Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا تنفق اثنين وخمسين مليارًاً دولار على التجسس


الخبر:

الواشنطن بوست تكشف عن نفقات الولايات المتحدة على التجسس والاستخبارات بما يقدر باثنين وخمسين مليار دولار في هذا العام وذلك نفقات تشغيل ستة عشر جهاز استخبارات يعمل فيها ما يزيد عن مائة وسبعة آلاف موظف رسمي.

السي آي إيه تحصل منها على ما يقارب الخمسة عشر مليارا، في حين تنفق المؤسسات الاستخباراتية ما يقارب مليارين ونصف مليار على العمليات العسكرية المتسترة من مثل استخدام الطائرات بدون طيار في باكستان واليمن.

 

التعليق:

قد يقول البعض إن الأصل هو العمل على حماية البلاد من أي عدوان خارجي، والحفاظ على الأمن الداخلي والاستقرار مهما كلف الثمن، وهذا الأمر صحيح، إلا أن وجهة نظر المستعمر الرأسمالي أنه يدفع ثمن أمنه مالا وينفق على أمانه المليارات دون أن يعيد النظر في أسباب هذا الخوف وهذا القلق الذي يجعله يتخلى عن مبدئه وينتهك الحريات فيتجسس على أبناء بلده أو دول الحلفاء ودول الجوار بل والعالمِ كله.

ظاهر لكل حصيف أن جشع أمريكا وعدوانيتها وعنجهيتها هي التي تدفعها للخوض في معارك خارج حدود قارتها. فهي التي رأت مصدر ثروة غير محدود في منابع النفط ومناجم الذهب والألماس ومناهل المواد الخام التي كانت ترزح تحت سيطرة المستعمرين القدامى بريطانيا وفرنسا، فأخذت تنافسهم وتزاحمهم حتى أخرجتهم من مناطق كثيرة في آسيا وأفريقيا. وهذه المنافسة لم تكن تتحلى بالدبلوماسية ولم تتخذ حتى ذريعة الفكر الرأسمالي الديمقراطي لبلوغ أهدافها، بل كانت أعمال نهب وسلب وتخريب وسيطرة وإضعاف وقتل وتشريد، زادت على أعمال بريطانيا وفرنسا والبرتغال أضعافا مضاعفة، وامتدت إلى مناطق آمنة مستقرة فعاثت فيها فسادا، والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى، وليس أولها ما فعلوه هم في قارتهم مع الهنود الحمر الذين أبيدوا عن بكرة أبيهم، ولم يبق منهم إلا أشباح مخمورون موبوؤون بشتى الأمراض.

لا شك أن حالة العداء التي تولدت بين أمريكا وشعوب العالم، والشعور بالعنجهية والغطرسة تجاه دول وبلاد أخرى، حتى موالين لهم أو مسالمين، هذا هو الذي يولد عند القادة والساسة الأمريكان هواجس الخوف وانعدام الأمن، كما أن الجشع المفرط للحفاظ على المصالح والمكتسبات بأي ثمن، وغالبا ما يكون الثمن إراقة دماء وتشريد، من أهم أسباب انعدام الاستقرار الأمني لأمريكا رغم انعزالها في قارتها النائية. ولهذا فلا غرو أن ينفقوا هذه المليارات على الأمن ويشِحُّوا بها على الفقراء أو حتى على أبناء بلدهم في التعليم والتشغيل.

يذكرنا هذا المقام بما ورد عن سيدنا عمر بن الخطاب حين سأل عنه المجوسي القادم من بلاد فارس برسالة كسراهم فوجده نائما تحت ظل شجرة متوسدا حذاءه فاستهجن الأمر وقال “عدلت فأمنت فنمت”.

هذه هي الديمقراطية التي يريدون تسويقها في بلادنا وهذه هي الرأسمالية الحامية لها، فمتى نأمن بأمن ربنا وأمان ديننا.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق أبو فراس