة من حلقات:
لماذا حزب التحرير؟
إنه صاحب النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة،
وحلقة اليوم عن التابعية الإسلامية.
ورد في مشروع دستور دولة الخلافة القادمة قريباً بإذن الله المادتان:
(المادة 5: جميع الذين يحملون التابعية الإسلامية يتمتعون بالحقوق ويلتزمون بالواجبات الشرعية.
المادة 6 – لا يجوز للدولة أن يكون لديها أي تمييز بين أفراد الرعية في ناحية الحكم أو القضاء أو رعاية الشؤون أو ما شاكل ذلك، بل يجب أن تنظر للجميع نظرة واحدة بغض النظر عن العنصر أو الدين أو اللون أو غير ذلك).
مصطلحُ التابعيةِ هو المصطلحُ الصحيحُ للتعبيرِ عن واقعِهِ، الذي يعنيْ وجودَ دولةٍ أيْ كيانٍ تنفيذيٍّ لمجموعةِ المقاييسِ والمفاهيمِ والقناعاتِ، ووجودَ أناسٍ يحملونَ مفاهيمَ واحدةً وتحركهم مشاعرُ واحدةٌ، يقومُ هذا الكيانُ التنفيذيُّ بتطبيقِ نظامٍ واحدٍ على هؤلاء الناسِ، يكونُ فيه النظامُ الواحدُ والمفاهيمُ الواحدةُ والمشاعرُ الواحدةُ من جنسٍ واحدٍ، تنبثقُ جميعُها عن عقيدةِ هذا المجتمعِ، العقيدةِ الإسلامية.
فعلاقةُ كل واحدٍ من الناس في هذا المجتمعِ مع الكيانِ التنفيذيِّ لمجموعة المقاييس والمفاهيم والقناعات علاقةُ تابعيةٍ، يترتّبُ عليها من جهةِ الناسِ الطاعةُ، ومن جهةِ الدولةِ وحدةُ النظرةِ إلى أفرادِ الرعيةِ في الحكمِ والإدارةِ والقضاءِ ورعايةِ الشؤونِ وغيرِ ذلك، وهي أي التابعيةُ حكمٌ شرعيٌّ يتعبّدُ كلٌّ من الخليفةِ ورعيتِه بالتزامِه قربةً إلى اللهِ سبحانه وتعالى، وطلباً للأجر والثواب.
والأمرُ مختلفٌ عما يسمونه بالجنسية، فرغم وجودِ تشابهٍ بين المصطلحين، مصطلح التابعيةِ ومصطلح الجنسيةِ، إلا أن الفرقَ بينها شاسعٌ من جهةِ أن التابعيةَ حكمٌ شرعيٌّ يخضعُ له الحاكمُ والمحكومُ، بخلاف الجنسيةِ التي تنشئُها الدولةُ في المبدأ الرأسمالي، فالدولةُ عندهم هي التي تمنحُ الجنسيةَ، وهي التي تسلبُها، بخلاف التابعيةِ في دولةِ الخلافةِ، التي هي حكمٌ شرعيٌّ، فالدولةُ تسيرُ في أحكامِ التابعيةِ بحسبِ الأحكامِ الشرعيةِ، يقولُ الله سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ) فمفهوم الآية أنهم إن هاجروا فقد صار لكم عليهم ولايةٌ، أي صاروا يحملونَ تابعيةَ الدولةِ الإسلامية، وليس لدولةِ الخلافةِ أن تحرمَ أحد رعاياها من تابعيةِ الدولةِ، بل إن هناك أحكاماً شرعيةً تطبّقُ على جميعِ أفرادِ الرعيةِ لها تفصيلُها في موضعِها من مشروع دستور دولة الخلافة.
وتانِكُمُ المادتانِ المقتبستانِ من مشروع دستور دولة الخلافة تعطيانِ الحقوقَ الشرعيةَ لكلِّ من يحملُ تابعيةَ الدولةِ الإسلاميةِ، وتوجبُ عليه الواجباتِ الشرعيةَ، وتمنعانِ أيَّ تمييزٍ بين أفرادِ الرعيةِ، فجميعُ أفرادِ الرعيةِ متساوونَ أمامَ الدولةِ، وتنظرُ الدولةُ إلى جميعِ أفرادِ الرعيةِ نظرةً واحدةً في الحكمِ والإدارةِ والقضاء ورعايةِ الشؤون، فكلُّ واحدٍ من أفرادِ الرعيةِ إنسانٌ، وينظرُ إليه بوصفِهِ الإنساني، إنسانٌ لديه حاجات عضويةٌ وغرائزُ يحتاجُ إشباعَها بغضِّ النظرِ عن دينِهِ أو لونِه أو عِرقِه أو جنسه أو سنه، فتنظر الدولة لجميع أفرادِ الرعيةِ نظرةً واحدةً.
لقد استنبط الفقهاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا علي إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول ، فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء) رواه أحمد وأبو داود والترمذي، استنبط منه الفقهاءُ أن يُساوى بين الخصمينِ بينَ يديِ القاضيِ، فالاثنان يجلسانِ، وينظرُ القاضي إلى أحدهما كما ينظرُ للآخر، وينادي أحدَهما كما ينادي الآخر، ويسمع لأحدهما كما يسمع للآخر.. وغير ذلك من دلائل المساواة بينهما، بغضِّ النظر عن كلٍّ منهما، فما هما أمام القضاءِ إلا إنسانانِ متخاصمانِ ينتظرانِ حكمَ القاضي وعدلَه.
وقد شهد تاريخ الأمةِ الإسلاميةِ، وتاريخُ الدولةِ الإسلامية، شهدَ العدلَ والإنصافَ لكل من كان يحملُ التابعيةَ، مسلمين وغير مسلمين، وشهد بذلك الأعداءُ والأصدقاءُ، وبمثل ذلك بل أحسنُ ستكونُ دولةُ الخلافةِ القادمةُ قريباً بإذن الله.
أوليسَ هذا الحزبُ؛ صاحبُ المفاهيمِ الإسلاميةِ العظيمةِ الراقيةِ؛ أوليسَ الأولى أن يقودَ الناسَ كلَّ الناسِ، المسلمَ منهم وغيرَ المسلم، إلى طريقِ سعادتِهم، ورضوانِ ربهم، والفوزِ في الآخرةِ، وأن يحكمَ الناسَ بقيادةِ أميرِهِ العالمِ الجليلِ عطاءِ بن خليلٍ أبو الرشتةَ، وبمعاونةِ خيرةِ الشبابِ والشابّات الذين حملوا هذه المفاهيمَ الراقيةَ معه؟
فهل عرفت الأمةُ لماذا حزبُ التحرير؟
إنه صاحبُ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ.
اللهم نصرَك الذي وعدتَ لهذه الأمة، اللهم مكّن لهذه الأمة في الأرضِ على الأيدي المتوضئة من شباب حزب التحرير وشاباته، واعينَ على أحكامِ الإسلامِ، حاملينَ الأفكارَ العظيمةَ لإنهاضِ الأمةِ وإسعادِ البشريةِ، وعلى يد أميره عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله ورعاه، وثبته على الحق واعياً عليهِ، صاحبِ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ، وانصره نصراً مؤزراً.
==========
قدمنا لكم من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، حلْقة من حَلَقات:
لماذا حزبُ التحرير؟
هذا أبو محمد خليفة يحييكم، وإلى اللقاء في حلقة قادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
وقاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير.