Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق مؤسس وقائد منظمة العراة فيمن رجل


الخبر:

كشفت المخرجة الأسترالية كيتي غرين، في فيلمها الوثائقي الذي يُعرض في مهرجان البندقية السينمائي، أنّ مؤسّس منظمة النسويات العراة المشبوهة «فيمن»، والشخص الذي يتحكّم فيها هو رجلٌ، جاء هذا في تقرير أوردته صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية بتاريخ 3 أيلول 2013 وتبع هذا الخبر سيل من التعليقات التي أبدت تفاجأها بهذا الخبر. ذكرت المخرجة أيضاً أن مؤسس “فيمن” فيكتور سفياتسكي يسيء معاملة الناشطات ويبرر هذا بقوله “إنّ الفتيات اللواتي انضممن إلى المنظمة ضعيفات، ولا يتمتّعن بقوة الشخصية أو بأيّ من الصفات التي تجعل من المرء ناشطاً سياسياً فكان من الضروري أن يتعلّمن تلك الأمور”. وأشارت المخرجة التي أمضت عاماً داخل المنظمة “أن سفياتسكي يختار الفتيات الأجمل بنفسه للانضمام إلى المنظمة، لأنّ الفتيات الجميلات يوضعن على الصفحات الأولى للصحف ويحققن مبيعات كبيرة”.

 

التعليق:

إن المتتبع للحركات النسوية وجذورها الفكرية يجد أنها في الغالب نشأت في بطانة دعوات أخرى ويتم استغلالها أسوأ استغلال لتخالف الفطرة ولتنفيذ مآرب لا تمت بصلة لحقوق المرأة والحصول على حياة كريمة لها. تتعالى الأصوات المنادية لحقوق المرأة وتزداد المرأة تعاسة وتتعرض للاستغلال بأشكال متعددة ومبتكرة. الدعوات التحررية في الغرب لم تكن في حقيقتها سوى شباك تنصب حول النساء لاستغلالهن والمتاجرة بأجسادهن مع إيهامهن بالحصول على الحرية، مصيدة جذابة تسعى الفريسة فيها للقفص طوعاً. إن سراب الحرية والتحرر من القيود الذكورية أصبح في حد ذاته قيداً تغتر به الساذجات فيشعرن بالتحرر ويتشدقن بالعبارات الرنانة بينما القيد محكم حول رقابهن ثم يدعين السعي لتحرير من اختارت دينها عن قناعة واستسلمت لأمر خالقها والتزمت بالشريعة الغراء!!
حملت ناشطات “فيمن” شعار “جسدي ملكي” وسعين لتطبيق هذا الشعار ونشره في العالم مع استهداف خاص لبلاد المسلمين بمساندة الإعلام الغربي ليتضح للجميع أن أجسادهن لم تكن ملكهن ولم يكنّ سوى رقيق وأدوات في يد العقل المدبر والمدير الخفي سفياتسكي. وبينما صرخت “فيمن” باسم النسوية منددة بالتمييز وداعية للتحرر التام من كل القيود والسلطات الذكورية كانت ناشطات “فيمن” يتعرضن للإهانة والتحقير من مؤسسها الذي لم يرَ فيهن أي قيمة تذكر. ولم تكتسب هذه المنظمة المشبوهة شهرة إلا بعد أن أعلنت العداء للإسلام واستهدفت بعض الأحكام الشرعية مدعية أنها تميز ضد المرأة وتحط من كرامتها فصفق لها الإعلام الغربي ووصفوها بالقوة والجرأة، ولم يتساءل عن حال الإماء العراة اللاهثات وراء جذب الأنظار في حالة هستيرية! فشلت “فيمن” ولم تطرح أي قضية تذكر بل تركت دعاة النسوية في حيرة من أمرهم لتنضم هذه لإشكاليات وتناقضات البوست فيمينزم (ما بعد النسوية). لم يكن لنزع الثياب أي دور في تقديم حلول لمشاكل المرأة.. مجرد عرض رخيص في سوق النخاسة في القرن الواحد والعشرون تحت شعار النسوية.

هذه الازدواجية متلازمة مع المجتمعات الغربية التي اعتادت الخداع والمراوغة وتجميل أفكارها الفاسدة وأثبتت مراراً وتكراراً بأن النظرية والشعارات شيء والتطبيق شيء مختلف تماماً. هناك أمثلة كثيرة أهم من المنظمة سيئة الذكر تظهر هذا التعارض وتجذُّره في الفكر الغربي مثل التباين بين شعارات جان جاك روسو عن العدالة والحرية والمساواة التي ألهبت مخيلة الملايين من العلمانيين عبر العصور وتطبيق هذه الشعارات في أرض الواقع. فبالرغم من ثورية روسو وفكره الذي وصفه البعض بالراديكالية وحمله لشعارات براقة مثل “لا وطنية بلا حرية ولا حرية بلا فضيلة” إلا أن المرأة عنده كانت مستثناة ومهمشة من هذه المواطنة، وحين كتب في مقدمة العقد الاجتماعي “ولد الإنسان حراً، وهو مكبّل بالأغلال في كل مكان…”، لم يقصد المرأة وقد لاحظ هذا الكثيرون ومنهم الكاتبة الفرنسية سيمون دي بوفوار. روسو الذي لقب زوراً بفيلسوف الحرية والمساواة كان يقصد بالإنسان الرجل تحديداً في عبارته وليس الجنسين ولم تكن المرأة إلا لتلبية نزواته ومجونه. كتب روسو كتابه الشهير إميل أو التربية الذي يُعَدّ من أهم ما كتب في التربية بينما رمى بأطفاله في دار اللقطاء وتنكر لهم دون شفقة أو رحمة. تحدث عن الحرية وقيمة الإنسان ثم قدم أم أولاده الريفية الفقيرة للمجتمع على أنها خادمة عنده ولم يعترف بها إلا وهو مريض في أرذل العمر. عاش حياة البؤس والتشرد قبل أن يعرف كفيلسوف تسانده المرأة وتنفق عليه ثم تنكّر لها. أسهب روسو في الحديث عن الحرية والمساواة ولكنه رأى في المرأة تابعاً أعمى للرجل تفكر فقط في الإطار الذي يحدده الرجل حتى إنه وصل لحد إنكار أي استقلال شخصي للنساء ورفض السماح للمرأة أن تصوغ معتقداتها الدينية.

هذه هي الحضارة الغربية.. حضارة الزيف والنفاق والمتناقضات، وللأسف لا زلنا نرى من أبناء المسلمين من يغتر بها ويسعى للسير على أثرها، أفلم يأن لهؤلاء أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق؟

((وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَ‌ةِ عَنِ الصِّرَ‌اطِ لَنَاكِبُونَ))

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد