Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق التغريدات المسيئة تثير تساؤلات حول كيف ينظر حقا للمرأة في المجتمع (مترجم)


الخبر:

تلقت الصحفية البريطانية والناشطة النسوية كارولين كريادو بيريز وابلا من الإساءات عبر الإنترنت بعد أن أعلن بنك إنجلترا أن صورة المؤلفة جين اوستن سيتم وضعها في واجهة ورقة العشرة جنيهات النقدية وكان ذلك هو الهدف من حملتها الانتخابية الأخيرة. وذكرت استلامها لحوالي “خمسين تغريدة مسيئة في الساعة” تتضمن تهديدات مفصلة الوصف بالاغتصاب وبالقتل، وقالت بأن كل ما تقدم جعلها تشعر بأنها “تحت الحصار”.

وأعقب ذلك النقاش حول: لماذا يوجد مثل هذه الإساءات البغيضة تجاه المرأة التي تنادي بالمساواة – وهو المفهوم الذي يفترض أن يكون جزءا من نسيج المجتمع؟

 

التعليق:

بعد ثلاث موجات من الحركة النسوية، ربما يندهش الناس قليلا لوجود مثل هذه الكراهية تجاه المرأة في عام 2013. وقد يجادل النسويات بأنهن قطعن شوطا طويلا ولكن سيكون لهن دائما مشاكل – ولكن هذا لا يزال لا يجيب عن سبب تجلي الظاهرة القبيحة لكراهية المرأة التي تندلع اليوم. وذلك على الرغم من العمل الدؤوب من قبل النسويات لأكثر من قرن الآن، (أو أكثر، اعتمادا على متى في اعتقادك بدأت الحركة النسوية) ونحن نرى باستمرار أن المرأة لا تعامل على قدم المساواة في مكان العمل، ولا في الشارع. واحدة من كل خمس نساء لا تزال ضحية لجريمة جنسية في المملكة المتحدة (وزارة الداخلية 2013) والمساواة في مكان العمل لا يزال حلما بعيد المنال. لماذا؟ الجواب يكمن في الثقافة التي تراها حولك في المجتمعات الليبرالية. إذا لاحظت بضع لوحات إعلانية، والإعلانات التلفزيونية، ونوعية النساء في وسائل الإعلام والترفيه – وجميع أنواع الشركات – سترى أن المرأة الجذابة جنسيا هي التي تمجد والأكثر شهرة، وليس المرأة التي تحقق الأكثر في الحياة العامة. وفيما كانت النسويات منشغلات في التشاجر مع الرجل في المجتمع، فقد نسين العدو الحقيقي – الرأسمالية، التي سمحت للشركات لتمجيد النظرة لتشييء المرأة، والتي هي العائق الحقيقي لقيمة المرأة في المجتمع. كما اعترف اليكس بيلمز، رئيس تحرير مجلة عمومية للرجال عن النساء ورد في مجلته”، “أستطيع أن أكذب عليك إذا كنت تريد وأقول بأننا مهتمون بما في أدمغتهن أيضا. نحن لسنا كذلك. ويتم تجسيدهن كشيء”.

هذا قد يكون من الصعب استساغته، ولكن الحقيقة هي أن عرض المرأة كسلعة جنسية، أصبح يجسد نظرة المرأة في المجتمع ويتغلب على النظرة إليها خارج أنوثتها لإمكانياتها وعقلها. ولوضع حد لمثل هذه الانتهاكات ضد النساء يجب وضع حد لمثل هذه النظرة للمرأة. وهو ما يعني وضع حد لتشييء المرأة في ظل الرأسمالية، باسم الربح.

كما تطور النقاش عن الطريقة التي يمكن أن ينظم بها مثل هذه الإساءات، وقد اقترح معلقون بتثقيف الناس بخطاب ‘المسؤولية’. ولكن مرة أخرى، عندما ينظر للمرأة كشيء للاستغلال من الموسيقى إلى المواد الإباحية، فيمكن للمرء أن يرى كيف أن الأفكار المسؤولة عن المرأة – التي تشكل أساس خطاب المسؤولية – هي ما هو غائب عن المجتمع. إذا كانت وسائل الإعلام، والترفيه، والصناعات ودور الأزياء والتجميل كلها مشغولة بالقول للمجتمع بأن الجانب الجذاب للمرأة هو الجانب الجنسي وهو الأهم، إذن كيف لا نتوقع انعكاس هذه الأفكار عن المرأة في ‘خطاب’ المجتمع؟

الإسلام يتعامل مع كل هذه المعضلات من البداية. ليس هناك مجال للمرأة أن ينظر إليها بطريقة تسيء لشرفها ومكانتها في المجتمع. ومجموعة القواعد الاجتماعية في الإسلام تضمن هذا – الزي الإسلامي يخفي جمال المرأة، الفصل يوقف الاختلاط بين الرجال والنساء، والتقليل من تأجيج الغرائز لاستغلال النساء، ويحظر جميع أشكال تشييء المرأة في الوظائف والميادين. هناك عقوبة قاسية لمن يقذف أي امرأة حتى عن طريق الخطأ، ناهيك عن مضايقتها بالتصريحات المسيئة ويخلق هذا بيئة يتم فيها إيقاف القدرة عند الرجال لاستغلال المرأة في المجال العام في بؤرته. ويترك مجالا واسعا للنظرة الصحية والمثمرة للمرأة في المجتمع لتزدهر – وهي علاقة شراكة وتعاون مع الرجل والتي تكن كل الاحترام والتقدير لها..

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شوهانا خان / الممثلة الإعلامية لحزب التحرير في بريطانيا