Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب

الخبر:

نفذت مجموعة من الناشطين الممتنعين عن الصيام إفطاراً علنياً يوم السبت، أمام نصب تذكاري وسط مدينة تيزي وزو شرقي الجزائر، احتجاجا على غلق السلطات المحلية قبل أيام لمقهى فتح أبوابه في نهار رمضان في منطقة تيقزيرت بولاية تيزي وزو. وتجمع نشطاء يتبعون لتنظيم سياسي غير معترف به في الجزائر وهو “حركة الحكم الذاتي في منطقة القبائل”، أمام النصب التذكاري المخلد للمطرب الأمازيغي الراحل معطوب لوناس وقاموا بانتهاك حرمة شهر رمضان، وتناولوا وجباتهم وفواكه ومياه وعصير.

وردا على هذه الخطوة الغريبة، قال وزير الشؤون الدينية الجزائري أبو عبد الله غلام الله في تصريح لقنوات محلية إن “هذه التحركات هي للتمرد على المجتمع من طرف بعض الشباب ولا يقصد منها بصورة مباشرة احتقار الدين”، وأكد أن حرية المعتقد يكفلها الدستور الجزائري، ورأى أنه من الأهمية نصح هؤلاء وتوعيتهم وأضاف غلام الله ” أقول لهؤلاء إذا عصيتم فاستتروا.. اذهبوا إلى بيوتكم وكلوا كما تشاؤون. [العربية نت ]

التعليق:

لقد أصبح انتهاك حرمات الله ظاهرة ملموسة في بلاد المسلمين، حتى اتخذه البعض وسيلة للبحث عن الشهرة بمخالفته لأحكام الإسلام والتطاول على أحكام دينه عملاً بمقولة خالِف تُعرَف، أو أنه أصبح ضرباً من الحرية الشخصية عند آخرين كالذين انتهكوا حرمة الشهر الفضيل وجاهروا بالإفطار في نهاره أمام الناس دون أدنى حياء من الله ولا من عباده المؤمنين الذين يستفزهم أن يروا محارم الله تنتهك أمام أعينهم.

ووالله إنه لموقف مخزٍ من وزير الشؤون الدينية الجزائري تجاه هؤلاء المجاهرين بالمعصية، فهو بدل أن ينزل عليهم عقوبة تجعلهم عبرة لكل من تسول له نفسه مخالفة أحكام الله، بدلاً من ذلك يبرِّؤهم من جريمة التعدي على أحكام الله بالقول أن ما فعلوه هو نوع من الاحتجاج أو التمرد على المجتمع أو كما يقال (طيش شباب)! وينصحهم بأن يا أيها الشباب إن أردتم أن تعصوا الله سبحانه فتفطروا لا تدعوا أحداً يراكم!

إن الذي جرأ هؤلاء على دين الله هو عدم تطبيق الإسلام في واقع حياتنا، فالقوانين في بلاد المسلمين هي قوانين وضعية تنص على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام ولكن كل ما فيها مخالف للإسلام وأحكامه، فهي لا تحوي عقوبات رادعة لمن تسول له نفسه التعدي على حرمات الله، فجزاء من يجاهر بفطره بحسب القانون الجزائري وبحسب غيره من قوانين الدول العربية هو السجن لمدة قصيرة، ومدة سجن من يسب النظام الحاكم أو يتطاول على الذات الأميرية أكثر منها، فلو أنهم جعلوا للمجاهر بفطره عقوبة مغلظة (السجن أو غيره) لكان ذلك رادعاً له من تكرار هذا الفعل، وعبرة لغيره ممن تسول له نفسه الإقدام على نفس العمل فالله سبحانه يقول: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)، كما أن الله سبحانه يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فكثيرون هم من يقرأون آيات الصيام ولكنهم لا يصومون، وكثيرون هم من يقرأون آيات الصلاة ولا يصلون، وكثير من الناس يقرأون آيات العذاب ولا يبتعدون عن المنكرات والآثام، ولكن إذا عاقبهم السلطان فإنهم يبتعدون عنها ويتركونها.

فلا يمكن أن يستقيم حال المجتمع، ولا يمكن لأحكام الله أن تقام في الأرض، إلا إذا طبق الإسلام في دولة، هذه الدولة هي دولة الخلافة، التي تحكم الناس بالإسلام، وتعاقب كل من خالف حكماً شرعياً أو جاهر بمعصية، كما كانت تفعل طوال ثلاثة عشر قرناً من الزمان.

فنسأل الله أن يعجل لنا بقيامها، وأن يجعلنا من جنودها وشهودها.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أختكم براءة