Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق لماذا سارعت دول الخليج إلى دعم مصر بعد الإطاحة بمرسي


الخبر:

هذا عنوان تطرحه بي بي سي للنقاش والحوار على صفحاتها وعبر البث الإذاعي والمتلفز من 10/7/2013

وتقدم الـ بي بي سي لهذا الموضوع قائلة: “في الوقت الذي سارعت فيه كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت بتقديم حزمة مساعدات سخية لمصر بعد إطاحة الجيش بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي يثير توقيت تلك الحزمة الكثير من الجدل حول الدور الذي تلعبه بعض دول الخليج تجاه ثورات الربيع العربي.”

وتطرح بي بي سي تساؤلات على المتابعين وهي:

• ما السر وراء مسارعة كل من السعودية والإمارات لدعم الاقتصاد المصري بعد سقوط مرسي؟
• هل تلعب تلك المساعدات دورا سياسيا في إقناع المصريين بالتحول إلى دعم الحكم الجديد؟
• هل تذهب كل تلك الأموال التي تم ضخها في الاقتصاد المصري لصالح المواطنين المصريين؟
• هل تتحكم دول الخليج في مسيرة التغيير السياسي في الشرق الأوسط؟


التعليق:

لن نخوض في حقيقة البي بي سي ودورها التضليلي كمثيلاتها من وسائل الإعلام المختلفة والتي تسيّر وفق أجندات مسبقة، تصب في مصالح من وراءها…

ما يعنينا هو التساؤل نفسه حول مسارعة دول الخليج إلى تقديم المليارات بعد الانقلاب العسكري على “شرعية” مرسي.

فالسعودية والإمارات والكويت أعلنت عن تقديم ما مجموعه 12 مليار دولار للنظام القديم الجديد في مصر بشكل عاجل وفوري سواء كودائع أو على شكل نفط أو نقدا، كل ذلك دعما للوضع الجديد القائم في مصر بعد مرسي.

لا شك أن مرسي وجماعته ارتكبوا أخطاء فادحة أولها وأهمها أنهم أقصوا الإسلام من حساباتهم وقبلوا باستلام الحكم منقوصا، وولجوا في اللعبة الديموقراطية الأضحوكة تاركين الإسلام وشريعته على الباب. ولكن مع ذلك فإن الغرب الكافر ـ وعلى رأسه أمريكا طبعا ـ لم يكفه ذلك منهم، نعم لم يكفه أن يقدم النموذج الانبطاحي للإسلاميين نفسه مطبقا وراعيا لمفاهيم الغرب من ديموقراطية وحريات واقتصاد ليبيرالي… هذا النموذج الذي تخلى حتى عن شعار “الإسلام هو الحل”… نعم لم يكف الغرب ذلك فانقلب على مفاهيمه ـ أصنامه ـ التي يصدع بها رؤوسنا صباح مساء فداسها بالنعال وتنكر لها… لأنه يستقرئ جيدا نهاية طريق “الربيع العربي” والتي تتضح معالمها في ثورة الشام المباركة بشكل لا لبس فيه…

دول الخليج كانت ولا زالت البقرة الحلوب التي تمول للغرب سياساته ومخططاته، رأينا بعضا من ذلك في حربي الخليج، في لبنان ـ الحريري، في الأزمة الاقتصادية العالمية، في ثورة الشام وفي مصر أيضا…

حكام الخليج يستقرؤون الخطر على عروشهم أيضا ويعلمون أن ما أصاب غيرهم سيصيبهم ولذلك كانت مسارعتهم إلى دعم العلمانية السافرة في مصر ـ بعد مرسي ـ، في مقابل العلمانية المتخفية وراء اللحى والعمائم زمن مرسي والتي دعمتها قطر ـ حَمد من قبل، ظنا منهم أن فرملة ثورة الأمة أمر ممكن بالمال! وممنين لأنفسهم أن هذا الدعم السافر للانقلاب في مصر سيوقف المدّ التغييري الزاحف إليهم لا محالة.

حكام الخليج استقرؤوا ـ كما أسيادهم في الغرب ـ أن ثورات الربيع العربي ما قبل ثورة الشام ورغم ما فيها من عوار إلا أنها جعلت الأمة تتخطى حاجز الخوف، وتعلم أن التغيير يحتاج إلى إرادة وأنها قادرة على استعمال هذه الإرادة متى شاءت.

يعلمون أن الشام يوم رفعت راية العقاب ونادت بالخلافة فإن هذا يعني زوال عروش وتساقط رؤوس وانتهاء أنظمة.

لذلك وجدتهم حرصوا كل الحرص على منع وصول المساعدات أو الدعم لأي فصيل عسكري في سوريا يشتم منه رائحة العمل لإيجاد دولة الإسلام، وقد تواترت الفضائح والأخبار من قبل حول ذلك.

وعودا إلى مصر فإني أذكر يوم ذهبت وفود طويلة عريضة إلى حكام نجد والحجاز لتستعطفهم في شأن “قضية الجيزاوي”، شملت مشايخ مشهورين وحركات وأحزاب خرجت تكيل المديح تلو المديح لـ”خادم الحرمين الشريفين” وتخطب الود… فماذا يقول هؤلاء اليوم؟ وماذا كانت نتيجة الانبطاح والدجل والرياء؟

وللعلم فإن هذه المليارات التي تم صبُّها في الاقتصاد المصري لن تغير من واقع هذا الاقتصاد الرأسمالي الذي يكدس الأموال في جيوب الأغنياء، ولا يتوقع أن نرى تراجع الفقر والعوز في مصر الكنانة، ولا أن تتحول مصر إلى أفضل مما كانت على الصعيد الاقتصادي على الأقل، فقد خبرنا الرأسمالية ورأينا ولا زلنا نتائج ضخ الأموال في البنوك الربوية وفي البورصات، والأزمة الاقتصادية العالمية وكيفية التصرف حيالها شاهد على ذلك، فكيف الحال بالاقتصاد المصري القائم فوق ذلك على الرشوة والمحسوبية والنهب والسلب أصلا؟

إن سقوط مرسي المدوي ومعه حركته من المشهد السياسي لا يعني بحال سقوط الإسلام السياسي صاحب المشروع الحضاري المتكامل كما يتوقع حكام الخليج ومن ورائهم الغرب أنفسهم، بل إنه فرصة عظيمة لتنقية الصفوف والرؤوس من دعوات “الإسلام لايت” والشيروقراطية وغيرها… وإن التغيير الجذري قادم لا محالة سواء اتعظت تلك الحركات فتبنت مشروع الإسلام الكامل في الحكم والسياسة والاقتصاد والاجتماع والسياسة الخارجية والتعليم… وعملت على تغيير السكة بدل تغيير سائق القطار أم لم تتعظ فاندثرت وتجاوزتها الأمة التي تخطت مرحلة التململ إلى مرحلة ممارسة إرادتها لتصل إلى نهضة حقيقية في ظل دولة الإسلام دولة الخلافة!.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسام الدين مصطفى