Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب تحريم الظلم

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في ” باب تحريم الظلم”.

حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل يعنون ابن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء”.

أيها الأحبة الكرام:

هذا عدل الله تعالى، أن يقتص الله للشاة الجلحاء من القرناء، فإذا فرغ من الحكم بينهما قال لها كوني ترابا، فتصير ترابا، فعند ذلك يقول الكافر: ” يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا “. أي كنت حيوانا فأرجع إلى التراب.

أيها المسلمون:

 

هذا المشهد ساقه الله تعالى لنا ليبين لنا عدله يوم القيامة يوم الحساب، كيف لا والعدل اسم من أسمائه؟ كيف لا وهو الذي أعد للناس جنة تجري من تحتها الأنهار لمن خاف واتقى، وجهنم لمن تجبر وعصى؟

فالله سبحانه وتعالى عدل في خلقه، أنزل لهم تشريعا يتناسب مع خلقهم ووجودهم في هذه الحياة، فالذين ساروا على هذا المنهج سعدوا في الدنيا والآخرة، والذين تنكبوا عن السير عليه، وابتدعوا أنظمة وفق عقولهم الناقصة العاجزة أوردوا أنفسهم وأهليهم المهالك وسوء العذاب، وأدخلوا أنفسهم في دهاليز الشقاء والتعاسة، حتى أصبحت حياته شقاء في شقاء.

أيها المسلمون:

 

إن العدل صفة تحكم علاقة الإنسان بنفسه كما تحكم علاقة الإنسان بغيره، فإن عدل مع نفسه عدل مع غيره، ونظرة خاطفة على حجم الظلم الذي وقع على المسلمين من قبل حكامهم، نرى أن الظلم والقهر الذي وقع عليهم فاق الحدود والخيال، لدرجة لم تشهدها الأمة من قبل عبر تاريخها الطويل، ولعل رحلة العذاب بدأت مع وجود حكام عملاء للكافر المستعمر، حيث أسلموها لأعدائها، وسرقوا ما في أيديها، فقتلوا منها وسجنوا وعذبوا وفتكوا بأعراضها، فعاشت الأمة في عهودهم النحسة أسوأ حياة لبشر على الأرض، ولكن إلى متى سيستمر هذا الأمر؟ إن ما تشهده مناطق الربيع العربي يبشر بخير، يبشر بقرب زوال هذا الظلم وببزوغ العدل إن شاء الله، فالخلافة الموعودة على الأبواب، وتنتظر الرجال الرجال، فكونوا من العاملين لها قبل قيامها، فليس العامل لها كالذي ينتظرها، ففيها العدل والله.

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم