Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الإتحاد الأوروبي – يطالب بعملية انتقالية شاملة في مصر تتضمن جماعة (الإخوان المسلمين)


الخبر:

قالت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن الرئيس المعزول محمد مرسي بصحة جيدة مضيفة أن اللقاء الذي جمعها به كان صريحا ومفتوحا. وأوضحت آشتون خلال مؤتمر صحفي عقدته يوم 30 يوليو/تموز في القاهرة أنها تحدثت مع مرسي لمدة ساعتين، رافضة كشف تفاصيل اللقاء.

وأكدت اشتون أن زيارتها لمصر تأتي في سياق الحوار مع جميع الأطراف وتعزيز رسالة الاتحاد الأوروبي، مضيفة أنه يجب أن تكون هناك عملية انتقالية شاملة تماماً، تتضمن كل الجماعات السياسية، بما في ذلك جماعة “الإخوان المسلمين”.


التعليق:

إن أوروبا تدرك حقيقة تبعية النظام الحاكم في مصر، وأنه ومنذ ما سمي (بثورة الضباط الأحرار) عام ١٩٥٢ ارتهن النظام المصري لأمريكا بسياساته الخارجية ومفاصل السياسة الداخلية كدوائر الحكم المدنية والاقتصادية والإعلامية والقضائية، وهي تعلم كذلك أن قيادة الجيش المصري تمثل رأس هرم النظام المصري سواء أكانت في الحكم بشكل مباشر كأيام عبد الناصر والسادات ومبارك والمجلس العسكري، أم كانت في الخفاء كأيام مرسي، أم في العلن مرة أخرى بعهد السيسي وزبانيته في رئاسة الدولة والحكومة المؤقتة.

لهذا فأوروبا مقتنعة بأن الانقلاب على مرسي لم يكن ليكون لولا مباركة أمريكا له، وأنه تم تحت رعايتها وبتنسيق كامل معها، وهذا يدلل على أن مصلحة أمريكا لم تتحقق بالشكل المطلوب في ظل مشاركة مرسي ومن يمثلهم من (المعتدلين) في الحكم، مما حدا بها للانقلاب عليه سيما وأن نسبة كبيرة من الشعب المصري لا ترى في حكم مرسي والإخوان حكما راشدا يحقق للناس الطمأنينة والعدل، وأنهم لا يملكون مشروعا حقيقيا للتغيير، مما جعل الكثيرين ينقلبون عليه والمطالبة بإسقاطه، فما كان من أمريكا إلا أن ركبت موجة المطالبة بإسقاط مرسي وسماحها لقيادة الجيش بالتحرك لقلعه بجرة قلم، بالرغم من أن هذا يخالف ما تدعيه من شرعية الصندوق وبناء الديمقراطية والاستفتاءات وغيرها من أكاذيب أمريكا التي ظهرت حقيقتها على الملأ، حتى أصبح عوام الناس يدركون أن أمريكا والغرب يسوقون سلعة فاسدة ويوظفونها لخدمة أجندتهم عند الحاجة، ويضربون بها عرض الحائط إن تعارضت مع مصالحهم، وهي سلعة الديمقراطية.

إن أوروبا لا تمتلك القدرة على منافسة أمريكا في كثير من الملفات الساخنة في المنطقة، لا سيما في مناطق النفوذ الأمريكي كمصر مثلا، لذلك فهي تسير وراءها أملا في أن تحظى ببعض الفتات مما تلقي به أمريكا خلفها، أي أنها تسير معها أملا في تحقيق بعض المصالح من جهة، والتنغيص على السياسية الأمريكية إن استطاعت من جهة أخرى، إلا أن الحلول الوسط تكون الأبرز دوما بين القوى الكبرى عندما تضطر للصراع على النفوذ، إن وصل الأمر لحد الصراع، كحال اليمن مثلا، أما في الحالة المصرية، فأدوات أوروبا في مصر لا تقوى على منافسة أمريكا وتحدي رغباتها بل على العكس، فهي تسير مع أمريكا أملا في تحقيق المصالح لنفسها ولمن يقف وراءها من القوى الأوروبية، ولذلك فلا يستغرب أن تنتهي الأمور بحل وسط بين جميع الأطراف عبر انتخابات رئاسية جديدة وإعادة صياغة للدستور وانتخاب برلمان جديد، لا سيما وأن الجميع يتفق في نظرته البراغماتية للعمل السياسي، ويقبلون بالشرعية الدستورية وقوانين اللعبة الدولية، ولا يخرجون عن الإرادة الدولية قيد أنملة!!

إن أوروبا تدعو لمشاركة الإخوان المسلمين في مستقبل مصر السياسي وعدم تغييبهم لأنهم قبلوا على أنفسهم أن يكونوا طرفا في إناء (الإرادة الدولية) يؤمنون بديمقراطية الغرب، وينافحون عن (شرعية الصندوق) ويحتكمون للدستور (غير الإسلامي)، ولا يمتلكون مشروعا إسلاميا للحكم، وهذا بحد ذاته يعد ميزانا غربيا للقبول (بالإسلاميين).

إن الدائرة في مصر ستكون للإسلام بمنظومته السياسية والفكرية والإعلامية والقضائية والاقتصادية، وسيقتلع النظام البائد من جذوره، وتكنس أمريكا وعهرها من مصر، وهذا لن يكون إلا عند وصول نظام الإسلام (الخلافة) إلى الحكم وليس (الإسلاميون الديمقراطيون) الذين قبلوا بقيادة الغرب السياسية للعالم ومنه بلاد المسلمين، ولا يرون بالإسلام سوى وسيلة لدغدغة مشاعر الناس للوصول بهم إلى سدة الحكم، ثم يرمونه خلف ظهورهم، ويبدو أنهم سيلدغون من الجحر نفسه مرات ومرات بتمسكهم بسلعة الغرب الفاسدة المسماة بالديمقراطية.

لقد آن الأوان لضباط مصر أن يأخذوا على يد قيادة الجيش المتواطئة مع أمريكا ليعيدوا الأمر إلى نصابه بنصرة الإسلام وحملة مشروعه العظيم بقيادة العالم العامل عطاء بن خليل أبي الرشتة حفظه الله (أمير حزب التحرير)، ومبايعته على الحكم بما أنزل الله لتكون مصر دارا للإسلام ونقطة ارتكاز لدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل