Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الأحداث في ميدان تقسيم


الخبر:

قال رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان :”أن الأحداث الجارية في ساحة تقسيم تتغير في أهدافها والأساليب. في الأسبوعين الماضيين في تركيا، وخصوصاً في اسطنبول وأنقرة وأزمير، وقعت مظاهرات مختلفة ذات أبعاد مختلفة… وأود أن أكرر نقطة مهمة ومفيدة، نحن، في حزب العدالة والتنمية، كنا دائما بالغين في دقة قراءة وتحليل وفهم الأحداث. لقد وصلنا للحكم في هذه الأيام من خلال قراءة دقيقة لنتائج صناديق الاقتراع والانتخابات. أود لفت انتباهكم أنه عندما يتبين لنا من تلك النتائج بأننا سنفوز، نضع أنفسنا في مكان الخاسرين، وليس في مكان المنتصر.” [صحيفة أكشام – 11/06/2013م]

 

التعليق:

كما هو معروف، فإن تركيا مؤخراً منشغلة بالمظاهرات في حديقة غازي. بدأت مجموعة من الناس المظاهرة للاحتجاج على قرار الحكومة على إزالة حديقة غازي في ساحة تقسيم في اسطنبول، ثم ازدادت الوتيرة وذلك بعد تدخل قاس من قوات الأمن، ثم أصبحت مشكلة معروفة في جميع أنحاء العالم. فمن الواضح أن القوى الاستعمارية لا يرغبون في أي ثورة ضد النظام في تركيا مشابهة للربيع العربي الذي يجري كما في أزمة سوريا المروعة. وخاصة أمريكا، فإنها لا تريد أي أزمة في تركيا. كان إردوغان يقول في بداية المظاهرات: “لقد اتخذنا قرارنا ونحن لن نتخلى عن تنفيذ ذلك.” ولكن بعد فترة من الوقت كان قد خفف من حدة موقفه وحاول تهدئة الغضب بعد تأجيجه. لأن الكفار المستعمرين وعميلهم إردوغان أصبحوا يخشون هذه الأحداث الجارية في الوقت الذي عجزوا فيه عن إيجاد حل للأزمة في سوريا وتنفيذ مشاريعهم الخادعة للربيع العربي كما يأملون. ونحن نعلم جيداً أن مطالب المظاهرات ليست مطالب حقيقية وثورية بشكل كامل تحل المشاكل في تركيا. لكن المستعمرين الكفار، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة التركية تخشى من المعارضة المخلصة في سوريا التي تقاوم نظام الأسد الوحشي لأكثر من سنتين، بعد أن حققوا انتصارات كبيرة، وأنهم ماضون خطوة خطوة إلى الأمام نحو مشروع الخلافة، من خلال رفض أي مشروع آخر. لذلك هم يخشون من أي انتفاضة في تركيا بالتوازي مع هذا المشروع الإسلامي وأي مطالب لمحاسبة الحكام الخونة ضد الإسلام والمسلمين، خاصة في سوريا.

 

لهذا السبب، فإنهم يحاولون دائما التعليق على أي حدث بأنه حق ديمقراطي أو حرية رأي أو أي من أفكار الرأسمالية السامة الأخرى عبر وسائل إعلامهم الكلاسيكية ووسائل الإعلام الاجتماعية. إن إردوغان يخشى من مشاركة الفئة الاجتماعية المسلمة المحافظة في المظاهرات، ولكن عندما أصبح على علم بأن المظاهرات تحمل النزعة العلمانية، اطمأن. بالرغم من أن معظم المتظاهرين هم أعضاء جماعات علمانية، فإنه يدل على أن جزءاً من الناس في تركيا يريد التغيير، فهم يشعرون بالقلق بشأن حياتهم ولديهم مطالب تحتاج إلى تلبية. نأمل أن الشعب المسلم في تركيا يقوم بتحليل تلك المظاهرات بطريقة سليمة وعندها سيفهمون بأنه لا يمكن لحاكم أن يقف أمام إرادتهم، وبعد ذلك سوف يطالبون حكامهم بقبول الحكم الشرعي بعد محاسبتهم بسبب مشاركتهم المتعمدة أو غير المتعمدة في الحرب ضد الإسلام والمسلمين، من خلال دعم المشاريع الغربية، حتى يحققوا مطالبهم تحت ظل حكم الإسلام.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان طوسون / ولاية تركيا