Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق قناة العربية – إعلام كاذب ومضلل


الخبر:

نشرت قناة العربية بتاريخ 18/08/2013م خبراً بعنوان “حملة تزوير لضرب مصداقية القنوات الرئيسية في المنطقة” ومما جاء فيه:

“تناقلت مواقع على الإنترنت وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي ما ادّعت أنه تصريحات واتهامات متبادلة بين مذيعين في قناتي “بي بي سي” و”العربية”، هما سمير فرح ومنتهى الرمحي، وتؤكد إدارتا القناتين أن ما نُشر في هذا الصدد مزيّف وعارٍ تماماً عن الصحة. وقد نقلت تلك المواقع التصريحات الملفقة عن صفحات مدوّنات انتحل كاتبوها شخصيتي مذيعي بي بي سي والعربية”.

 

التعليق:

إن المتابع المدقّق لما تبثه القنوات الفضائية وقناة العربية تحديداً يلمس حجم التزييف والتضليل، وحرف الحقائق عن مسارها خدمة لسياسة إعلامية تنتهجها، فالخبر المنشور أعلاه تحاول القناة من خلاله تقزيم مسألة التضليل التي تنتهجه بمشادّات بين مذيعين اثنين!!

وتشير في الخبر ذاته إلى الحملة الهائلة التي يشنها الناس على قناة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي، وتريد من هذه الإشارة تحجيم فكر القارئ داخل مسألة واحدة فقط وهي هذان المذيعان لتصرف النظر عن أن المسألة أكبر وأوسع وأشمل وأعمق، والأهم من ذلك أنها أقدم من تلك المشادات بين المذيعين المذكورين، فمواقع التواصل الاجتماعي تتهم القناة بالكذب والتزوير والتضليل منذ مدة طويلة نسبياً، وكذلك يتهمها مفكرون وسياسيون ومتابعون بأنها تنتهج منهجاً يخدم أجندات حكومات وليس فقط أجندة القناة بشكل مجرد….

من المعلوم أن الدور الذي يمكن لوسائل الإعلام أن تقوم به فيما يتعلق بالشأن العام للمسلمين وشعوب المنطقة هو دور كبير، عن طريقه تُبنى قناعات وتُرسخ مفاهيم، وهذا الدور تعيه قناة العربية- وغيرها- تماماً، وتعلم كذلك أن للإعلام السياسي في المنطقة دوراً كبيراً إما في:

كشف واقع الأنظمة السياسية وفضح مؤامرتها أو الترويج لهذه الأنظمة السياسية وتجميل وجهها القبيح أمام الناس.

كلّ ذلك يكون ببناء منهجية إعلامية سياسية تهدف إما للبيان والكف أو للتضليل والتزوير.

ومما هو معلوم أن تلك السياسات لا تكون وليدة اللحظة، ولا تتعلق بحدث دون حدث، بل هي كما أشرت منظومة متكاملة وضعت لنفسها أهدافاً تريد الوصول إليها…

وما الاستقالات المتتالية التي نشهدها لموظفي تلك الفضائيات إلا مؤشر بسيط على ما أشرنا إليه، وهذا ما صرح به عدة موظفين استقالوا من تلك الفضائيات اتهموها بالانحياز والتضليل والكذب.

إن التطور الملحوظ في العقدين الأخيرين لأهمية التواصل الفضائي بين مختلف دول العالم جعل إمكانية وصول الخبر أيسر من ذي قبل، وقدرة شريحة عريضة من الناس على تمييز الصحيح من الخاطئ أكبر مما كانت عليه.

فكانت مراهنة تلك الفضائيات على محاولة تزييف الحقائق واستباحة عقول المتابعين تأخذ منحنى أكبر بمنهجية مدروسة لحرف الناس عن فهم وقائعهم الفهم السليم.

غير أن هذه المنهجية تتصادم مع سدّ منيع حصين من الوعي الذي يتنامى باضطراد بين المسلمين فيما يتعلق بقضاياهم العامة وبما يتعلق بعمالة الأنظمة التي تحاول وسائل الإعلام تلك الترويج لها وإخفاء عمالتها.

فالمعركة مستعرة بين الوعي وبين الاستغباء والكذب.

ولا بدّ أن يتم فضح تلك السياسات الإعلامية حتى يميز الله الخبيث من الطيب.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس المقدسية