Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق خديعةٌ جديدةٌ تُعِدُّها أمريكا لأهلِ سوريا


الخبر:

نقلت وكالات الأنباء في 12\8\2013 تصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية مارتن ديمبسي أثناء زيارته لكيان يهود قال فيها أنه من “المهم إلقاء نظرة متعمقة على الصراع السوري وعواقبه في المنطقة، وأنه صراع إقليمي يمتد من بيروت إلى دمشق إلى بغداد ويطلق عداء تاريخيا عرقيا ودينيا وقبليا، وأن هذا الأمر سيتطلب كثيرا من العمل ووقتا طويلا لحسمه”. وقال: “إن الولايات المتحدة بدأت تعرف أكثر من المعارضة السورية المعتدلة، لكن عليها أن تراقب عن كثب متى يتحول التعاون الوقتي بينها وبين الإسلاميين المتشددين إلى تحالفات حقيقية”. وأضاف رئيس هيئة الأركان الأمريكية قائلا: “التحدي الحقيقي بالنسبة لمجتمع المخابرات بصراحة هو فهم متى يتعاونون فيما يتعلق بقضية بعينها فقط ومتى يمكن أن يتحالفوا معا، وفي هذه المرحلة أعتقد أننا لسنا متأكدين تماما أين يقع هذا الخط الرفيع الفاصل”.

 

التعليق:

نريد أن نبرز الحقائق التالية تعليقا على تصريحات المسؤول الأمريكي:

1. إن أمريكا هي التي تعمل على تحويل كفاح الشعب السوري ضد المتسلطين على رقابه في النظام من حزب البعث وآل الأسد إلى صراع إقليمي حتى تحول دون سقوط هذا النظام العلماني العميل لها وتحول دون رجوع السلطان إلى أهله المسلمين في سوريا الذين طالبوا بإقامة نظامهم الإسلامي النابع من دينهم. فدعمت أمريكا هذا النظام العلماني ودافعت عنه وهي تقول أن بشار أسد سيقوم بالإصلاحات حتى تُسكت الناس فتجعلهم يتخلون عن انتفاضتهم السلمية. وأراد الطاغية بشار أسد وزمرته الحاقدة أن يسكتوا الناس بالرصاص ومن ثم يقوم بما يسمى بإصلاحات مفصلة ومكيفة حسب نظامه وتضمن بقاءه وبقاء حزبه وزمرته في الحكم. فرفض الناس كل ذلك وأصروا على إسقاطه وإسقاط نظامه الفاسد، فبدأ الطاغية بتدمير البلد وبقتل الناس بدون تفريق بين شيخ طاعن في السن أو شاب في ريعان شبابه او امرأة مسلمة شريفة أو طفل رضيع، وأمر شبيحته القذرين بالتعدي على أعراض النساء المسلمات العفيفات الطاهرات وترويع الناس ونهب أموالهم وتخريب ممتلكاتهم. وعندما فشل في كسر الإرادة الفولاذية لأهل سوريا أحفاد الصحابة وأصبح على وشك السقوط أدخلت أمريكا أتباعها في إيران والعراق ولبنان ليسندوا النظام وسمحت لروسيا بِمَدِّه بكامل الأسلحة والعتاد ومنعت السلاح عن الثوار بذريعة أنهم أيدٍ خطأ وأنهم متطرفون ومتشددون وإرهابيون.

2. عملت أمريكا على إيجاد معارضة من عملائها العلمانيين، فأسست لهم مجلسا وطنيا، ومن ثم حولته إلى ائتلاف وطني ليتصدروا قيادة الناس ويتصدوا للثوار المخلصين ويحولوا دون وصول السياسيين الصادقين الواعين إلى الحكم ليعلنوا الخلافة ويحكموا بالإسلام. وهذه المعارضة وائتلافها ما زالت مرفوضة من قبل الثوار المخلصين، وهي فاشلة في إقناع الناس بقيادتها رغم الترويج الإعلامي لها ومدها بالمال من قبل أمريكا والغرب وعملائهم في المنطقة، لأنها لا تمثل تطلعات الشعب المسلم في سوريا وهي مكشوفة العمالة للغرب ولأمريكا بالذات، وتتبنى مشاريعهم العلمانية والديمقراطية ونظام الجمهورية. وهذا المسؤول الأمريكي يقول “إن أمريكا بدأت تعرف أكثر من المعارضة السورية…” أي أن هذه المعارضة عبارة عن مخبرين يزودون أمريكا بالمعلومات عن واقع أهل سوريا المسلمين وثوارهم المخلصين وسياسييهم الصادقين الذين يتبنون مشروعا إسلاميا شاملا لبناء صرح دولة إسلامية عظيمة.

3. عندما رأت أمريكا عجز عملائها عن قيادة الناس وسرقة الثورة من الثوار المخلصين سمحت لعملائها بالتعاون الوقتي وبالتحالفات غير الحقيقية كما يشير رئيس الأركان الأمريكية. وهنا يجب على الثوار أن يحذروا ولا يتحالفوا ولو مؤقتا مع عملاء أمريكا، بل يجب أن ينبذوهم ويستعينوا بالله فقط، وإلا سوف يهلكون كما هلك غيرهم. ففي بداية الثمانينات من القرن الماضي قامت مجموعات إسلامية مقاتلة وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين بالتحالف مع النظام الأردني والنظام العراقي والنظام التركي فخذلتهم هذه الأنظمة وقد تنازلت هذه الجماعة عن المشروع الإسلامي وأسست الجبهة الوطنية وتحالفت مع أحزاب علمانية وقومية واشتراكية فكان مصيرها الفشل. وكنا قد حذرناهم من التعاون مع هذه الأنظمة العميلة، وأنها سوف تخذلهم، وحذرناهم من التحالف مع تلك الأحزاب العلمانية وحرمة كل ذلك ولكنهم لم يتعظوا. والآن تكرر جماعة الإخوان الخطأ نفسه فتدخل المجلس الوطني والائتلاف الوطني، وترتكب الخطيئة نفسها بتحالفاتها هذه وتخليها عن المشروع الإسلامي وقبولها بالمشروع الغربي القاضي بإقامة جمهورية مدنية أي علمانية ديمقراطية فتبتغي العزة عند الكافرين، متناسية الحقيقة التي تكشفها الآية الكريمة “فإن العزة لله جميعا”، وأنهم لو وصلوا إلى الحكم بالتحالف والتعاون الوقتي مع الأمريكان وأوليائهم فلن يكون مصيرهم أحسن من مصير إخوانهم في مصر.

4. ولذلك فإننا نحذر الثوار المخلصين في الداخل من أن يلدغوا من ذاك الجحر الذي لدغ منه غيرهم، فلا يقعوا في فخ التحالفات غير الحقيقية والتعاون الوقتي الذي يمكّن عملاء أمريكا من السيطرة في المستقبل، فيريد السائرون في ركاب أمريكا أن يستغلوا الثوار وشجاعتهم ومن ثم يدخلوا في اللعبة السياسية التي أعدتها أمريكا للحفاظ على النظام العلماني بالحوار معه وتشكيل حكومة من عملائها في النظام وفي المعارضة، ومن ثم يبدأوا بشن حرب بكافة الأشكال على الحركات الإسلامية المخلصة لتصفيتها كما تخطط أمريكا أو لإخضاعها لدين الديمقراطية، وقد بدأ العملاء يكشفون ذلك. وليدع الثوار المخلصون الأشخاص المغرر بهم ويعودوا إلى التمسك بدينهم والاعتصام بحبل الله لا بحبل أمريكا، وليعلموا علم اليقين أن الله قد كتب على المسلمين أن النصر لا يأتيهم إلا من عند الله العزيز الحكيم، وهذا لا يأتي إلا بعد امتحان وابتلاء عظيم من الله ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور