Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الجربا رئيس الائتلاف الجديد يعلن ولاءه للقيادة الأمريكية وحاجته إلى إجراءاتها ونظامها


الخبر:

في 26\7\2013 اجتمع ممثلون عما يسمى بالائتلاف الوطني السوري مع وزير خارجية أمريكا جون كيري في مقر البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة. فقال رئيس هذا الائتلاف أحمد عاصي الجربا: “التزام الولايات المتحدة بتقديم دعم عسكري للمجلس العسكري أمر حيوي ويجب أن يحدث سريعا…” وقال: “الوضع في سوريا يبعث على اليأس، ونحن نحتاج بشدة إلى إجراءات أمريكية لدفع المجتمع الدولي إلى المطالبة بانتقال سياسي. والقيادة الأمريكية ضرورية لإنهاء هذه الحرب وجلب الديمقراطية التي يتوق اليها أغلبية الشعب السوري”. وأكد الجربا أن الائتلاف “يعي تماما المخاوف الأمريكية بما يخص التطرف وإمكانية الاستيلاء على المساعدات العسكرية”. وأما وزير خارجية أمريكا جون كيري قال: “أكدت المعارضة السورية أنها تعتقد أن مؤتمر جنيف الثاني مهم جدا واتفقوا على العمل خلال الأسبوعين المقبلين لتحديد الشروط والظروف التي يرون أنها تكفل نجاح المؤتمر” وأضاف “أنا متفائل جدا، هذا الشعور القوي بأن مؤتمر جنيف مهم، وسوف نسعى لإنجاحه”.

 

التعليق:

يستنتج من هذه التصريحات ما يلي:

1- إن هذا الائتلاف يعلن أنه يوالي أمريكا ولا يوالي الله ورسوله والمؤمنين؛ فلا يدرك أن النصر من الله وحده وأنه آت، ولكن بعد ابتلاء عظيم منه للمؤمنين بقوله تعالى “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ”، حتى يُثبتوا صدقهم وإخلاصهم لله وأنهم أولياؤه حقا لا أولياء الشيطان. ولذلك يقول الجربا رئيس الائتلاف أن “الوضع يبعث على اليأس”. فهو يائس من نصر الله طالبا نصر أمريكا ومعلنا ولاءه لها بقوله: “نحن نحتاج بشدة إلى إجراءات أمريكية لدفع المجتمع الدولي إلى المطالبة بانتقال سياسي”. فهو يقبل بالشروط الأمريكية مقابل مساعداتها العسكرية المشروطة دائما بقبوله لحلولها السياسية القاضية بتركيز النظام الحالي العلماني في سوريا مع انتقال إدارته إلى أيدي عملاء علمانيين ديمقراطيين جدد على شاكلة أعضاء الائتلاف.

2- ويؤكد رئيس الائتلاف الجربا ولاءه لأمريكا الشيطان الأكبر قائلا: “القيادة الأمريكية ضرورية لإنهاء هذه الحرب وجلب الديمقراطية التي يتوق إليها أغلبية الشعب السوري”. فهو بكل صراحة يريد نظام كفر صراح بجلب الديمقراطية إلى سوريا ويستعين بالقيادة الأمريكية لتحقيق ذلك. وهو يكذب كذبا صراحا عندما يقول أن أغلبية الشعب السوري تتوق للديمقراطية. لأن أغلبية أهل سوريا مسلمون، وقد خرجوا من المساجد مكبرين مهللين، ورفعوا راية العقاب راية قائدهم إلى الأبد سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم، ورفعوا لواءه قائلين هي لله هي لله، وطالبوا بإقامة نظام الخلافة الإسلامية.

3- الجربا ومن معه في الائتلاف يقبلون بالشروط الأمريكية لتلقي مساعداتها العسكرية بأن لا تصل إلى أهل سوريا المخلصين، فقال أنه: “يعي تماما المخاوف الأمريكية بما يخص التطرف وإمكانية الاستيلاء على المساعدات العسكرية”. فهو يعي وسيدته أمريكا تعي أن المسيطر على الأرض هم أهل البلد المسلمون، فلمن ستأتي هذه الأسلحة ولا يوجد لأمريكا عملاء يقاتلون ولكنهم في الفنادق باسطنبول وبغيرها من المدائن قاعدون ومرفهون؟! ولذلك تخاف أمريكا من أن تذهب هذه الأسلحة إلى أهل سوريا الرافضين لأمريكا ولحلولها فيسقطوا النظام العلماني الذي تحافظ عليه وتمده بأسباب البقاء إلى حين أن يتمكن عملاؤها في الائتلاف من خداع الناس ليقبلوا بزعاماتهم الزائفة. فهو يعطي الحق لأمريكا في موضوع تخوفها من أهل سوريا الذين يطالبون بحكم الإسلام، لأنه يعي أن أغلبية أهل سوريا تريد حكم الله وترفض هيمنة أمريكا عليهم ونفوذها في بلدهم وجلب نظمها الديمقراطية والعلمانية إلى عقر دارهم دار الإسلام. فانحاز الجربا ومن معه لصف أمريكا الشيطان الذي أطلق مفهوم التطرف على كل من يعمل لإعلاء كلمة الله ويطالب بالحكم بما أنزل الله ويرفض النظام الديمقراطي العلماني الذي يعني حكم الطاغوت. ألم يتذكر الجربا وائتلافه قول الله تعالى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا”.

4- وزير خارجية أمريكا كيري يصرح باسم الائتلاف قائلا: “أكدت المعارضة السورية أنها تعتقد أن مؤتمر جنيف الثاني مهم جدا، واتفقوا على العمل خلال الأسبوعين المقبلين لتحديد الشروط والظروف التي يرون أنها تكفل نجاح المؤتمر” فهذا إملاء يفرضه على الائتلاف بأسلوب أمريكي وقح معهود يتعامل به الأمريكان مع كل عملائهم! وهو دليل على أن هذا الائتلاف لا يملك إرادته ولا قراره، بل الأمريكان الذين أسسوه هم الذين يقررون ويعلنون أن الائتلاف قبل بإملاءاتهم. وقد منّوا على جماعة الائتلاف بأنهم رفعوا من خسيستهم بدعوتهم لممثليهم إلى نيويورك ليجتمعوا مع ممثلي دول مجلس الأمن. وأضاف: “أنا متفائل جدا، هذا الشعور القوي بأن مؤتمر جنيف مهم، وسوف نسعى لإنجاحه”. فتفاؤل كيري هذا آت من أن الائتلاف سيقبل بالحوار مع النظام الإجرامي في سوريا ويتفاوض معه لتشكيل حكومة انتقالية من الطرفين وهذا هو الحل السياسي الذي أعلن عنه كيري ويطالب رئيس الائتلاف بتطبيقه وهو الأساس الذي سيقوم عليه مؤتمر جنيف 2. ولذلك نظام الأسد الإجرامي أعلن قبوله به من دون تحفظ. فالجربا وأعضاء ائتلافه الذين يتصارعون على الكراسي المعوجة التي تهيئها لهم أمريكا وعلى المكاسب المادية، ويثقون بوعودها التي تمنيهم بأن تبوئهم هذه المناصب وتملأ جيوبهم بالأموال. فصدق عليهم قول الله: “وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا”. فهؤلاء من الذين كان للشيطان فيهم نصيب مفروض يستطيع أن يضلهم ويمنيهم ويأمرهم فيأتمرون بأمره ويتآمرون معه على أمتهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور